الاستشارات على وقع «لعبة» الشارع.. الحريري بين الرضوخ او الاعتذار!

سعد الحريري

حمل تأجيل الاستشارات النيابية للمرة الثانية على التوالي العديد من التسؤلات حول مصير الملف الحكومي بين التكليف والتأليف، لا سيما مع اندلاع اشتباك كلامي وخلافي خطير، بين ‏الرئاستين الأولى والثالثة حول دستورية تجيير أصوات التيار الوطني الحر إلى رئيس الجمهورية لتكليف الشخصية ‏التي تنال الأصوات الأكثر عدداً، وأسئلة بالغة الخطورة عن الخطوة التي تلي، وسط أجواء قاتمة من التشاؤم، لا ‏تقتصر على القيادات اللبنانية، بل تشمل الأوساط المالية والدبلوماسية الدولية والعربية‎.‎
‎ ‎
ونقل زوّار بعبدا ان الرئيس عون متمسك بحكومة تكنو- سياسية، وان هذا لا يتفق مع رؤية الرئيس الحريري لحكومة ‏اخصائيين‎.‎
‎ ‎
ونقل هؤلاء الزوار بحسب اللواء، أيضاً ان شعبية الحريري إلى تراجع، وان بعبدا تبحث عن بديل للحريري‎.‎
‎ ‎
وذكر في هذا المجال ان من الأسماء التي يتردد ذكرها النائب فؤاد مخزومي أو الوزير السابق خالد قباني‎.‎

ورأت “الجمهورية” ان تأجيل الاستشارات ايضا رسم علامات قلق كبرى في أوساط الناس جرّاء ‏معركة هي في حقيقتها صراع مصالح سياسية وحسابات ومكايدات ‏تجرّ البلد وأهله الى هاوية لا خلاص منها، تترافق مع تحرّكات في ‏الشارع على ما جرى في اليومين الماضيين في وسط بيروت، وليل ‏أمس أيضاً، الذي شهد تصعيداً كبيراً ومواجهات عنيفة مع القوى ‏الأمنية على جسر الرينغ ومحيطه. هذه الفوضى مثيرة للشبهات، ‏ولتساؤلات حول الجهة او الجهات او المصادر التي توحي بها‎.‎
بالتأكيد، انّ مهلة الـ 72 ساعة الفاصلة عن الموعد الثالث لهذه الاستشارات، ‏المحدد بعد غد الخميس، ستحدد وجهة السير التي سيسلكها الاستحقاق ‏الحكومي، في اتجاه من اثنين، الأول بقاء الرئيس سعد الحريري وحيداً في نادي ‏المرشحين لرئاسة الحكومة الجديدة، والثاني، عزوفه، بما يفتح المجال لدخول ‏شخصية بديلة الى هذا النادي، أكان عبر إعادة تعويم بعض الاسماء التي تم ‏حرقها سابقاً، او الذهاب الى طرح اسم واحد من رؤساء الحكومات السابقين. وكل ‏ذلك رهن بالموقف المنتظر من رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري‎.‎


الواضح في طيّات التأجيل الثاني انّ استشارات الخميس المقبل عالقة في حقل ‏ألغام، والمأزق الحكومي أمام حائط مسدود وتعمّق الى حد تبدو فيه كل نوافذ ‏انفراجه مقفلة، وانّ الحلبة الحكومية محكومة بلعبة تصفية حسابات، على خطوط ‏سياسية متعددة، ولاسيما بين “التيار الوطني الحر” والرئيس الحريري، وايضاً بين ‏الحريري و”القوات اللبنانية” التي رفعت بعد “التيار الوطني الحر”، ومن خلفه ‏رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، البطاقة الحمراء في وجه الحريري، بقرارها ‏عدم تسميته في استشارات الأمس المؤجلة‎.‎

السابق
رسائل دولية يحملها هيل إلى بيروت
التالي
إيران تتخلى مؤقتاً عن حقها في تسمية رئيس الوزراء العراقي الجديد