بعد الاجتماع الطارىء.. الراعي: ما يشهده لبنان انتفاضة تاريخية!

البطريرك مار بشارة بطرس الراعي

على وقع الاحتجاجات، عقد اجتماع روحي استثنائي في بكركي اليوم، واعتبر البطريرك الماوني مار بشارة بطرس الراعي أن ما يشهده لبنان منذ 17 تشرين هو انتفاضة شعبية تاريخية واستثنائية تستدعي اتخاذ مواقف وتدابير استثنائية.

إقرأ أيضاً: عودة من بكركي: الفراغ أفضل!

وقال: “اجتمعنا للنظر في الحالة الوطنية التي تستدعي مواكبة تطوراتها منعا لانزلاق البلاد في مسارات خطيرة تنقض هوية لبنان، ونؤكد لشعبنا ان الكنيسة لطالما وقفت الى جانبه واحتضنت حاجاته وهي تلتزم بطاقاتها ومؤسساتها تقديم المزيد من الخدمات”.

وتابع: “المسكّنات لا تمر بعد الآن، ولما انتفض الشعب لو لم يبلغ وجعه حده الاقصى، والسلطة أمعنت في الانحراف والفساد حتى انتفض الشعب وهذا الواقع يفرض علينا جميعا مرجعيات روحية التوقف امامه والعمل الفوري على معالجة اسبابه”.

أضاف: “نحيي الشعب المنتفض ونبدي تضامننا مع انتفاضته السلمية ونتفهم اسبابه، فالشعب اثبت انه موحد اكثر من قاداته وشعب لبنان هو المحبة والشراكة واطلق نبض الكرامة وعنفوان الحرية والتمسك بحقوقه الوطنية والاجتماعية”.

واعتبر بيان المطارنة ان الشعب بعث برسالة تتخطى الانقسامات وخرج الى الشوارع ليطالب بدولة مدنية يقرها اصلا الدستور، داعياً الى “احتضان الانتفاضة والى تجاوب الحكم والحكومة مع المطالب الوطنية ومنها حكومة ذات مصداقية، قضاء مستقل، اداء شفاف، حياد عن الصراعات، تطبيق اللا مركزية، بسط السلطة الشريعية دون سواها، وقف الهدر واسترداد الموال المنهوبة، فضلاً عن تأمين التعليم وفرص العمل وتوفير الضمان الاجتماعي وهذه ابسط حقوق الناس بعد 100 سنة على نشوء دولتهم.

وتابع:”لم تتحرك الحكومة الا تحت ضغط الشارع فلائحة الاصلاحات التي اصدرتها الحكومة اخيرا تشكل خطوة اولى ايجابية لكنها تستسلتزم تعديل الفريق الوزاري بأصحاب النزاهة، فالحكومات المتعاقبة منذ 30 عاما تجاهلت نداءاتنا واهملت واجباتها وشعر الشعب ان دولته اصبحت مقاطعات تستشري فيها المحاصصات والمحسوبيات على حساب كل مكونات المجتمع”.

كما دعا البيان السلطة لاتخاذ خطوات جذرية وشجاعة لاخراج البلاد من هذه الازمة وتغيير سلوكيات الحكم والحكومة والادارة والى حوكمة رشيدة وانفتاح على قوى المجتمع الحية.

وتوجه للسلطة، داعيا اياها ان تعي خطورة الحدث على مصير لبنان وكيانه وهويته واقتصاده فلا تتعاطى معه كحدث عابر بل تحول اجتماعي ووطني.

ودعا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المؤتمن على الدستور الى البدء فورا بالمشاورات مع القادة السياسيين ورؤساء الطوائف لاتخاذ القرارات الملائمة بشأن مطالب الشعب فاستمرار شلل الحياة العامة في البلاد سيؤدي الى انهيار مالي واقتصادي ما يرتد سلبا على الشعب.

وأضاف:”بعد اسبوع من الانتفاضة المستمرة لا بد من احترام حرية التنقل للمواطنين لتامين حاجاتهم الصحية والتربوية والمعيشية والاقتصادية ويبقى الرأي العام محتضنا لهذه الانتفاضة”.

وقال:”الى الشعب المنتفض في لبنان وبلاد الانتشار اتوجه اليه ان يحافظ على سلميته ويمنع اي طرف من استغلال صرخته ويحولها حركة انقلابية ويشوه وجهها الديمقراطي، و ندعو المتظاهرين للتوافق على من يحاور باسمهم مع المراجع المعنية للوصول الى حلول ناجحة، ونثمن جهود الجيش خصوصا والقوى الامنية عموما لحماية هذاالتحرك طالبين من الجميع التعامل مع المؤسسات والتجاوب مع تدابيرها”.

وطالب البيان المجتمع الدولي بأن يؤدي دوره في دعم اول ديمقراطية نشأت في هذا الشرق ومساعدة لبنان في حل المشاكل.

السابق
عودة من بكركي: الفراغ أفضل!
التالي
فرام في الذوق.. والمحتجون بصوت مرتفع: «استقل»