الحراك وأزمة فائض الأبطال !

صيدا

بين حماس وشجاعة وعبثية وعفوية وفوضوية وتوتر ومأزق وانتقام واحتقان و حلماوية الحراكيين في الشارع وفي البيوت وبين ارباك و تشدّد و حيرة و مازق وصدمة وتناقض افكار وسلوك اهل السلطة الذين تلقوا صفعة تاريخية و وجودية، نجد ظهوراً لافتاً لموتورين وعصابيين و ذهانيين من كلا الطرفين يفرّغون شحناتهم العنفية المحتقنة في كل الاتجاهات وتحت كل العناوين في الشارع وفي الاعلام و في ادوات التواصل الالكتروني.

إقرأ أيضاً: نصرالله يخيب آمال الحراك: ٦ و٦ومكرر

التوتر عام ، تلمسه عند الجميع ما إن تخرج من المنزل، الجميع يعبّر عن موقفه بصوت عال وانفعال وبتوتر عارم محملا المسؤولية على الآخر وفق مصلحته الشخصية معتبرا انه يمثل الحق ومثبتا مظلوميته وقلة حظه.

اصبحت ازمتنا في الحراك الآن، وجود طفرة في اعداد الابطال وفائض في البطولة كما تحول الوطنيون لنسيج ثوري مشبع بالمنظّرين والمفكرين وايضا بالمتلهفين للسلطة.

ازدادت ازمات اهل السلطة ازمات نفسية مستجدة إذ اصبح كل مسؤول او زعيم او رئيس او قائد يعتبر نفسه معني بالاتهامات بشكل شخصي وخاصة عندما تصل الى أذهانه عبارة: “كلن يعني كلن”

كل مسؤول في السلطة اليوم يسقط ويرمي مسؤولية السرقات والفساد والصيت السيء الحاصل على من حوله من اقاربه ومن مساعديه فيلعنهم في قلبه ويصبر عليهم في عقله لان لا مفرّ له الآن الا الصمود عبر هؤلاء العتاعيت المتمرسين في المهمات القذرة وقد حان وقت تنفيذها للدفاع عن عصابة ومنظومة متكاملة من الانذال من مدراء ومن اعلاميين ومن رجال دين ومن موظفين ومن اقتصاديين ومن مصرفيين ومن رجال اعمال وعسكر و وزراء وشبيحة و زعران.

في السلطة طفرة من اللصوص وفائض بالنذالة والفساد والسرقة والاجرام الاقتصادي -المالي ولا مفرّ لهم الا اعتناق الثورية والاصلاح اكثر من اهل الحراك ومنظريه ليتحولوا من منافقين و تجار الى رسل محبة و انقاذ ومنظرين للجمهورية الثالثة.

من يتفوه باسم المنتفضين يتكلم بإنفعال وبانتقام وبحلماوية وعبثية مبشرا بالفوضى وفوضى الفوضى ومن ينطق باسم السلطة يتحدث بمكر لالتقاط الانفاس لينتقم على طريقته.

حاليا وكالبارحة ،كل من يتحرك من حولنا ومن حولكم موتور نفسيا ، مشبع بالعدوانية ويبحث عن متنفس له ليفرغ شحناته الثورية العنفية او ليفرغ عنف عنجهيته السلطوية الابتزازية . خير توصيف للحراك الآن: ساحة عامة للعلاج النفسي الجماعي.

بحثت عن مئة رجل شجاع وملثم لتنتفض والآن ترجو الفرسان بالألاف الهدوء والتواضع!

اصبحنا جميعا وفجاة شرفاء نبحث عن المجرم، اين المجرم؟!

الجميع في حال دفاع وهجوم حتى القط تحت شباك داري ماتوقف عن المواء يريد اسقاط النظام نهارا و يكتب الشعر لاهل السلطة ليلا.

السابق
لبنان يتحرى عن «رسم تشبيهي» للحكومة الجديدة.. فوق «صفيح» الشارع
التالي
أسرار الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 2 تشرين الثاني 2019