نصرالله.. مناصرون «في اليد» ولا ناشطون على «الشجرة»!

حسن نصرالله

في اطلالة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في مناسبة يوم الشهيد، تفادى خطاب جمهور الانتفاضة اللبنانية مباشرة، فهو في اول خطابين بعد ١٧ تشرين، خاطب المحتجين في الشارع، فكانت النتيجة سلبية، اثار احتجاج المنتفضين وزاد من توتر الشارع تجاهه، واتسعت المسافة بينه وبين الانتفاضة، بسبب محاولته استيعابها بتجيير غضبها تجاه القضايا التي يقاتل من اجلها، اي المؤامرات الاميركية، والتسخيف من مطالب التغيير السياسي والانقاذي للبنان وللمؤسسات.

إقرأ أيضاً: هل تُقفل المدارس غداً؟

لم يجد السيد نصرالله ان لغته وخطابه مستساغ من جمهور الانتفاضة، فهذا جمهور خرج الى الشارع لأنه انتفض على مفهوم الطاعة والولاء، وجمهور يفكر ويناقش ويعترض، لا مقدسات او رموز مقدسة لديه في قضايا الشأن العام.

ولأن السيد نصرالله تقوم شخصيته السياسية على الرمزية المعنوية والتقديس الذي يصاحبها، فهو عاجز عن ان يخاطب الحراك من دون ان تمس هيبته.

هو لم يعتد على مخاطبة جمهور ذكي، ومتمرد، جمهور كهذا يفضح الخطاب والسلوك المتحصن الى حد كبير بمفهوم الطاعة والولاء والتقديس.

فنصرالله كشف في خطابه اليوم، انه عاجز ان يخاطب الحراك، فهو يملي ويأمر، وعلى الجمهور ان يرفع القبضات مؤيدا او ينهمر بالتصفيق له.

لذا فضل العودة الى مخاطبة جمهوره، اي المربع الذي يعطيه القدرة على الخطابة ويثبت الكاريزما. يدرك ان ثمة من هم من جمهوره ومن غير المحزبين، بعيشون في حالة اللايقين التي تثير لديهم تساؤلات حول موقع حزب الله من معركة محاربة الفساد، ومدى حقيقة حمايته لهذا الفساد، فنصرالله خاطب الى جانب جمهوره المطيع والمتلقي من دون مساءلة، الجمهور الذي لديه هذا اللايقين، فعمد الى تبرئة نفسه وحزبه من كل المثالب التي تعاني منها الدولة والمواطن، من دون ان يكلف نفسه تقديم اي مقترح للخروج من الأزمة الحكومية، كأن يسأل مثلا ما هي الحكومة التي تنقذ البلد في هذه المرحلة وما هي المواصفات المطلوبة لها.

هذا الجمهور تلقى من نصرالله ما يفيد ان ما نحن فيه مسؤوليته اميركا، وان الانقاذ هو في الصين وفي قصر المهاجرين.

بطبيعة الحال، كان خطاب نصرالله الموجه الى جمهوره، هو في سبيل تزويده ببعض ما يعينه في الرد على الانتفاضة التي يرسخ نصرالله العداء الضمني لها سياسيا واعلاميا، ويفصل جمهوره عنها، تفاديا من ان يتورط جمهوره الحزبي في التفكير والمساءلة.

نصرالله لا يريد ان يتودد للحراك ولا ان يخاطبه، بل لا يريد ان يراه، لذا يتجاهله، بما يعني ان الانتفاضة غير موجودة.

السابق
شموع أمام كهرباء لبنان.. وقماش أسود يلف المؤسسة!
التالي
فرنسا تُحذّر: وضع اقتصادي مقلق في لبنان.. ودعوة لتشكيل الحكومة