دولار «القرض الحسن» يتحول إلى «الفرض غير الحسن»!

القرض الحسن
ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، ليس مشكلة التجار الكبار والمستوردين وشركات النفط والدواء والطحين فقط، بل هو مشكلة لكل لبناني.

على عكس ما توحي به “الجيوش الالكترونية” التي تدور في فلك حزب الله، و”غروبات” “الواتس اب” التي تعمم اخباراً غير واقعية وفيها الكثير من الحماسة اللفظية ولا تسد رمق جائع ولا تروي عطشاناً، تعاني البيئة الشيعية مثلها مثل كل اللبنانيين من ازمة اجتماعية واقتصادية خانقة كونها تتكل على ثلاثة موارد:

  • ربع ابناء الشيعية يتكلون على رواتب توظيف مدنية وعسكرية ومن حزب الله ومؤسساته وبعض مؤسسات المرجع فضل الله.
  • المورد الثاني وهو قطاع التجارة والخدمات والزراعة وكلها قطاعات “مضروبة” اليوم. ومورد آخير هو تحويلات المغتربين لاهلهم في الجنوب والضاحية والبقاع ومعظمها توقف بفعل العقوبات على حزب الله والبيئة الشيعية المتعاطفة معه من رجال اعمال ومغتربين.

إقرأ أيضاً: لماذا يعتبر حزب الله الثورة اللبنانية بمثابة حاجز أمامه؟


هذا السرد للقول ان جزءاً لا يستهان به من الشيعة يتكلون على القروض الصغيرة لسد حاجاتهم المالية المستجدة لدفع قسط مدرسة او لاجراء عملية جراحية  او حتى شراء سيارة او اثاث جديد.  ومن هذه المؤسسات هي جمعية “القرض الحسن” التابعة لحزب الله والتي يتعامل معها وفق احصاءات الجمعية ما يقارب 200 الف مقترض كلهم من الشيعة على طول الاراضي اللبنانية وعرضها، ويستدينون ما يقارب الـ500 مليون دولار مقابل رهن ذهب لمدة لا تتجاوز الـ30 شهراً مع احتفاظ الجمعية بقيمة مالية من القرض الممنوح يستعاد بعد عام من تسديد القرض بالكامل. كما تمنح الجمعية قروضاً مقابل ضمان اشتراك شهري ومتراكم.

إقرأ أيضاً: «حزب الله» و«زراعة» الرعب.. من المقاومة إلى «الفلاحة»!
منذ بداية الازمة المالية في لبنان ومع إستمرار الحراك الشعبي ودخوله يومه الـ47، بدأت تتسع الهوة بين الجمهور الشيعي المؤيد لحزب الله وبين الحزب ومؤسساته. وبدأ الشيعة غير الحزبيين يشعرون بوطأة الازمة، فلا اعمال ولا تحويلات ولا رواتب يتلقوها بالدولار اسوة بعناصر وكوادر حزب الله وبالتالي اصبحوا في مقام كمن يأكل العصي وممنوع عليه ان يعدها ويصرخ او يتأفف. ومن العصي التي بدأ الشيعة يأكلونها هي إجبار “القرض الحسن” كل دائنيه ان يسددوا بالدولار وليس بالليرة اللبنانية ووفق سعر السوق السوداء وليس وفق تسعيرة مصرف لبنان. هذا ما يعني ان المقترض دخل دوامة السوق والصرافين وهو امر زاد من اعباء الناس ومشكلاته.م وفي الايام الماضية كثرت الشكوى من الامر وضجت صفحات الفايسبوك و”الواتس اب”، بانتقادات وغضب من ممارسات “القرض الحسن” المالية وخصوصاً تعميم الجيوش الالكترونية على المقترضين ان ادعموا القرض الحسن بشراء الدولار منه لتسديد القروض بدل ان “تنفعوا” الصرافين. حيث لم ينزل سعر الصرف في فروع “القرض الحسن” عن 2000 ليرة للدولار الواحد حتى صار شعار المقترضين من “القرض الحسن” كما رددت احدى المقترضات على شباك فرع من فروعه في صور:  دولاركم مثل دولار الصرافين فبماذا تفرقون عنهم… كلكم سواسية!

السابق
تظاهرة في المكان الخاطئ.. المنزل ليس لسمير الخطيب!
التالي
جديد ملف عزل الرئيس الأميركي.. الأدلة ضد ترامب «هائلة»