حرب الإغتيالات تنضج التسويات

سلمى الحاج

حتماً إيران حسمت موقفها حول الرد المقبل على اغتيال رجل بحجم سليماني لا بل هي مجبرة على الرّد من دون الدخول في حرب. والمؤكد أنّ الرّد سيكون بمستوى قاسم سليماني، فالرجل هو شخصية أمنية رفيعة من الطراز الأول ومهندس إنتشار إيران في المنطقة وهذا الأهم .  معروف أن الحداد لثلاثة أيام وبعدها لكل حادث حديث. ما هو حجم هذا الرد؟ وماهو شكله ؟وطبيعته؟ ومكانه؟ وزمانه ؟ هل سيكون في سوريا شرق الفرات؟ هل سيكون على الاراضي العراقية ؟ من الذي سيقوم بالرد نيابة عن المحور ؟ حزب الله في لبنان وسوريا أو الحشد في العراق او لربما خارج المتوقع والمألوف وأبعد بقليل!

إقرأ أيضاً: بالتفاصيل.. «نيويورك تايمز» تروي كيف قتل الأمريكيون سليماني

الرّد الأول سيكون يوم الأحد المقبل من البرلمان العراقي، فإيران حتماً لا تريد وجود أمريكا على الاراضي العراقية. ماذا بعد ؟ هل ستكتفي إيران بموقف البرلمان الرافض للقوات الامريكية على الأراضي الإيرانية؟ وهذا بحد ذاته يجعل منها قوات محتلة ويبنى على القرار مقتضاه .  لكن مهلاً فالردّ المنتظر هو الإنتقام بمعنى الرد الأمني بمستوى المصاب والشخصية المستهدفة وهذا قد يكون في المقبل من الايام .  

تفيد المعلومات حول رد محدود لكنه غير “مؤطر” بمعنى ان ساحة من ساحات بلداننا العربية ستكون مسرحا للرد والرد على الرد إلى حين تنضج التسويات مما يعني أننا أمام أشهر صعبة مقبلة على المنطقة هي أقل من حرب وأكبر من رسالة هي بالمختصر استكمالا لنصر المحور على امتداد حركات المقاومة يقول مسؤول أمني رفيع . ليس من مصلحة إيران ولا الولايات المتحدة التصعيد، فمنذ ليل إمس تنشط اتصالات حثيثة بين سويسرا وإيران والولايات المتحدة وروسيا ودولة أوروبية أخرى .

في العراق، تلك الساحة الملتهبة لايمكن فصل اغتيال سليماني والمهندس عن السياق الذي بدأت فيه التظاهرات العراقية وكيف انتقل المشهد من تظاهرات غاضبة بوجه إيران وحلفائها في الداخل العراقي وتندد بتدخل الجنرال قاسم سليماني نفسه في الشأن الداخلي العراقي كيف انتقل الى تظاهرات كادت تقتحم السفارة الأمريكية في بغداد لما لها من رمزية ورسائل مهمة لواشنطن والمنطقة العربية كافة.

لا شك للرجل بصمات كبرى على امتداد محور المقاومة من غزة إلى بيروت ودمشق مرورا ببغداد وصولاً الى اليمن، يجزم البعض أنه لولا هذا الرجل والمقصود سليماني لما تمكنا من القضاء على الارهاب.  واشنطن قلقة حتماً ولربما البراغماتية الإيرانية مقلقة أكثر .

وانا أكتب هذه السطور ها هو الرئيس الأمريكي يفاخر بما أنجز ويؤكد ألاّ نية لتغيير النظام في إيران وأن قتل سليماني لإخماد الحرب وليس لإشعالها، لكنه في عامه الإنتخابي مجبر هو الآخر بالرد على  الرّد لتحسين صورته الإنتخابية وتعزيز موقعه.  في النهاية ما قبل 3 من كانون الثاني ليس كما بعده، حتماً عملية مطار بغداد هي أم المعارك المقبلة والعمليات الأمنية المتنقلة .

السابق
في غزة.. بيت عزاء لسليماني!
التالي
مايكل داندريا: «آية الله» الإستخبارات الأميركية.. وخصم سليماني