آخرة.. «التيار الثرثار»!

التيار الوطني الحر

في السياسة، تسكت “شهرزاد” الأحزاب عن الكلام المباح. فثمة مرحلة من المراحل تستدعي إبتلاع الألسنة وإقفال الأفواه، إفساحا في المجال أمام تهدئة النفوس وتجنب التذاكي الكلامي، وإطفاء الأضواء المسلطة تحت شخصيات مكروهة وإستفزازية.

إقرأ أيضاً: ملحم خلف.. من «حامي» الثورة اللبنانية إلى نقيب محاميها

لعل معظم المكونات السياسية تلتزم الصمت بحسب أجندتها، بإستثناء التيار الوطني الحر وعلى رأسه رئيسه الوزير جبران باسيل، الذي يقحم لسانه في كل الأشياء، ولا يركن تحت أي ظرف، ويستمر في دوامة الكلام، ويوعز للتياريين من الدرجات الدنيا، التفلت من عقال لسانهم من رأسهم حتى أخمص أقدامهم. .تيار لا يرعوي، لسانه ليس حصانه يثرثر و يثرثر و ويثرثر، لا يكف عن اللغو ولا يقلع عن الكلام لمجرد الكلام من أكبره إلى أصغره.

تيار يطلق الكلام على عوانهه، بمناسبة وغير مناسبة، يُؤثر المنتسبون إليه التعبير عن رأيهم ورأي غيرهم مهما كان الثمن. لعل التيار الثرثار هذه المرة، عاد بالفائدة على اللبنانيين، إذ أحرج الرئيس سعد الحريري وأخرجه عن صمته ومداراته و “الله واسمالله” بحق باسيل مهما قال أو فعل، رفع الصوت بوجهه ووجه تياره: كفى كذباً.

باسيل “المتسلل” بحسب الحريري، لم يحسب جيداً آخر مناوراته السياسية المكشوفة على خلفية التوافق المبدئي على تسمية الوزير السابق محمد الصفدي رئيسية الحكومة، التي مارس خلالها بهلونيات سياسية “خطرة”، جعلته يهوى على “أرض السيرك” السياسي ووسط متابعيه.

الحريري “الصامت الأكبر” الذي تلا ما يشبه فعل الندامة علناً، بعدما ضاق ذرعاً ب “الهَر الكلامي” لباسيل، ثار على نفسه في زمن الثورة، وخرج من تحت عباءة باسيل التي يُتهم بها. خاطبه بالمباشر محتجاً على “سياسة المناورة والتسريبات ومحاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها التيار غير المسؤولة، ومحاولاته المتكررة للتسلل الى التشكيلات الحكومية”، وسرعان ما كرس باسيل “تفرق العشاق”، ووجه إليه لوماً شديد اللهجة مستعيداً النغمة الإتهامية المعهودة، وطبعاً مع “المنة التاريخية” بانه وتياره ينوي عبر حكومة قادرة على “وقف الانهيار المالي ومنع الفوضى والفتنة في البلد، فيما أثبتت الممارسة “الباسيلية” و تعنت العهد للإتيان بصهره تحت أي ظرف من الظروف عكس ذلك تماماً.

حسنأ “ثرثر” باسيل، وإلا لكان الشعب اللبناني وتحديداً ثواره، يعيشون تحت رحمة “دلع” باسيل و “محاباة” الحريري وتجنب الإعلان عن وفاة التسوية الرئاسية وإكرامها بدفنها وتقبل “واجب العزاء” بها.

صحيح ان البلد يعود إلى “المربع الأول” وربما إلى نقطة الصفر ويقف على “كف عفريت”، إلا ان في ذلك فائدة أيضاً، فلعلها تكون فرصة كانت ضائعة على الحريري ليعيد حساباته ويتحرر من إلتزاماته البائسة، إذا قُيد له، ويثور ثورته الكبرى!

السابق
بالفيديو.. هكذا إستقبلت ساحة الشهداء النقيب ملحم خلف
التالي
قطع الطرقات عاد مجدداً.. اليكم التفاصيل