ما حقيقية أزمة الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة؟

الهيمنة الايرانية

لم تكد تمُرُّ عشرة أيام على إعلان الرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني عن اكتشاف أحد أكبر آبار مخزون نفط الشرق الأدنى في محافظة خوزستان الإيرانية حتى أعلنت الحكومة الإيرانية رفع سعر البنزين من ألف تومان إيراني لليتر الواحد إلى ثلاثة آلآف تومان لليتر الواحد! وذلك بالرغم من أن البنزين الذي يباع للشعب يستخرج من النفط الخام الإيراني المحلِّي وتتم عملية تكريره داخل البلاد، فأكلاف استخراجه وتكريره ليست باهظة، وقد أعطت الحكومة تبريرات لهذه الزيادة لم ترضِ غالبية الشعب الإيراني، فخرجت شريحة كبيرة من أبناء الشعب الإيراني الفقير وغير الفقير في تظاهرات مليونية سقط فيها – بحسب معلومات أولية من داخل البلد – أكثر من ثلاث مئة قتيل حتى الآن إلى جانب آلآف الجرحى، كما أحرقت الكثير من محطات الوقود والمحال التجارية، وتدخلت على أثر الأزمة منظمات ودول معادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لتدعم التظاهرات الاحتجاجية بقوة، مما اعتبره المسؤولون الإيرانيون تدخلاً سافراً في السياسات الداخلية الإيرانية، فقطعت الأجهزة الأمنية الإيرانية وسائل التواصل الإلكترونية بين داخل البلد وخارجه كما في الداخل لتتضارب الأنباء حول حقيقة ما يجري، ولكن المؤكد هو إحراق المتظاهرين لمؤسسات ومحطات وقود وقطع طرقات وهتافات منددة بالسياسات الاقتصادية وسقوط قتلى وجرحى، كما إنه من المؤكد انتشار الاحتجاجات في أكثر من محافظة إيرانية، ومن المؤكد – أيضاً – تراجع الاحتجاجات بعد تدخل القوى الأمنية بقوة لإجهاضها.

وقد كانت ردود فعل مؤيدي نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية أكبر وأقوى فخرجت تظاهرات مليونية مقابلة لتكون العملية خروج شارع مقابل آخر..

اقرأ أيضاً: إسرائيل «تنفث» في إحتجاجات لبنان والعراق وطهران لإضعاف إيران!

ويرى المراقبون أن الهدف من تحريك الشارع بالاتجاهين هو محاولات الاتجاهين التأثير في نتائج الانتخابات البرلمانية الإيرانية المقبلة، في الوقت الذي تبقى فيه شرائح كبيرة من الشعب الإيراني تعاني من آثار الحصار الاقتصادي دون أن تتمكن الدولة من معالجة مشكلاتها المتفاقمة بسبب الحصار! فهل ستغير الانتخابات البرلمانية المقبلة الوضع المعيشي في إيران أم ستزيده نتائجها سوءاً لو بقيت السياسة الخارجية الإيرانية على ما هي عليه حيال ملفات المنطقة ؟ وهل ستؤثر نتائج الانتخابات الأمريكية المقبلة على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الداخلي الإيراني سلباً أو إيجاباً، أم سيبقى الوضع يرواح مكانه ؟ هذه الأسئلة وغيرها تنتظر جواباً من ملايين الإيرانيين الذين أرهقتهم السياسات الاقتصادية والمالية والنقدية كنتيجة للخلاف الإيراني الأمريكي على أكثر من ملف في المنطقة ، بغض النظر عن تحديد المحق من المبطل فيها…

والغريب في إعلان الحكومة الإيرانية رفع سعر البنزين الذي فجَّر الأزمة الراهنة هو أن هذا الإعلان تزامن مع ذكرى ميلاد نبي الرحمة صلى الله عليه وآله، وقد أثار ذلك موجة سخط ونقد من قبل كبار علماء الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، وكان من جملة المعترضين على هذا التزامن آية الله الصافي الگلبايگاني وآية الله العلوي البروجردي اللذين استنكرا أن ترفع الحكومة سعر هذه السلعة الحيوية في ذكرى المولد النبوي الشريف !

السابق
نتيجة التوتر.. وعكة صحية تصيب سمير الخطيب!
التالي
قطع الطريق الدولية في المنية ومفاوضات مع الجيش