مرضى السرطان يستغيثون.. علاجهم غير متوفر في المستشفيات!

علاج مريض

منذ قرابة الشهرين دقت نقابة المستشفيات ناقوس الخطر، ورفعت الصوت محذرة من كارثة صحية بسبب الأوضاع الاقتصادية المتردية والتي تؤثر على الادوية والمستلزمات الطبية.

ويبدو أن تحذيرات المستشفيات ووزير الصحة الذي أعلن في 18 كانون الأول أنه “نخشى أن ندق ناقوس الخطر بعد فترة وجيزة. فمع انقضاء كل شهر، نعاني من التزايد في النقص الحاصل في المعدات، ما يجعل القلق الكبير هو الشعور السائد لدى المواطن اللبناني”. ما قاله الوزير ينسجم مع تصريحات نقيب المستشفيات هارون سليمان الذي كرر أكثر من مرة عن “عدم قدرة المستشفيات على استقبال المرضى وقد نجد حالات وفاة على أبواب المستشفيات”.

وبالفعل بدأت الكارثة تحلّ على رؤوس المرضى، فقبل شهر تقريبا اشير ان 10 مستشفيات من أصل 60 مستشفى توفر العلاج الكيميائي، توقفت عن تزويد مرضى السرطان بجرعات العلاج. بالنسبة المئوية، يعني هذا الرقم أن 15% من المستشفيات التي تقدم العلاج أوصدت أبوابها في وجه المرضى. الأخطر أن هذه الجردة غير نهائية، وأن العدد مرشّح للارتفاع.

إقرأ أيضاً: كارثة صحية وتحذير من الاعظم: 10 مستشفيات توقف العلاج الكيميائي والعدد سيرتفع

فكيف لمريض سرطان أن يواجه هذه الحقيقة وأن يُسلم بالأمر الواقع لهذه الأزمة؟ كيف عليه أن يتقبل عدم خضوعه لجلسات علاج لأن الوكيل يرفض تسليم المستشفى الأدوية إلا إذا دفعت نقداً؟

ويبدو أننا سنسمع بهذه الحالات كثيراً بعد اليوم، صرخة المرضى وعائلاتهم تهزّ كياننا من دون أن تنجح في هزّ ضمائر المعنيين؟ ماذا ننتظر بعد؟ ما قالته ابنة أحد المرضى م.ب لـ “النهار”، كفيل في نقل وجعهم “لم يخضع والدي لأي جلسة منذ اكتشافنا لمرضه، يعاني من سرطان الرئة ولا نملك الكثير من الوقت، نلجأ الى العلاج المناعي لأنه كبير في السن وحالته مختلفة عن غيره”. 

ليس سهلاً على ابنته تقبّل هذا الواقع، خصوصاً أن والدها لا يعرف بحقيقة مرضه. تقول: “يصعب رؤية شخص موجوع ولا يسعنا أن نخفف من آلامه. ليس أمامي خيارات كثيرة، أتواصل مع طبيبة والدي التي أكدت لي ان هناك 3 مستشفيات غير قادرة على اجراء العلاج المناعي بسبب رفض الوكيل تسليم الدواء إلا اذا دفعت نقداً. هي اليوم في صدد التنسيق مع مستشفى كبير في بيروت، وسيترتب عليّ في حال القبول بحالة والدي (كونه مضموناً) دفع فارق الضمان من حسابي الخاص. ليس لدي حل آخر، ولا يمكننا الانتظار أكثر لأننا تأخرنا على والدي في تلقي العلاج. لذلك أنا اليوم مستعدة لبيع سيارتي شرط ان يبدأ والدي العلاج، أقله أن يبدأ جلسته الأولى. علينا ان نخطو الخطوة الأولى، لا أفكر بشيء ولكني لا يمكن أن أبقى مكتوفة، عاجزة عن فعل شيء. الأمر ليس بيدي كما ليس بيد المستشفيات، المشكلة تتفاقم وصحة المواطن معلّقة في انتظار صرف الأموال”.

السابق
وعادت عزيزة جلال من طنطورة!
التالي
تونس تكرّم حامل لقب «ذا فويس»