هل ينجو التشكيل من «أفخاخ» الداخل والخارج ؟!

لم يف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بوعده يوم عيد الميلاد عندما قال إن الحكومة ستكون قبل نهاية العام الفائت.

الخلافات ما زالت بين أطراف السلطة حول نوع الحكومة ومن يمكن أن يشارك فيها بالإضافة إلى حجم كل طرف ومدى تأثيره على الحكومة نفسها .
الرئيس المكلف يصر على حكومة تكنوقراط لكنه هو نفسه لا يحظى بغطاء سني هو بحاجة إليه كي يكمل عمله بتأليف الحكومة .والأطراف الأخرى واذا وافقت على حكومة تكنوقراط فإنها ترى أن عناصرها يجب أن تكون مرتبطة بزعماء الطوائف وبالتالي ينفذون سياسة أطراف السلطة نفسها .
الوضع ما زال على حاله .كل طرف سلطوي يحاول أن يحصل على حصة أكبر .استقالة الحريري جاءت ردا على محاولة تحجيم دوره ووزنه من المسيحية السياسية التي تواصل هجومها لاستعادة ما أعلنت عنه مرارا انه حق لها .وعلى حساب الطوائف الأخرى من أطراف السلطة .

إقرأ أيضاً: اللائحة الحكومية تخضع لـ«روتوش» اخير.. وهذه الأسماء المرشحة!


أما السنية السياسية فإنها ترفض تقديم مزيد من التنازلات وبالتالي لا تستطيع إعطاء الغطاء المذهبي السني للرئيس المكلف حسان دياب ومن سيختار من وزراء سنة .
وعلى الجانب الدرزي يسعى التيار الوطني الحر لإعطاء الموقع الى حليفه أرسلان على الرغم من أن جنبلاط يمثل الطرف الأقوى في الطائفة .والكل يذكر كيف أن عون خاض معركته انتخابية بصفته الأقوى بين المسيحيين .
على الجانب الشيعي يقول مصدر مقرب من أمل أن الحركة تريد حكومة بأسرع وقت ممكن حتى لو كانت حكومة أكثرية في حين أن حزب الله ما زال يصر على حكومة يتمثل فيها الجميع كي تستطيع أن تمنع قيام أي معارضة داخلية من ضمن السلطة نفسها .ويتبادل الطرفان الشيعي والمسيحي شد الحبال من أجل أن يتمثل وزراء حاليون في الحكومة .

لكن هناك مأزق آخر يتعلق بالشروط الأوروبية والأمريكية التي تربط قيام حكومة بالالتزام بإصلاحات مستدامة وهذا ما لا تستطيع أطراف السلطة الالتزام به .لذلك من المستبعد تأليف حكومة في المستقبل القريب .
الغائب الأكبر عن هذه الصورة هو الشعب اللبناني المنتفض منذ نحو 3 أشهر  وهو يعاني من الانهيار المالي والاقتصادي ومن شروط استمرار الحياة .هذا الغائب هو الغائب فعليا عما يدور في أروقة السلطة .النقاش بدور حول الحصص والمواقع في الحكومة ولا أحد يتحدث عن تغيير ما في السياسات المتعلقة بحياة الناس الذين يقفون في طوابير من أجل الحصول على فتات من أموالهم المنهوبة من المصارف بحماية رسمية .أما القضاء فما زال مطية للسلطة وان استقلالية تشكل المدخل الأساس لإعادة بناة سلطة وطنية .الناس في واد والسلطة في واد آخر وكل يغني على ليلاه .

هل يمكن أن يستمر الوضع والناس تبحث عن سراب ؟

السابق
الشيخ محمد علي الحاج: المجلس الشيعي يحارب التنوع ويدعو للاحتكار داخل الطائفة
التالي
جنبلاط ردا على بو صعب: يريدون العودة الى عهد الوصاية!