نصرالله يريد حكومة تُهاجم الأميركي.. وحول مكافحة الفساد: «إبدأوا بنا»!

السيد حسن نصرالله

مع إشتداد الأزمة الحكومية وإستمرار الفراغ على وقع الإحتجاجات يُضاف اليها شل العمل التشريعي بعد رضوخ رئيس مجلس النواب نبيه بري لتهديد الشعب بقطع الطريق أمام مجلس النواب وإعلان الإضراب العام غداً مع الجلسة النيابية، مما دفع بري الى تأجيل الجلسة، إمتنع الأمين العام لحزب الله اليوم الإثنين بمناسبة يوم الشهيد، عن​ الكلام حول الوضع الحكومي، مشيراً فقط الى “استمرار اللقاءات”.

أضاف: “اللقاءات متواصلة والاستشارات الثنائية قائمة ولسنا مضطرين بأن ندلي بأي موقف وكل الابواب مفتوحة من أجل الوصول لأفضل نتيجة في البلد”.

وطالب بـ”حكومة سيادية لبنانية تقول للأميركي: اسمحلي وحل عن سماي”.

اقرأ ايضا: لسنا مضطرين لابداء اي موقف حالياً في تشكيل الحكومة

وعن الحراك الشعبي الحاصل، قال: “كنت دائما ادعو الى التركيز على الإيجابيات، وهناك نقاط خلافية حتى بين المتظاهرين مثل إلغاء الطائفية السياسية، على سبيل المثال، ولكن مع وجود نقاط اساسية إجماعية بين الكل، أبرزها استعادة الأموال المنهوبة، ومحاكمة الفاسدين وغيرها من المطالب”.

ورأى انه “بفضل ما حصل لا يمكن لأحد أن يحمي فاسدا سواء كان حزبا أو سياسيا أو مرجعية دينية أو طائفة”، واصفا الأمر بأنه “تطور إيجابي”.

كما رأى ان “المطالب المتعلقة بمكافحة الفساد ومحاكمة الفاسدين واستعادة الاموال المنهوبة لا علاقة لها بتشكيل الحكومة”. وقال: “ان الهدف هو محاكمة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة، وهذا لا يتم استرداده بالمقاومة، وإنما يحتاج الى جهاز قضائي مستقل وقضاة يتمتعون بالنزاهة والضمير، إضافة الى تقديم معطيات يتم التأسيس عليها، قضايا تكون عادلة ومنصفة وسجن وآليات لاسترداد الأموال كي لا تهرب الى الخارج. وهذه الآليات لا يحققها حزب أو طرف لوحده”.

وذكر بأن “حزب الله عندما اراد خوض مكافحة الفساد كان يرفض التشهير بأحد”، مبديا ثقته بوجود “قضاة شرفاء”.

وتابع: “هناك قضاة وقوانين واشخاص يؤمنون بمكافحة الفساد، لكن المطلوب اليوم من مجلس القضاء الأعلى والقضاة أنفسهم القيام بثورة لأن لديهم الفرصة التاريخية”.

وأشار الى اقتراح قانون سيتقدم به نواب كتلتي “الوفاء للمقاومة” و”التنمية والتحرير” الى مجلس النواب، يقضي ب”رفع الحصانة عن الوزراء والنواب منذ العام 1992″.

وخاطب القضاة في لبنان قائلا: “تشبهوا بهؤلاء الشهداء ولتكن لديكم شجاعة عدم الخضوع لأي مرجعية في البلد، وخاصة ان معكم كل الشعب اللبناني. هذه مهمة القضاء وليس الحكومة أو مجلس النواب. وبصفتي أمين عام حزب الله ومرجعية وزراء ونواب حزب الله أقول للقضاة المعنيين، انه في حال وجود ملف بأي واحد من هؤلاء ابدأوا بفتح ملفاته. يا أخي ابدأوا بنا. ان الفاسد كالعميل، لا طائفة او دين له”. وشدد على ان “الاستجابة لوجع الناس مرهون اليوم بالقضاء”.

وأعتبر نصر الله​ أن الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ يتعامل مع ​الجيش الأميركي​ على أنه جيش مرتزقة لذلك هم يتصورون أن كل الناس على شاكلتهم، مشيرا الى أن الشهداء كان قتالهم في سبيل الله الذي هو الدفاع عن المقدسات والمظلومين وهم أدخلونا في زمن الإنتصارات والإنجازات ونشكر لهم هذا المعروف ومن إنجازاتهم أيضا دفع الأخطار الكبرى عن بلدنا مثلما حصل في السنوات الماضية من هجمة إرهابية وحولونا إلى بلد ينظر إليه كبار قادة العدو على انه أصبح تهديدا وجوديا لهم، مشددا على أن عوائل الشهداء كانوا دائما في الصف الأمامي في الدفاع عن المقاومة.

واعتبر نصرالله أنّ “إستراتيجية ترمب في إيران فشلت والحرب انتهى احتمالها وترمب قاعد ناطر عالتلفون من سنة ومش رح يرنّ”.

ولفت، الى أنّ “النفط بالنسبة الى ترمب هو الذي له قيمة أما الإنسان فحتى لو كان رفيق سلاح يمكن أن يتخلى عنه”.

وعن العقوبات الأميركية قال: “مسألة العقوبات هي سيف ذو حدين”، متحدثا عن “الآثار السلبية التي تركتها هذه العقوبات على الإقتصاد وعلى المصارف، مع العلم ان اموالنا كحزب الله ليست في هذه المصارف”.

وأعلن ان “العقوبات على المصارف هي لإحداث فتنة بين اللبنانيين”، لافتا الى “أثر هذه العقوبات على تحويلات المغتربين اللبنانيين الى لبنان”.

وقال ان “الفرصة أمام اللبنانيين هي السوق العراقي، وخاصة في المجالين الزراعي والصناعي”، مؤكدا ان “السوق العراقي قادر على استيعاب الإنتاج اللبناني”، ومعتبرا ان “ذلك يتوقف على خطوة واحدة هي ان تتفاهم الحكومة اللبنانية مع الحكومة السورية لتصدير هذه المنتجات عبر البر”.

ونوه ب”القرار العراقي السيادي بإصراره على فتح معبر البوكمال رغم التهديدات الأميركية”، نافيا “ان يكون هذا المعبر طريقا لنا لاستيراد السلاح”، ومعلنا “اننا لسنا بحاجة للصواريخ بعد لأن لدينا ما يكفي”.

وجدد قوله ان “انقاذ البلد يكون بتحريك عجلة الإنتاج وليس من خلال القروض”.

واعتبر أن “الأميركي” ب”عرقلة ترسيم الحدود البحرية إلا بشروط اسرائيل في مسألة إنتاج النفط”.

وطالب الشعب اللبناني ب”المزيد من الوعي”، لافتا الى أن “ما قاله وزير خارجية اميركا بومبيو، عندما اتهم ايران بانها سبب مشاكل لبنان، وقاحة وظلم وافتراء”.

وحذر من “ركوب الأميركي موجة الإحتجاج لأنه لا يرى الا مصلحته”، متسائلا “عن أي نفوذ إيراني في لبنان يتكلم بومبيو، هل هو في المصارف أو في المؤسسات الأمنية؟ ما قصده بومبيو بالنفوذ الإيراني إنما هو المقاومة، هذه المقاومة التي تحمي لبنان”.

كما طالب جمهور “حزب الله” ب”المزيد من الوعي والبصيرة”، وعاهد الناس “في يوم الشهيد على الحفاظ على الكرامة والمقاومة ومقدساتنا أيا تكن الصعوبات”.

وبالحديث عن الوضعين المالي والإقتصادي، أن “هناك امورا لا تحتاج الى اختصاص ويمكننا ان نشرحها للناس”، مؤكدا “وجود خيارات وبدائل”، ومتهما الولايات المتحدة الاميركية بأنها “وراء العقوبات المالية التي نعيشها، لا بل انها تعمل على تعميم هذا المأزق”.

وأشار الى ان “القطاعات الإنتاجية في البلد مضروبة، كالزراعة والصناعة، إضافة الى تراجع الخدمات التجارية والسياحية”.

ورأى أن “أميركا تعطل اقتصاد البلد من خلال منعها الشركات الصينية من القيام بمشاريع تحرك عملية الإقتصاد وتخلق فرص العمل”.

وقال ان “احد أسباب الغضب الاميركي على رئيس وزراء العراق عادل عبد المهدي هو ذهابه الى الصين وعقده اتفاقات تجارية معها”.

كما لفت الى “استثمار الشركات الصينية في سوريا، والحكومة السورية فتحت لها الأبواب لأنها لا تخضع لأميركا”.

وتوقف امام “استعداد الشركات الإيرانية للقيام باستثمار في لبنان، ومثلها الروسي، ولكن اميركا تمنع ذلك. ان فرص تحريك الإقتصاد في لبنان موجودة لكن اميركا تمنع ذلك”.

وعن إعادة الإعمار في سوريا سأل “لماذا لا تذهب الشركات اللبنانية الى سوريا؟”، وأجاب: “لأنها تخاف العقوبات الأميركية”.

السابق
انتصار جديد للانتفاضة الشعبية: «طارت الجلسة بوعي الشارع»!
التالي
هل شحّ مشايخ «الثنائي الشيعي» في المساجد مرتبط بشح الدولار ؟!