«زعران السلطة».. الحسين منكم براء

اعتداء على المعتصمين

يحرق قلب كل غيور مشهد هجوم زعران رجال السلطة على البنت الضعيفة لضربها في ساحة الشهداء في وسط بيروت، هذه البنت المظلومة التي هلعت لتحتمي بالقوى الأمنية، وقد ظهر للإعلام – ومنه قناة الجديد وبالبث المباشر  – ظهر هجوم مجموعة من الرجال على البنت المشار إليها لضربها! فلو كان الحسين موجوداً لثار لهذه البنت المظلومة التي يعتبر ضربها مخالفاً لأحساب العرب وأنسابهم فضلاً عن الشرائع والأديان، لا لشيء سوى لأنها تطالب بحقها المسلوب ورزقها المهضوم من الساسة والحكام الظالمين! وهل الوقوف في وجه الحاكم الظالم الفاسد حرام في شريعة الله؟! وهذا هو الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء وهو يطالب أعداءه بالرجوع إلى أحسابهم وأنسابهم العربية لما هجموا على نسائه، فقال لهم: “… ويا حزب.. إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فارجعوا إلى أحسابكم وأنسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون، فقال له لعين: ما تقول يا ابن فاطمة؟ فقال الحسين: أنا الذي أقاتلكم وتقاتلونني والنساء ليس عليهن جناح، إمنعوا عُتاتكم وجهالكم عن التعرض لحُرمي ما دمت حياً…”.

اقرأ أيضاً: الحريري يحاصر حصاره.. وحزب الله يستعد للجولة الثانية

فهؤلاء الذين أتوا من منطقة خندق الغميق ومن البيئة العاشورائية الحسينية حيث اعتادوا فيها من نصف قرن أن يضربوا “حيدر” على الرؤوس يوم العاشر من محرم ، أتوا من هذه البيئة التي تشتهر باسم الإمام الحسين عليه السلام أتوا ليهجوا على النساء في وسط بيروت ، وينهالوا بالضرب على النساء، هؤلاء ليسوا حسينيين بل الحسين منهم براء، بل هم ليسوا بيزيديين، بل اليزيديون أفضل وأرقى منهم، فعبيد الله بن زياد حاكم الكوفة من قبل يزيد لما هَمَّ في مجلسه في الكوفة بضرب العقيلة زينب عليها السلام قالوا له: “إن المرأة لا تؤخذ بشيء من منطقها” فأعرض عن ضربها. ولو حضر الحسين لأجرى على هؤلاء البلطجية الحد حيث لا عدوان إلا على الظالمين.

اقرأ أيضاً: الشيعة الأحرار.. عين تقاوم المخرز من العراق إلى لبنان

فالمتظاهرون لهم حق التعبير عن وجعهم، وأما قطعهم للطريق فتتولى القوى المولجة حفظ النظام العام معالجته وليس بلطجية النظام الذين بعد تتبعنا لهم تبين أنهم من الذين يبكون على الحسين طوال السنة في مآتم حسينية السيدة طوعة وحسينية الإمام علي بن أبي طالب في منطقة خندق الغميق! وأنا أجزم أن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بريء منهم بعد الذي فعلوه من ضرب النساء الضعيفات، هذا والرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله يقول: “إن الله يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم”، ويقول: “أوصيكم بالضعيفين: النساء وما ملكت أيمانكم”، فلا عجب أن يقال: إن ضرب زعران السلطة في وسط بيروت كان السبب في تعجيل سقوط الحكومة اللبنانية واستقالتها السريعة بعد الحادثة بدقائق! وهذا أثَرُ غضب الله على المجرمين الذين تجرؤا على البنت الضعيفة التي جعلت تَفِرُّ منهم وتلوذ بالقوة الأمنية! ولقد كنا ننتظر غيرة أمين عام حزب السلطة السيد حسن نصر الله، كنا ننتظر غِيرته على العرض والشرف والناموس أن تتحرك للدفاع عن هذه البنت الضعيفة، ولعله سيتطرق للكلام حول هذه الحادثة في خطابه القادم، ولكن الكلام لا يكفي، بل لا بد من إنزال أشد العقاب بالمجرمين إن كانت الغيرة لم تمت من قلوب القوم لو كانوا يعقلون…

السابق
حادث سير في بعلبك يودي بحياة سائق صهريج
التالي
المطارنة الموارنة: للإلتفاف حول عون!