عندما «تؤم» رغدة مشايخ «حزب الله» !

حزب الله

لا ضَيْرَ في أن يتعاطىٰ رجل الدين السياسة كأي شخص آخر. ولكن الضير كله في أن يعتنق رجل الدين حزبًا معيَّنا، ليجعله موظَّفا عند هذا الحزب، يَقْبَل ما يقبلون وإن كان باطلا وظلمًا، ويرفض ما يرفضون وإن كان حقًّا وعدلا.

ولذلك لم تشهدوا في هذه الثورة من يؤيِّدها من رجال الدين إلا نَذْرًا؛ والسر في ذلك أنهم مرتهنون لأحزابهم مقابل رواتب شهرية حقيرة تُبْقِيهم بحالة عَوَزٍ طيلة حياتهم، لتبقى الأحزاب قابضة على أعناقهم، لا تُرْخي لِجامَهُم إلا لتوجيه الدين حسب رؤاهم السياسية.
فتارة يرفضون فلانًا؛ لأن تاريخه حافل بالعمالة والقتل والإجرام…
وأخرىٰ يتحالفون معه؛ لأجل المصالح العليا، وهذا يُبَرِّرُهُ دينهم!
وتارة يتفاخرون بالعِفَّة؛ لأن اجتماعاتهم ليس فيها راقصة…

اقرأ أيضاً: هل شحّ مشايخ «الثنائي الشيعي» في المساجد مرتبط بشح الدولار ؟!

وأخرى نجد الممثلة السورية (رغدة) في الصف الأول في مجمع سيد الشهداء، وخلفها رجال الدين بعماماتهم وعباءاتهم! فلا ضير في ذلك؛ لأن (رغدة) كانت تمثِّل أفلاما دينية تبشيرية!

ثم بلغت وقاحتهم أوْجها بادِّعائهم أنهم يمثِّلون إرادة اللّٰه على الأرض، وأن قيادتهم تنوب (بِحَقٍّ) عن الولي المعصوم في فترة غيابه.

والحزب الذي يتَّصف بهذه الصفات، لا يمكن أن يخطئ، لأنه منبع العصمة المجعولة من السماء، فالحق معه كيفما دار، فَهُمْ (حزب اللّٰه)!

ولا نعرف من أين استحصلوا على الإذن الإلهي بتسمية حزبهم على اسم اللّٰه؟!
أختم:
لا تفوتكم هذه النتيجة التلقائية، وهي:
إن كانوا هم (حزب اللّٰه)، فتلقائيا من ليس معهم فهو في (حزب الشيطان). فتدبَّروا.
ولا يُقال إنني أبالغ بهذه الدعوىٰ، إذ لستُ أنا من يقول عن مرشَّحيه في الانتخابات: “هول مرشحينا، وهول الي شفناهم مناسبين، والي ما بينتخبن، بكون مع إسرائيل، سواء قصد أم لم يقصد”.
ملاحظة هامة جدًّا:
المقاومة ليست حزبًا، بل حركة شعب كامل يواجه من يعتدي على أرضه وعرضه، فهم بمقاتليهم وجرحاهم وشهدائهم أشرف من أن ينزلقوا في محرَّمات السياسة؛ لأن المقاوم لا يعنيه إلا أن يكون بلده عزيزا، فلا طمع له بمال، ولا بجاه، ولا بمنصب هنا وهناك. فاقتضى التنويه.

السابق
بالفيديو.. متظاهرون يقتحمون مصرف لبنان والموظفون يخرجونهم بالقوة
التالي
مجموعة صور خريف أوروبا