هكذا علق ميقاتي على تأجيل الاستشارات النيابية

بعد تأجيل الاستشارات النيابية بطلب من الرئيس المستقيل سعد الحريري بعد صعقه بخبر رفض تكتل الجمهورية القوية تسمته رئيساً للحكومة يُضاف اليها كتلة لبنان القوي، رأى الرئيس نجيب ميقاتي “وجوب الاسراع في تشكيل حكومة اصلاحية إنقاذية بكل معنى الكلمة لكي تقوم بالاصلاحات الضرورية”، مشددا على أن “لا احد في لبنان قادم من كوكب آخر وبالتالي لا ضرورة للمضي في السجال العقيم بشأن حكومة تكنوقراط او تكنوسياسية”.

إقرأ أيضاً: الحريري يفنّد اسباب تأجيل الإسشارات: مخالفات دستورية وميثاقية!

وقال: “من الانسب اليوم، ان نسمي الرئيس سعد الحريري ليكمل التسوية الرئاسية، وهو العارف بمكان الداء، والحلول الممكنة، وهذا ما يختصر الكثير من الوقت خاصة اذا أطلقت يده بحكومة اصلاحية انقاذية يختار هو اعضاءها. اما ما الذي سيحصل، في ضوء اي قرار لاحق يتخذه الرئيس الحريري، فالامر متروك للبحث والتشاور”.

موقف الرئيس ميقاتي جاء في حديث الى “المؤسسة اللبنانية للارسال”، سئل في مستهله عن البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية بشأن تأجيل الاستشارات النيابية، فقال: “لقد مضى على استقالة الحكومة خمسون يوما ولم تحصل الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة المكلف، كائنا من يكون، وما حصل اليوم هو نتيجة لهذا التراخي. حتى البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية وردت فيه عبارة “التأجيل لمزيد من التشاور في شأن تشكيل الحكومة”. تأليف الحكومة ليس وقته بل الوقت هو لتكليف الشخص الذي سيشكل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية. تأخير الاستشارات النيابية خمسين يوما هو خطأ، وايضا التأجيل الذي حصل اليوم”.

سئل: يقول البعض ان رؤساء الحكومات السابقين لم يتحدثوا اليوم، لأن الذي طلب التأجيل من رئيس الجمهورية هو الرئيس سعد الحريري؟

أجاب: “هل اصبح دور فخامة رئيس الجمهورية غب الطلب وان يستجيب لطلبات اي شخص يطلب منه؟ هناك واجبات دستورية ملزمة توجب تكليف رئيس الحكومة الذي يقوم بعد ذلك بالتأليف بالتعاون مع فخامة الرئيس وفق مقتضيات الدستور. اما الذي سأل عن موقف رؤساء الحكومات السابقين، فأقول له اننا نكرر دوما موقفنا الثابت بوجوب اجراء الاستشارات النيابية”.

سئل: الدستور لم يحدد مهلة لإجراء الاستشارات؟

أجاب: “وردت عبارة تجري الاستشارات “عند استقالة الحكومة”، اي ان الاستشارات يجب ان تجري فورا”.

وردا على سؤال، قال: “التأليف قبل التكليف خطأ، كما سائر البدع مثل استقبال المرشحين المحتملين واجراء مقابلات معهم، وما سواها. كل هذه التجاوزات وهذا التراخي طوال خمسين يوما، فتح الباب امام الاجتهادات”.

سئل: ما الذي سيتغير حتى يوم الخميس؟

أجاب: “الاحتمالات مفتوحة وأولها ان يسعى الرئيس الحريري، عبر مروحة اتصالات، لكي ينال ترشيحه دعم مختلف الاطياف، وثانيها ان يسمي أحدا او ان يعيد رمي كرة النار الى الآخرين ويترك لهم التسمية، ويتمنى النجاح لمن سيتم اختياره”.

سئل: ما رأيك ببيان الرئيس الحريري؟

أجاب: “بالاساس انا ضد تأجيل الاستشارات وتأخيرها، وحتى مبررات الرئيس الحريري غير مقبولة عندي، فعندما يقول إن التيار الوطني الحر سيترك الحرية لفخامة الرئيس، فهذا استباق لشيء لم نسمع به علنا. وعندما يقول انه يريدها وفاقية فلا يجب ان ننسى ان هناك شخصيات مسيحية، تقارب العشرين شخصية ستسميه ولها حضورها، مع احترامي للتيار الوطني الحر وللقوات اللبنانية”.

سئل: لو كنت مكان الرئيس الحريري، الا تفعل الشيء ذاته؟

أجاب: “هناك واجبات دستورية ملزمة لا يجوز ان تتحول غب الطلب، وانا لست في صدد التعرض ابدا لفخامة الرئيس، ولكن يجب حفظ المقامات وان يقوم كل شخص بدوره. ما يحصل مرفوض على كل الصعد”.

سئل: كيف تقرأ موقف “القوات اللبنانية”؟

أجاب: “القوات موقفها ثابت، فهي تريد حكومة تكنوقراط، وفصل الدكتور سمير جعجع علاقته الشخصية مع الرئيس الحريري عن الموضوع السياسي وانهم يبحثون بتسميته ولكن الثقة مرهونة بشكل الحكومة، انما لا علم لدي بالاسباب التي حدت بالقوات اللبنانية الى عدم تسمية الرئيس الحريري”.

سئل: كيف تعلق على لغة التخاطب التي تحدث بها مقربون من رئيس الجمهورية كالنائب حكمت ديب والوزير بيار رفول؟

أجاب: “حتما هولاء الذين يتحدثون بهذه الطريقة الفوقية لا يعكسون رأي فخامة الرئيس الذي لا يمكن ان يتحدث بهذه الطريقة. هذا الكلام لا يعبر عن نظرة مستقبلية ولا عن قراءة تاريخية حول حقبات اساسية في تاريخ لبنان. حصلت في تاريخ لبنان تسويات سياسية بين رؤساء جمهورية وحكومة، وعلمنا ماذا حصل عندما تم خرقها لاحقا. الرئيس بشارة الخوري اختلف مع الرئيس رياض الصلح، فكانت النتيجة انه تغير ثمانية رؤساء للحكومة خلال السنتين الاخيرتين من ولايته ولم يبق رئيس للجمهورية. الحال ذاته حصل مع الرئيس سليمان فرنجية والرئيس صائب سلام، فاختلفا، وتبدل خمسة رؤساء للحكومة في منتصف ولايته. لنأخذ العبر من الماضي ولنتطلع الى الامام كي ينهض العهد كما يجب ويقوم بالاصلاحات المطلوبة. التسوية الرئاسية لا يجوز ان تنقلب بهذه الطريقة، وإلا فأنا خائف على الايام والسنوات المقبلة”.

سئل: ماذا عن موقف مفتي الجمهورية الذي عبر عنه الاستاذ سمير الخطيب؟

أجاب: “هذا موقف السيد سمير الخطيب، لأننا كنا قبل ايام في اجتماع المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى ولم نتطرق الى هذا الموضوع، ولا حتى في بياننا الذي يشكل الموقف السياسي للمجلس، كما لم ألمس لدى صاحب السماحة اي رغبة في تضمين البيان هذا الموقف. صاحب السماحة في حال كان الاستاذ الخطيب طرح امامه موضوع الرئيس الحريري، فهو حتما لن يذم بالرئيس الحريري او اي شخصية سنية”.

سئل: لقد عبرت عن مخاوفك من الايام المقبلة، لماذا؟

أجاب: “عندما نرى ما يحصل من تجاوز للدستور وضياع في القيادة ووضع اقتصادي ومالي خطير، وان هناك تجاهلا للثورة الحقيقية رغم مرور ستين يوما عليها، كيف لا اخاف مما يواجه لبنان ومستقبله. يجب الاسراع في تشكيل حكومة اصلاحية انقاذية بكل معنى الكلمة تقوم بالاصلاحات الضرورية. لا احد في لبنان قادم من كوكب آخر وبالتالي لا ضرورة للمضي في السجال العقيم بشأن حكومة تكنوقراط او تكنوسياسية”.

سئل: ماذا عن موقع طرابلس مما يجري لا سيما على صعيد التحركات الشعبية، خصوصا انك اتصلت بالرئيس نبيه بري بعد التعرض له من قبل اشخاص قالوا انهم من طرابلس؟

اجاب: “كفى تحميل طرابلس فوق طاقتها، فهي سميت عروس الثورة، ولا يجوز ان نضيع هذا الرونق الذي حققته. طرابلس كانت مثالا للاسلوب الحضاري للتعبير عن الرأي. واذا كانت قلة تحدثت بأسلوب غير لائق، فهل يجوز ان أعمم هذا الامر على كل طرابلس. اما بموضوع اتصالي بالرئيس بري فأنا مع المحافظة على كل المقامات، سواء كان فخامة الرئيس او دولة الرئيس او اي أحد آخر. ومن هذا المنطلق، اتصلت بدولة الرئيس بري، اضافة الى انه في بداية الثورة حصلت تظاهرة امام منزلي في طرابلس، وكان دولة الرئيس بري اول من اتصل بي واطمأن علي. ما قمت به هو نموذج عن اخلاقيات اهل طرابلس”.

سئل: من تسمي لرئاسة الحكومة؟

أجاب: “لا يمكن ان ارتجل اسما اليوم من دون التشاور المسبق مع أعضاء كتلة “الوسط المستقل”، ولكن في آخر اجتماع عقدناه قررنا انه من الانسب اليوم ان نسمي الرئيس سعد الحريري ليكمل التسوية الرئاسية، وهو العارف مكان الداء، والحلول الممكنة، وهذا ما يختصر الكثير من الوقت خاصة اذا اطلقت يده بحكومة اصلاحية انقاذية يختار هو اعضاءها. أما ما الذي سيحصل، في ضوء اي قرار لاحق يتخذه الرئيس الحريري، فالامر متروك للبحث والتشاور”.

السابق
صيدا تُجدد إنتفاضتها.. الثورة مستمرة!
التالي
بالفيديو.. ميليشيات السلطة تعود مجدداً الى ساحة الشهداء!