البترون تغلي على نيران الثورة.. والعين على «باسيل»

البترون

لم يسلم أي سياسي او رئيس حزب في لبنان من غضب الشارع، لم تنفعهم لا خطاباتهم الطائفية ولا المناطقية للسيطرة على من إنتخبهم، فالكيل طفح وبلغ الغضب الشعبي الذروة.

إقرأ أيضاً: على وقع الاحتجاجات:«القوات» تنسحب.. ماذا عن خيارات الحريري؟

إذ كتبت صحيفة “نداء الوطن”: منذ إندلاع الإنتفاضة ليل الخميس المنصرم، ومنطقة البترون تغلي، هي المنطقة التي يحسدها الجميع بسبب ما يُحكى عن خدمات ضخمة قدّمها رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل ويقال إنها توازي خدمات بقية الأقضية مجتمعة.

لكن ما يتم التداول به هو مغاير لأرض الواقع، إذ إن البترون تعتبر من الأقضية المحرومة وأهلها عانوا الإضطهاد السياسي والمعيشي في زمن الإحتلال السوري، ويصيبهم ما يصيب الشعب اللبناني اذ لا ينفعهم وجود حاكم من هنا أو زعيم من هناك.

لم ينتظر أهل البترون الدعوات السياسية أو التحريض على التظاهر من قبل القيادات، بل تحركوا بشكل عفوي منذ ليل الخميس جبلاً ووسطاً وساحلاً، تحركوا بشكل غير منظّم إذ تداعى الشباب في ما بينهم وقرروا الإنتفاضة على الواقع.

بسرعة البرق لملموا صفوفهم وغالبيتهم من الشباب الناقمين على الواقع، والذين فقدوا الأمل بالطبقة الحاكمة وليس بالوطن.

وظنّ الجميع أن هذه التحركات البترونية لن تطول، وإذ بالمفاجأة أنها تجدّدت ولم يبدّدها لا خطاب الوزير باسيل من القصر الجمهوري ولا خطاب الرئيس سعد الحريري خصوصاً وأن الثقة مفقودة بالطبقة الحاكمة.

وكما في كل لبنان كذلك في البترون، إفترش الشعب الطريق عند جسر المستشفى، ونصبوا الخيم رافضين فتح الأوتوستراد.

وعلى مقربة من منزل باسيل البتروني، نال الأخير الجزء الأكبر من الإنتقادات، مستذكرين الوعود التي أطلقها منذ ممارسته الحياة السياسية وإذ يتفاجأون بأن المصالح الخاصة تسيطر على مصالح الشعب، وينتقدون في المقابل عبارة “ما عم يخلونا نشتغل”، معتبرين أنه الرجل الأول في العهد ومدعوم من رئيس الجمهورية و”حزب الله” وعلى أتمّ وئام مع الحريري ويملك 11 وزيراً وسيطر على كل المراكز المسيحية في الدولة فمن يمنعه من العمل؟

ويؤكد المتظاهرون حرصهم على موقع رئاسة الجمهورية، في حين أن هذه الرئاسة يجب أن تكون هي الضمانة للشعب وليس للعائلة أو المقربين الذين يشوّهون صورة الرئاسة ويضعونها في مواجهة الشعب الذي راهن على عهد عون وإذ به يتفاجأ بممارسات باسيل.

وكانت ملفتة مواكبة الكهنة للمتظاهرين ودعوتهم الشعب للنزول الى الشارع، وفي السياق يؤكد المونسنيور بطرس خليل لـ “نداء الوطن” أنه نزل إلى الشارع ليكون إلى جانب شعبه ورعيته، “فواجب كل رجل دين مواكبة الشعب”. ويشير إلى أن قرار النزول إلى الشارع هو لأن الناس جاعت وفقدت الأمل بالطبقة الحاكمة التي دمرت البلاد والعباد. ويوضح أن التظاهرة هي سلمية وحضارية وقد واكبتنا القوى الأمنية التي نحتضنها وهي جزء من الشعب ومنعنا حرق دواليب، مطالباً الشعب بالبقاء في الشارع حتى تحقيق الإصلاحات المنشودة.

وبما أنه رجل دين وينتمي إلى البترون، منطقة الوزير جبران باسيل وسط الحديث عن أن باسيل يجيّر كل خدمات الدولة للمنطقة، ينتفض خليل على هذا الكلام، ويسأل: “ماذا فعل باسيل لمنطقتنا، وظّف بعض الناس وأجبرهم على انتخابه، بالنسبة إلى الطرق التي يقال أنه أهّلها هل نعتاش منها، في حين أن شبابنا مثل بقية المناطق عاطلون من العمل ويعانون الفقر ولا يقدرون على الزواج، فمع كل إحترامنا للوزير باسيل نسأل ماذا فعل؟

ولا يوافق خليل على أن التظاهرات موجّهة ضد العهد، “بل هي ضد النهج الذي دمّر البلاد”، مشيراً إلى أن “الرئيس سعد الحريري ضحك في خطابه على الشعب ولم يطرح حلولاً وليس بهذه الطريقة تُدار البلاد”.

ويقرع خليل جرس الإنذار الذي قرعته بكركي منذ فترة، ويوضح أن “الشعب يجب أن يُكمل ثورته، ويجب محاسبة الفاسدين والسارقين وليس فرض ضرائب جديدة على الشعب المقهور. فهل يجوز في بلد يعاني أوضاعاً إقتصادية صعبة أن يقود النائب سيارته من دون أن يدفع الجمرك عليها بينما المواطن العادي يدفع كل أنواع الضرائب؟ وبالتالي فإن المطلوب رحيل هؤلاء الحكام والمجيء بطبقة سياسية تحقّق الإصلاح الحقيقي وتنقذ الشعب من المأزق الذي أغرقه فيه السياسيون”.

ينتظر أبناء البترون إنتهاء مهلة الـ 72 ساعة التي حدّدها الحريري ليبنى على الشيء مقتضاه، وسط التأكيد أن الثورة لن تهدأ حتى تأمين المطالب الشعبية المحقّة وإسقاط الفاسدين.

السابق
على وقع الاحتجاجات:«القوات» تنسحب.. ماذا عن خيارات الحريري؟
التالي
هكذا احتفل المتظاهرون باستقالة وزراء «القوات»