الثورة في النبطية.. تخفت ولا تخبو!

النبطية
اسباب عديدة ادت الى تراجع في نشاط المحتجين في النبطية، الذين انكفأوا نحو سوق النبطية قرب السراي، لينصبوا خيم اعتصامهم، تاركين الحركة في المدينة شبه طبيعية حفاظا على مصالح التجار والسكان.

المصارف فتحت ابوابها بشكل طبيعي في النبطية اليوم، وفي ساحة الاعتصام قرب السراي تجمع عدد من “المعتصمين” وتعلو تسجيلات الاغاني الوطنية في ارجاء الساحة، هؤلاء هم بقايا الثوار “ينعدون على الأصابع”، حسب مصدر متابع، في المدينة الذي آثر ان لا يذكر اسمه، مؤكدا ان أكثرهم من زوطر ومن كفررمان.

إقرأ أيضاً: حملات «تويترية» على إعلاميين.. ما علاقة نجل نصرالله؟

ويؤكد المصدر أيضا خفوت الحراك في النبطية، فالمحتجون اعدادهم قليلة قرب السراي، ما هو السبب؟

السبب يقول المصدر هو أولا الانقسام بين جيل الآباء وجيل الأبناء في المدينة، فالآباء مرتبطون مصلحيا بقوى الأمر الواقع، في حين ان الابناء يتمردون، ومن ناحية ثانية ان اهالي المدينة فترت همتهم بسبب سوء الوضع الاقتصادي، لذلك فان اكثر الحضور هو من اهالي القرى المجاورة، يقومون أحيانا بمسيرات حتى مفرق بلدة كفررمان خصوصا أيام الآحاد.

ويشير  الى “وجود تذمر من بعض الوجوه الموجودة القريبة للسلطة، الذين نصبوا انفسهم ناطقين عن الحراك، هم معروفون بقربهم من حزب الله ومن حركة أمل، مثل مديرة إحدى المؤسسات العامة في المدينة أو “الناشطة” التي تريد تمسك بالقوة الحراك، لتصادره لصالح  السلطة ، وهي اصطدمت بالشباب المستقلين فأفشلوا مسعاها حتى الآن، ولكن بعض اليساريين الكبار المخضرمين يحاولون أن يلتفوا عليهم، ولما كان هؤلاء يتصدون للاعلام ويحاولون حرف المطالب فقد اصطدموا أيضا بعدد من شباب القرى المحتجين، عندما حاولوا توجيه “المسيرة” الاسبوع الفائت باتجاه مصرف لبنان للمرة الثانية، في محاولة لحصر الفساد كله فيه دون سواه من الملفات كطلب قوى الامر الواقع، فانتبه الشباب ورفضوا المسير لأنهم لا يعملون بأجندات معينة، وبدأت عملية الشرخ والفصل، لذلك عاد كثير من الناس وجلسوا في بيوتهم”.

ولكن هل جرت عمليات تهديد؟

يقول المصدر: “لم تجرِ عمليات تهديد، ولكن تشويه سمعة وضغوطات مركزة، واستخدام اسلوب الاشاعات، وان من المسموح ان تبقوا بجانب السراي تغنوا ولكن المطالب بيد هؤلاء التابعين من كبار السن المخضرمين الحزبيين المقربين من السلطة”.

وحول “بوسطة الثورة” ومنعها من دخول النبطية، يقول المصدر ان “ان الجميع كانوا بانتظارها حتى جاء القرار الحزبي بالمنع، وبدأ  إطلاق الإشاعات على الجمعيات المدنية والشخصيات المشاركة، هم نسقوا على أساس أن تأتي البوسطة، ثم عندما أتى القرار الحزبي بوقفها اختفى من كان يدعو لها، وعلت الأصوات بالرفض”.

ويختم المصدر ” ان الثورة على ضعفها باقية في النبطية بهمة الشباب المستقلين رغم محاولات تدجينها، لكن مشكلتهم انهم ليسوا أصحاب خبرة بالألاعيب السياسية التي يعرفها جيدا  المخضرمون الطامحون التسلق على ظهورهم.

السابق
ما هو سقف السحوبات من المصارف؟
التالي
وفد من قيادة الجيش يزور الحريري.. اليكم التفاصيل