أين يُصنع القرار الحزبي في لبنان؟

الطلاب
كيف يُصنع القرار السياسي في الاحزاب اللبنانية ونحن لا نقرأ تحليلا موضوعيا دورياً للجنة مركزية او لمكتب سياسي او لمجلس قيادة او لمجلس شورى او لمجلس امناء او لأعضاء رئاسة؟

عادة، ترفع الخلايا او الحلقات او الشٌعَب تقاريرها عن نبض الشارع في القرى او في الأحياء ذاكرة المزاج العام او الراي السائد من الامور المطروحة او الاشكاليات واعتقادات الناس بالحلول الى قيادات المناطق او القطاعات او المحافظات التي تقرأ وتقارن وتحلل وتستوضح الاراء ثم ترفع تقريرها التحليلي الجامع مع وضعها للملاحظات الى مجلس القيادة العليا التي عليها إعادة قراءة تحاليل وتطلعات وملاحظات المحافظات مجتمعة  وارسالها الى مركز الدراسات المختص في الحزب المؤلف من اختصاصيين حزبيين  لايجاد النقاط المشتركة والمختلفة لدمجها ومقاربتها مع الواقع والممكن  بدراسة علمية مع الاخذ بالاعتبار الظروف العامة والاقليمية والدولية على ان يكون الموقف منسجما مع العقيدة او المبادىء العليا للتنظيم ومنسجما مع تطلعات التنظيم الاستراتجية وذلك لتبيان راي واحد او موقف موحد ملزم للقيادة…ملزم للرئيس…

اقرأ أيضاً: ذبول”الربيع العربي”على اعتاب الاحزاب اللبنانية

هكذا تكون القيادة غير منسلخة عن شعبها وعليها حُسن تأهيل المحازبين وعليها مهمة رفع حدة الوعي السياسي  لجماهيرها ورفع المقدرة على قراءة نبض الشارع لعناصرها في الخلايا او الحلقات او الشُعب بالاضافة لحسن التواصل والتعبئة…

فهل يحصل هذا في الأحزاب والتنظيمات اللبنانية؟

ما يحصل في الحقيقة ان المحازبين في القرى والأحياء تحولوا لماكينات انتخابية تنام لتستيقظ عند كل موسم انتخابي وخلال هذه المدة يتحول الانصار الى كتبة تقارير ضد بعضهم البعض وكتبة تقارير ضدّ كلّ من له اراء مختلفة كما تصبح مهمة هؤلاء التدخل لفض المشاكل بين الناس في أحسن الأحوال او القيام بمهمات قذرة في اسوا الحالات للفوز بوظيفة او برضى العقل الامني للتنظيم..
لا نعرف اسماء لامعة لمفكرين في القيادات الحزبية الحالية او بالأحرى لا نقرأ لها مقالات او تحليلات او كتب اللهم غير تغريدات الكترونية وبعض المقابلات في الفعل وردات الفعل السياسية النادرة اضافة لمناسبات العزاء عند جلد المعزين بخطابات تافهة…

اقرأ أيضاً: رداً على مقال «التروتسكية»: هيمنة الاحزاب الطائفية مبرر للطروحات الثورية

إذن كيف يُصنع القرار السياسي؟

وحده القائد الملهم يوزع تعليماته التي يبني عليها من ابتسامات او قنوط السفراء ويعدل بها وفق نصائح أجهزة المخابرات المحلية أو الاقليمية او الدولية او عصابته الأمنية ويدخل عليها إضافات لتتوافق ومصالح أرباب الرأسمال في الطائفة وفي البلاد لذلك هم بارعون في الحرتقات والمناورات والألاعيب والبيع والشراء والسمسرة والتسويات والفوز والتنازلات.

كونوا على يقين ان قراركم السياسي بيد مقامرين ومغامرين وتابعين ورهن صحة ومزاج شخصية القائد ورهن مزاج شخصية  زوجة القائد ورهن ميول الحلقة الضيقة الحاكمة والمستفيدة ورهن مسايرة المستشارين للقائد الذين تُختصر مهمتهم بالتهريج والنكات والمزاح لاضحاك المهرج الاكبر سمو القائد المعظم…
من يظن ان القرار السياسي تصنعه الاحزاب وحتى الحكومة فبلا شك انه بحاجة لجلسات كهربائية….

السابق
بالفيديو: بعد مجزرة الناصرية.. عشائر عراقية تبدأ ثورة السلاح
التالي
حظوظ سمير الخطيب تتقدم.. و«المستقبل» يرفض لعبة الأسماء!