ذبول”الربيع العربي”على اعتاب الاحزاب اللبنانية

لم يعد يحتاج المواطن العادي فضلا عن المثقف كي يتلمس اهمية الديمقراطية الى كثير عناء ولا الى قراءة جون جاك روسو ..

ولا نيتشيه او الكواكبي ولا غيرهم… بحيث ان هذه المسلّمة صارت اقرب الى البديهيات العقلية.وحقيقة ان الديمقراطية هي ارقى ما توصل اليه النوع البشري من اليات حكم تحولت الى حاجة انسانية…لدرجة انها فرضت نفسها حتى على اللذين يحاربونها لمارب

في انفسهم فغدى حتى هؤولاء يتغنون بها..

وبتنا نشاهد من يضطر الى تبنيها ولو زورا وخداعا(خاصة في هذا الشرق عموما وفي لبنان على وجه الخصوص)لدرجة ان التيار الاصولي في ايران اخذ يُتحفنا بأدبياته عن اهمية الديمقراطية ذلك في خضم صراعه المرير مع التيارالاصلاحي في الانتخابات الاخيرة..وكذا انظمة (99,99(

راحوا يزايدون حتى على اربابها(كلمخلوع حسني مبارك)..اما في لبنان النظام الديمقراطي الوحيد في المنطقة (باستثناء نظام العدو الغاصب) فاننا نعيش فيه ازدواجية رهيبة بحيث يعيش تحت مظلة هذا النظام وفي كنفه احزاب توتالتارية وشمولية ووراثية وعائلية تحولت كالفطريات التي تنبت على الجذوع تتغذى منها حتى تقضي عليها …وهنا لا استثني منهم احدا حتى اولئك الاحزاب التي ادخَلت غصبا كلمة الديمقراطية وبكثرة في نظامها الداخلي او اللذين يتسمّون باسمها من دون اي تمايز لطبيعة الممارسة الحزبية المتخلفة فبدت بهذا اللحاظ احزابنا جميعها متشابهة وان اختلفت التسميات وهذا الامر لا يحتاج لاكثر من القاء نظرة تاريخية مع خطين تحت كلمة تاريخية على اسماء رؤساءوزعماء وقادة وامناء عامين الاحزاب عندنا ليرتد الينا البصر خاسئا وهو حسيرفأقل واحد فيهم ومنذ اعتلائه سُدّة حزبه او حركته..بالوراثة او لحظة التأسيس لم يتزحزح عن موقعه..وكثيرا ما نُصاب نحن اللبنانيين بنوبات من الضحك المفرط حين نصادف ارشيف ما او وثائقي ما ونشاهد واحد من هؤولاء (العظماء)في بدايات عمره السياسي حيث كان غرا ًفتياً ونقارنه اليوم بعد ان عملت به ايادي الدهر فأفسدت كل ما فيه وحوله(تجاعيد..شيب..انحناء)الا موقعه..من هنا فما نحن عليه اليوم هو اكبر مصداق لمقولة ان احزابنا تبدأ ولها (رئيس حزب)وسرعان ما تتحول الى (حزب الرئيس)..لذاأعتقد جازما ان هذه الإزدواجية هي علّة العلل في تخلفنا السياسي والسبب الاكبر في كل مصائبنا وازماتنا ..حيث انه من المستحيل في ظل دكتاتوريات حزبية ان تسلم عندنا اللعبة الديمقراطية والتي لا يمكن بأي حال ان تمارس في الحياة السياسية العامة الا بشكلها المشوّه..فأنا لا ارى بل اختلف مع اصحاب مقولة اننا نعيش ازمة نظام(مع الإقرار بضرورة تطويره)بل مكمن المشكلة هي في الثقافة الحزبية وبالأخص الممارسة الديمقراطية داخل احزابنا وبشكل ادقّ مسألة تداول السلطة داخل كل حزب..فأرى انّ على الحزبيين اينما كانوا ولأي حزب انتموا ان يدركوا ان احزابهم العرجاء ديمقراطيا لن تُنتج لاولادنا حياة ديمقراطيةعامة وبالتالي تطوير لمجتمعنا اللبناني او حلول لأزماتنا المستعصية..لأننا في لبنان لا نحتاج الى ربيع على مستوى الوطن بل جُلّ ما نحتاجه

هو ربيع على مستوى احزابنا..فهل هذا ممكن في المدى المنظور… لا أعتقد

السابق
موبايل على هيئة خاتم
التالي
أصحاب العمل: 16% فقط أو الانتحار