اسهم الحريري ترتفع.. فهل يعتذر دياب؟

سعد الحريري

بعد ان كان الحديث عن ولادة حكومية وشيكة، تبدلت المعطيات الحكومية في ظل الحديث عن استياء من أداء رئيس الحكوم المكلف حسان دياب من قبل فريق “8 أذار”، وهو ما تزامن يوم أمس، مع موقف لافت لرئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء الى ان المرحلة الحالية تطلب حكومة جامعة من جهة ، ومن جهة ثانية اتصال بري بالحريري ودعوته لحضور الجلسة النيابية، ما يشير الى عودة ارتفاع أسهم الرئيس سعد الحريري الحكومية.

وكشفت مصادر مطلعة ان المعطيات تبدلت فجأة عقب الموقف الذي اعلنه الرئيس نبيه بري بدعوته الى “حكومة لم شمل جامعة”، مع تسريب معلومات مؤكدة من مصادر معنية بالتأليف عن توجه جديد الى استبعاد كل الوجوه الوزارية السابقة والإتيان بوجوه وزارية جديدة، مما يعني تجاوز التفاهم الذي اعقب لقاء عون ودياب بتوزير دميانوس قطار في الاقتصاد بدلاً من الخارجية نزولاً عند رغبة الرئيس المكلف في توزيره. وفي المعلومات ان الرئيس المكلف تريّث في الإجابة عن الطرح الجديد. في ظل الحديث عن انزعجاج فريق رئيس الجمهورية من سقوف دياب المرتفعة. فهل النية احراج الرئيس المكلف حتى اعتذاره؟

إقرأ أيضاً: تعزيزات لـ «حزب الله» في الجنوب.. هل من خطة لهجوم انتقامي؟

الى ذلك، موقف بري كان كافيا لإشعال فتائل التحليلات والتأويلات حول مرامي بري من هذا الكلام الذي لا شكّ بأنه يتهدد أسس حكومة التكنوقراط ويقضّ مضاجع الرئيس المكلف تشكيلها حسان دياب، سيّما وأنّ بري عطف كلامه عن “لمّ الشمل” على تعمّد إعادة تظهير إسم سعد الحريري في واجهة الحدث الحكومي سواءً عبر بوابة الحثّ على “تصريف الأعمال” أو التحفيز على المشاركة في جلسة إقرار الموازنة العامة، الأمر الذي سرعان ما رفع أسهم المؤشرات الدالة إلى كون “عين التينة” لا تزال شاخصة باتجاه “بيت الوسط” لعلّ وعسى تعود عقارب الساعة إلى معادلة وضع الحريري بين “مطرقة التكليف” و”سندان التصريف”… حتى إشعار آخر يتيح تفكيك عقدة “الفيتو” الذي يضعه رئيس الجمهورية ميشال عون على تشكيل حكومة يرأسها الحريري ولا يشارك فيها جبران باسيل.
وبينما ذهبت أوساط سياسية إلى حد التأكيد على كون تشديد بري على دور الحريري في هذه المرحلة لكي يفعّل تصريف الأعمال إنما يختزن نيّة “الثنائية الشيعية” في دفع دياب إلى الاعتذار تمهيداً لتعبيد الطريق أمام إعادة تكليف الحريري، وأنّ بري يتولى في هذا المجال التصريح بالأصالة عن نفسه وبالوكالة عن “حزب الله” الذي يحرص على عدم اختلاق مشكلة مع قصر بعبدا، آثرت المصادر القيادية في 8 آذار عدم الخوض في هذا التحليل، واكتفت بالقول: “الأمور معقدة جداً، وعلى كل حال ليس خافياً أنّ الرئيس بري على تواصل مع الرئيس الحريري وهو يريده أن يعود إلى بيروت، سواءً للحاجة إليه في تفعيل عملية تصريف الأعمال أو لناحية مشاركته في جلسة مناقشة وإقرار موازنة 2020التي يريد رئيس المجلس أن يعقدها قبل نهاية الشهر”.
اما المصادر المطلعة على أجواء “بيت الوسط” فأكدت لـ”نداء الوطن” أنّ “الرئيس بري حريص على عودة الرئيس الحريري إلى بيروت ليشارك في جلسة إقرار الموازنة العامة لكنه لم يفاتحه في موضوع الحكومة”، متوقعةً أن يعود مطلع الأسبوع المقبل.

السابق
تعزيزات لـ «حزب الله» في الجنوب.. هل من مخطط لهجوم انتقامي؟
التالي
مقتل سليماني: هل تحقق إيران «مكاسب» داخلية وخارجية من اغتيال قائد فيلق القدس؟