«التوطين» في شمال سوريا.. حديث أردوغان مجدداً

اردوغان
حديث متزايد عن "التوطين" يحيط باللاجئين السوريين وسط تجاذبات سياسية ومصالح اقتصادية ستحدد موازين القوى في سوريا مستقبلاً

يبدو أن نتائج اتفاقات تركيا مع روسيا والولايات المتحدة حول مستقبل الشمال السوري بدأت تتوضح انطلاقاً من تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستعيد مليون لاجئ سوري إلى منطقة الاتفاق وتعمل على إعادة توطينهم.

وأبلغ أردوغان محطة (تي.آر.تي) التلفزيونية الرسمية أن تركيا ستمول خطة التوطين بنفسها إذا لم يقدم لها الحلفاء الدعم.

خطة التوطين

وكانت تركيا قد سيطرت على قطاع من الأراضي داخل سوريا بطول 120 كيلومترا وعمق حوالي 30 كيلومترا من بلدة راس العين حتى بلدة تل أبيض، لتوقف الهجوم بعد عقد اتفاقين منفصلين مع الولايات المتحدة وروسيا لوقف الهجوم.

وتستضيف تركيا حاليا أكثر من 3.5 مليون لاجئ فروا من بلادهم بسبب قصف النظام والمعارك المستمرة منذ ثماني سنوات ونصف. ولم يقدم المسؤولون الأتراك ما يشير إلى موعد بدء إعادة توطين اللاجئين.

إقرأ أيضاً: تركيا تلّوح بالبقاء.. «لن نخرج من سوريا قبل التسوية السياسية»!

وقال أردوغان في المقابلة التلفزيونية “الدولة التركية يمكنها اتخاذ خطوة نموذجية بين رأس العين وتل أبيض” وذلك بينما كان يمسك خارطة للمنطقة عليها علامات.

وأضاف “توطين مليون شخص بين تل أبيض ورأس العين هو هدفنا في المنطقة الآمنة، هذه خطتنا”.

حراك دبلوماسي

والتقى أردوغان الأسبوع الماضي بزعماء ألمانيا وفرنسا وبريطانيا على هامش قمة لحلف شمال الأطلسي في لندن لعقد محادثات بشأن التطورات في سوريا وخطته بخصوص “المنطقة الآمنة”.

وقال أردوغان عقب القمة إن دولة، لم يسمها، تعهدت بدعم الخطة لكن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لم تفعل ذلك، وسبق أن أعلن أن قطر قد تساندها.

إقرأ أيضاً: إثر تدخلها في سوريا.. غالبية الألمان يؤيدون طرد تركيا من «الناتو»

ويرفض الاتحاد الأوروبي وشركاء تركيا في حلف شمال الأطلسي دعواتها للحصول على مساعدة مادية ونددوا بالهجوم التركي، الذي قالوا إنه قد يعوق المعركة ضد تنظيم داعش في سوريا. وترفض تركيا تلك المخاوف.

تنديد كردي واسع

بالمقابل تندد القوات الكردية وجماعات محلية في الشمال السوري بالسيناريو التركي لتوطين اللاجئين، حيث يجدون فيه “سلخ” لمنطقة جغرافية سورية تظهر ملامحها من انتشار الأعلام التركية وتسمية المدارس والمراكز الصحية والخدمية باللغة التركية.

فضلاً عن الهاجس الأكبر وهو التغيير الديموغرافي في منطقة ذات تنوع عرقي هائل، وكان معظم سكانها الأصليين قد نزحوا منها بفعل تمدد تنظيم داعش والتوغل التركي مؤخراً.

فهل ينجح المشروع التركي في صياغة محيط موالي لتركيا على الحدود الجنوبية للدولة التي لطالما كانت عامل أرق بحجة تواجد ما كانت تسميه تركيا نفسها بالانفصاليين!

السابق
5 معالم سياحية في باريس
التالي
«نيويوركر» تنشر كواليس صفقة تبادل السجناء بين أميركا وإيران