هذا ما حققته الإنتفاضة في مطلع 2020!

لبنان ينتفض

مع تمنياتي للعام الجديد بانتصار الإنتفاضة والحاقاً بالمنشورين السابقين المؤرخين في 30 و31 كانون الأول 2019، اتابع أجوبتي على تساؤلات جمهور الإنتفاضة.

… الأسئلة المتبقية هي:

  1. لماذا لم تحقق الإنتفاضة شيئاً؟
    السؤال بحد ذاته خاطئ تماماً ولن أعيد ما كتبته في منشورات سابقة ولكنني سأشدد على ما يلي: جمهور الإنتفاضة كان ينتظر أكثر بكثير من الإنتفاضة ولكن ذلك غير واقعي لأن الإنتفاضة تتقيد بالدستور ولا تريد الفوضى وهي تواجه منظومة ركبت على السلطة بالدجل والخداع والمال والسلاح فهي مسلحة وممولة ولها رؤية واضحة منذ أكثر من 20 سنة، ولها تحالفات إقليمية وتتمون إقليمياً من عدة دول ومحلياً من خيرات الدولة اللبنانية. هذه المنظومة المتعددة الأطراف لن تتخلى عن مكاسبها بسهولة ولا يكفي أن ينزل مئات الآلاف إلى الشارع لكي ترحل بسهولة فالمثل السوري أمام أهل السلطة وهم يعتبرون أن المثل السوري نجح ولو أن الأمر لم ينته في سوريا.
    ما حققته الإنتفاضة من إنجازين عظيمين هو أولاً إسقاط التسوية الرئاسية والحكومية اللتان أتيتا لتأمين مصالح أحزاب لا رؤية وطنية واقتصادية وسيادية لها على حساب السيادة والإقتصاد والمصلحة الوطنية العليا، وثانياً نطمئن الجميع أن صناعة الوطن اللبناني التي بدأت منذ مئة عام مستمرة والجيل الذي سيصنع هذا الوطن هو جيل الإنتفاضة الذي هو الآن في الشارع. هذا الجيل سيتسلم المسؤوليات الوطنية مع الوقت ومن خلال الوسائل الديموقراطية والدستورية خلال الأشهر والسنوات القادمة بعد فشل المنظومة الحاكمة الحالية وعمالتها للخارج. نتائج كل انتفاضات العالم لا تأتي بالعجائب بل تتبلور نتائجها مع الوقت، وبناء الأوطان ليس عملية ثلاثة أشهر بل سنوات طويلة.
  2. لماذا لا تعطون فرصة للدكتور حسان دياب؟
    الإنتفاضة ليست هي التي تشكل الحكومة وليست هي التي تعطي الفرص. دياب عينته اللويا جيرغا Loya Jirga الحاكمة وهي ستكون حتماً سقف الدكتور دياب وهو حتماً التزم لهذه اللويا جيرغا المؤلفة من التيار الوطني الحر وحركة أما وحزب الله بالتأليف وبعدم الرضوخ للشارع، لذلك فرصته متاحة وليس على الإنتفاضة أن تقوم بتسليفه أي ثقة، والذين سلـّـفوه أخطأوا كثيراً. إنه هو الذي يخضع للإمتحان والحكم يكون على النتائج وليس على النوايا. وبالتالي لا ثقة بحكومته المنتظرة (وهي من المرجح أن تتألف) إلا بعد أن نعرف من فيها، والأرجح أنها ستكون حكومة موالية للعهد، مع cosmetics من التكنوقراط لإعطائها واجهة مقبولة. هذا لا يكفي بل نتائج عمل هذه الحكومة هي التي تحكم بالنهاية.
  3. ماذا ستفعلون في المستقبل؟
    وهنا سيكون عمل الإنتفاضة أولاً البقاء في الشارع حتى رحيل الطبقة الحاكمة بكاملها وثانياً مراقبة أعمال حكومة دياب المنتظرة مباشرة كون السلطة هي للشعب وكون هذا الشعب برهن على قدراته خلال الأشهر السابقة، في ظل برلمان فقد شرعيته وعليه الرحيل هو ورئيسه. أما على المدى لبعيد فالإنتفاضة تستعد للإنتخابات النيابية الآتية آجلاً أم عاجلاً … هذه هي الأفعال التي ينتظرها الشعب وليس العجائب، وهذا يتطلب شجاعة وحيوية فالأوطان تبنى من قبل الشجعان وطويلو البال وليس بالعصا السحرية.
    عاشت الإنتفاضة،
    عاش لبنان 
السابق
«المستقبل» و«الوطني الحر».. سيرة حب وغرام وإنتقام !
التالي
اللائحة الحكومية تخضع لـ«روتوش» اخير.. وهذه الأسماء المرشحة!