الغام تعيق طريق الرئيس المكلف.. الشارع السُّني ينتفض والثورة: «دياب واحد منن»!

الحكومة اللبنانية

افضت الاستشارات النيابية الملزمة” المعلبة” الى تسمية الوزير السابق حسّان دياب، على اثر اعتذار الرئيس سعد الحريري، ما فَتح ابوابا واسعة على التساؤلات عن مصير تكليفٍ يطعن بالميثاقية بموقع يتمثل فيه رئيس الحكومة السني، اذ لم يتجاوز عدد النواب السنة الذين سموه 6 نواب.

وتسود حالة من الغضب الشديد الشارع السني وقياداته السياسية والروحية، نتيجة الانقلاب على الميثاقية الذي قاده الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر، بـ”تعيين” دياب، وليس تسميته رئيساً مكلفاً لحكومة الثامن من آذار في حال تمكن من تشكيلها، فهو لا يحظى بأي غطاء سني، لا سياسياً ولا روحياً، بدليل أن الذين اقترعوا له من النواب، معروفون أنهم من سنة الثامن آذار.

ومن المتوقع ان تتسع حملة الاعتراض في الشارع السني على طريقة تسمية دياب، في الأيام القليلة المقبلة، سعياً لدفعه إلى الاعتذار، ورفضاً لإقدام حزب الله على الاستهانة بمشاعر الطائفة السنية.

إقرأ أيضاً: تداعيات تكليف دياب خطيرة.. المجتمع الدولي سيتخلّى عن لبنان: لا تهاون مع سيطرة «حزب الله»!

الثوار

 حتى ليل أمس، لم يكن قرار المجموعات المدنية قد اتخذ بعد حيال التحركات المقبلة، فيما عقدت اجتماعات متتالية للوصول الى قرار مشترك. وانقسم هؤلاء، بحسب “الأخبار”، الى ثلاث فئات: قسم يرى أن اسم حسان دياب ليس مستفزاً بمعنى تجرده السياسي، بالإضافة الى كلامه الإيجابي حول رغبته بالعمل مع الجميع وعلى رأسهم الحراك والمستقلون لتشكيل حكومة اختصاصيين.

في مقابل هؤلاء، قسم آخر يعارض التكليف “المبني على نكايات بين الأطراف السياسية. ومثلما رفضنا الحريري نرفض دياب لأنه ناتج من لعبة السلطة”. 

الفئة الثالثة لا تنكر أن “استبعاد الحريري إنجاز كبير، لكنها تحمل في الوقت عينه مسؤولية كبيرة للنواب الذين لم ينتخبوا أي مرشح وتخلّوا عن مسؤولياتهم، وعلى رأسهم القوات”. 

ألغام

بحسب الاجواء المحيطة بهذا الاستحقاق الحكومي، فإنّ الرئيس المكلف أمام مهمة شاقة وطريقه مزروعة بمجموعة ألغام معقّدة التفكيك، بحسب “الجمهورية”.

  • أولها، اللغم السنّي ومحاولة انتزاع ثقة الطائفة التي بَدا جلياً انها محجوبة عنه في غالبيتها العظمى امس.
  • ثانيها، لغم الحكومة نفسها، الكامن في شكلها، وما اذا كان الرئيس المكلف قادراً على تشكيل حكومة اختصاصيين، لا سياسية، أو انه “مُكره أخاك لا بطل” على تشكيل حكومة تكنو- سياسية، يشكل اسمها استفزازاً للحراك الشعبي، ما يعني إشعال تحركاته الاحتجاجية وبنحو أعنف.
  • ثالثها، لغم الثقة وما إذا كان الرئيس المكلف قادراً على تقديم نفسه كشخصية موثوقة للداخل، وكذلك للخارج. وما اذا كان يخبّئ في جعبته صيغة حكومية موثوقة وتوحي بالصدقية والثقة.
  • رابعها، “لغم الصمود”، وما اذا كانت “الجرأة” التي تمتع بها دياب بقبوله “التكليف”، متجاوزاً بذلك الموقف السني العام، وشرعية واسعة من القوى السياسية المعترضة عليه، ستثبت أمام ما تبدو انها هجمة مرتدة عليه في الشارع او على مستوى الطائفة، وسيستمر ماضياً نحو تأليف حكومة حَدّد روحيتها في بيانه من بعبدا بعد تكليفه، أم انّ هذه “الجرأة” ستذوب أمام الضغط، فيتحوّل مساره من التأليف الى اعتذار؟
السابق
تداعيات تكليف دياب خطيرة.. المجتمع الدولي سيتخلّى عن لبنان: لا تهاون مع سيطرة «حزب الله»!
التالي
الأزمة المالية تضرب القطاع السياحي.. اقفال الفنادق بدأ!