هل تصلب «الثنائية الشيعية» باسيل.. مرتين؟!

جبران باسيل

أخيراً خضع جبران باسيل. أظهر بوضوح خلال تلاوة بيان اثر اجتماع تكتل لبنان القوي، أنه استجاب مكرها لنصيحة الحلفاء وأهل البيت “الثنائية الشيعية” بضرورة تسهيل مهمة تكليف الرئيس سعد الحريري وتأليف الحكومة، فالرضوخ الملتبس أو المربك، كان مشروطا في سياق كلام الوزير باسيل، اذا.. واذا.. واذا..، تلك التي تكررت في سياق كلمته بما يشير الى أن مسألة الخروج من الحكومة بالنسبة للتيار الوطني الحر ليست محسومة، وان كانت خيارا حاول باسيل تركه مشبوكا بما سماه الميثاقية والمرجعية. قال باسيل: اذا اصر الحريري على “أنا أو لا أحد” وأصرّ حزب الله وامل على مقاربتهما بمواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري، نحن كتيّار وطني حرّ، وكتكتّل لبنان القوي، مع ترك الحريّة لمن يريد من الحلفاء، لا يهمّنا ان نشارك بهكذا حكومة لأن مصيرها الفشل حتماً”.

إقرأ أيضاً: بالفيديو.. الثوّار يكسرون الخوف ويصرخون: «بري بلطجي وحرامي»!

هذا يكشف خيبة باسيل من حليفيه في “الثنائية الشيعية” انطلاقا من استجابتهما لمطلب الحريري بخروجه من الحكومة لذا أردف باسيل قائلا، “لو كنت فعليا شريكاً لمنظومة الفساد هل كنت تعرضت للاغتيال السياسي من قبل المنظومة نفسها”.

باسيل بدا محذرا من الاغتيال السياسي، والأصح عملية الصلب التي يتعرض لها على مذبح تشكيل حكومة يشعر معها بأنه يتعرض للطعن فيها من بيت ابيه، لا بل ان باسيل الذي حمى “المقاومة” وقالها بصراحة أنه دفع أثمانا سياسية كبرى في سبيلها، ها هو يرفض الاستشهاد من أجل حمايتها، بل يتردد، لاسيما أن التضحية بباسيل في الحكومة المزمعة، ما كانت الثنائية الشيعية التي تمثل المقاومة، لتتماشى مع هذا الطرح لو أنها لم تتلمس ان في ذلك مصلحة للمقاومة، والا لكانت جعلت من قضية توزيره مسألة لا تخضع للنقاش.

الرئيس نبيه بري الذي اشتاق باسيل للحوار معه، كما قال في زيارته لعين التينة اليوم، وقبله الأمين العام لحزب الله، الذي يحرص على التنسيق مع باسيل والتشاور معه في مثل هذه المحطات، كلا الطرفين أي السيد والأستاذ، اسرا في أذن باسيل أنهما لن يسمحا بصلبه مرتين، فاذا كان خروجه من الحكومة، هو صلب له على مذبح الحكومة الجديدة، فان ذلك لا يعني أن يصلب مجددا على مذبح الحلم الرئاسي.

المفارقة في المشهد التآمري على لبنان وعلى المقاومة (كما يحب ان يصف المقاومون المقيمون على مقاعد الحكومة والسلطة والحسينيات عموما ما يجري في الشارع) أن باسيل هو الثمن الذي يحتاجه تشكيل حكومة جديدة، وربما كبش فداء اسقاط المؤامرة على المقاومة، وليس احد آخر سواه سواء كان من حزب الله أو حركة أمل.

ما قاله باسيل لم يكن حاسما كما بدا،  لذا فعملية التكليف التي يبدو أنها حسمت لصالح تسمية الرئيس سعد الحريري، كما تشيع أوساط الثنائية الشيعية، فان باسيل ترك موقفه معلقا بشأن التكليف والتأليف، لكن كان وضحا أنه لن يكون عائقا امام التسوية الجديدة، ومدركا أن حليفيه في “الثنائية الشيعية” لن يكونا الى جانبه فيما لو أراد ذلك، كما كان الحال حين جلس وزرائهم الى جانبه وأعلن باسمهم الاستقالة من الحكومة واسقاطها في الوقت الذي كان الرئيس سعد الحريري يهم بالدخول الى البيت الأبيض في العام 2010.

الأرجح أن باسيل الذي تبلغ بود تخلي حليفيه عنه في معركة مشاركته في الحكومة، يدرك أن عملية تأليف الحكومة بعد التكليف لن تكون يسيرة، وفيما كان الرئيس نبيه بري يعلن أن مشاركة التيار الوطني الحر أساس أي حكومة، كان يغطي عمليا تطيير باسيل شخصيا من الحكومة، ذلك أن أحدا في السلطة لم يقل أنه لا يريد تمثيلا للتيار الوطني الحر في الحكومة. 

السابق
المندسّون في الساحة وفردان وادي الجماجم
التالي
وسط التوتر التركي.. الكونغرس يعترف بالإبادة الأرمنية