فيلتمان: الوقت ليس مناسبا لسحب الدعم عن لبنان

كتب السفير الاميركي الاسبق في لبنان جيفري فيلتمان مقالا عن لبنان في معهد “بروكينز” البحثي في واشنطن بعنوان:

مع إحراز لبنان تقدّماً هشّاً، ليس الآن الوقتَ المناسب لسحب الدعم الأميركي.

وجاء في المقال:

بيّنت الاحتجاجات في لبنان أنّ ما كان غير وارد في السابق قد يصبح الآن ممكناً. إذ يُبدي وكلاء إيران وسوريا في لبنان، بعد سنوات من التضامن، إشارات تباعد أوّلية. ومع نزول متظاهرين شيعة حتّى إلى الطرقات ومع عدم الانصياع لدعوات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالتفرّق، تظهر بعض التصدّعات على واجهة حزب الله التي لا تُقهَر. وقد ردّ الجيش اللبناني والقوى الأمنية بشجاعة باهرة وضبط للنفس واستقلالية في تحدّي نداءات قادة حزب الله والمناشدات الخاصة من القصر الجمهوري لإخلاء الطرقات. في المقابل، ومع انتقاد علني ولا مسبوق لحزب الله، يزداد الدعم الشعبي للجيش اللبناني.

وهذه التوجّهات واعدة، مع أنّها ناشئة وهشّة، وتتماشى إلى حدّ كبير مع المصالح الأمريكية. لكن عوضاً عن تعزيزها، قام البيت الأبيض، في قرار أتى توقيته بشكل غير مناسب على الإطلاق، بتعليق مساعدات أمنية بقيمة 105 ملايين دولار للمؤسّسات ذاتها التي تحدّت مطالب حزب الله بإنهاء التظاهرات. وتُعطي الخطوة التي اتخذتها إدارة ترامب لدمشق وطهران على حدّ سواء هديّة تقديم رسالة موحِّدة موجّهة إلى اللبنانيين حول عدم موثوقية الولايات المتحدة كشريك. وتقوّض الخطوة أيضاً الحجّة القائلة إنّ الجيش اللبناني، الذي بات يتحلّى بقدرات متحسّنة بفضل الدعم الأمريكي بشكل أساسي، يؤمّن أمناً أفضل وأكثر احترافياً من صواريخ حزب الله، التي لا تُفضي سوى إلى المخاطر عوضاً عن تأمين حماية حقيقية. (أولئك الذين يقولون إنّ الجيش اللبناني مجرّد غطاء لحزب الله أو مساعد له يقلّلون من شأن الانزعاج المتزايد الذي يصيب ضباط الجيش، الذين يعرفون إلى أيّ حد تنامت قدرات الجيش بفضل الولايات المتحدة، مع غطرسة حزب الله وتقليله الدائم من قدر الجيش. ويهدّد كبرياء الجيش اللبناني وقدراته، المرتبطة كلها بسنوات من الدعم الأمريكي، من “رواية” المقاومة لدى حزب الله.)

وطوال سنوات، تلاقت بالإجمال المصالح والتكتيكات الإيرانية والسورية في لبنان. وهي تهدف إلى تكذيب وتقسيم ما يُعرف بحركة “14 آذار” التي برزت ضدّ دمشق وطهران عقب اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في العام 2005. وتهدف أيضاً إلى “مقاومة” الجهود الأمريكية والفرنسية لتعزيز السيادة والاستقلال اللبنانيين وإلى استغلال لبنان لتهديد إسرائيل.

في غضون ذلك، وسّع حزب الله نفوذه في المؤسّسات اللبنانية المحلّية وسيطر عليها في بعض الأحيان.

السابق
الهرمل.. مأوى «الطفرانيين» لا «الطفار» !
التالي
في ظل رأسمالية المعرفة..هل من أمل للعروبة؟