هكذا «أغار» مناصرو «أمل» و«حزب الله» على معقل «الثورة»

سريعاً لملم «الثوار» في ساحتيْ رياض الصلح والشهداء «أشلاء» خيمهم التي انقضّ عليها فجأةً بعد ظهر أمس نحو 200 من مناصري الثنائي الشيعي حركة «أمل» و «حزب الله» في «غزوةِ» شَغَبٍ أحدثتْ ردّ فعل عكسياً في الساحات التي استعادتْ «وهْجَها» بوجه ما اعتبروه «بلْطجةً» واستباحةً لحِراكٍ سِلْمي ورسالةً ذات طبيعة أمنية كانت حاضرة في خلفيات استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري. 

وبدا أن الحِراك الشعبي الذي شكّلت استقالة الحريري «هديةً» له، ماضٍ في انتفاضته ومتمسّك بـ«عُدّة» الضغط لاستكمال تحقيق أهدافه وأبرزها قطْع الطرق الذي كان محور «المواجهة» مع السلطة وأدواتها الحزبية تحت عنوان «ممنوع» المضي في هذا المسار وسط مراكمة الائتلاف الحاكِم «مضبطة اتهام» تحمّل الثورة مسؤولية ما قال إنه «كوارث» بدأت تطلّ برأسها على مستوى نفاد أدوية وعدم القدرة على توفير المحروقات والقمح وصولاً إلى الشلل الذي يصيب القطاع المصرفي. 

ومنذ ساعات الصباح الأولى أمس، ظهرتْ مؤشرات وجود قرارٍ بافتعال إشكالات عند النقاط المقطوعة بين المحتجين وبين «مواطنين» بما يستدعي تدخل القوى الأمنية لفرْض فتْح الطرق كأمر واقع. ولم يكن حلّ الظهر حتى اتجهت العدسات إلى محلة جسر الرينغ على تخوم وسط بيروت حيث تجمْهر مناصرون لـ«أمل» و«حزب الله» بالقمصان السود وتَواجهوا كلامياً بدايةً مع المتظاهرين الذين «يستقرّون» على الجسر منذ أيام، قبل أن يشنّوا «غارة» على خيمهم ويتعرضوا لهم ولبعض وسائل الإعلام بالضرب بالعصي والحجارة ما أدى إلى سقوط ما لا يقلّ عن 6 جرحى. 

ولم يكد مشهد «الرينغ» أن يهدأ، حتى توجّهت «كتيبة الشغب» إلى ساحة الشهداء على وقع هتافات “شيعة..شيعة ..شيعة” «الله نصر الله والضاحية كلها»، و «بالروح بالدم نفديك يا نبيه (الرئيس نبيه بري)»، لتبدأ عملية «تدمير ممنهج» لكل البنية التحتية لمعقل «الثوار»، من المنصات والخيم إلى شعار الثورة وقد أضرمت النيران في العديد منها، وسط اعتداءات على مواطنين وإعلاميين على مرأى من القوى الأمنية التي بدت «على الحياد» لوهلة.

 ومع انتقال مؤيدي «أمل» و«حزب الله» إلى ساحة رياض الصلح تكرر مشهد «التدمير» والحرْق والاعتداء نفسه (سقط جرحى) في ظل خشية من توجّه هؤلاء إلى مناطق محيطة مثل الجمّيزة، الأمر الذي استوجب تدخّل الجيش الذي «ردّ» المهاجمين، قبل أن تطلق عليهم قوة مكافحة الشغب قنابل مسيّلة للدموع لينسحبوا في اتجاه جسر الرينغ ومنه إلى المناطق التي أتوا منها وسط كرّ وفرّ مع القوى الأمنية التي استخدمت رصاصاً مطاطياً لمنْع عودتهم.

السابق
بومبيو: اللبنانيون يريدون حكومة تتسم بالكفاءة تنهي الفساد المستشري
التالي
قراءة في {الثورة المضادة}