بعد العملية التركية على سوريا.. دعوة عربية ودولية للتحرّك

اكراد سوريا

توالت ردات الفعل الغاضبة بعد العملية التركية العسكرية شمال شرق سوريا. عربياً، دانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية العملية العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة التركية شمالي سوريا، والذي تعتبره عدوانا على دولة عربية شقيقة واحتلالا لأرض سوريا وتعريض أهلها للقتل والتهجير والنزوح.

إقرأ أيضاً: بعد الانسحاب.. ترامب يتعهد «بتدمير» اقتصاد تركيا في هذه الحالة

وطلبت الوزارة من القيادة التركية بإعادة النظر بقرارها، وتحثها على العمل مع الدول المعنية لإعادة الإستقرار في سوريا وتطبيق القرارات الدولية مع التشديد على وحدة الشعب والأرض السورية.

ودعت مصر، لعقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية، لبحث تداعيات العملية التركية التي بدأت الأربعاء داخل الأراضي السورية.

ودانت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، بأشد العبارات “العدوان التركي على الأراضي السورية”.

أضاف البيان أن “تلك الخطوة تُمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالاً للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي”.

كما وأعرب مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة للعدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرقي سوريا، في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية.

وعبّر المصدر عن قلق المملكة تجاه ذلك العدوان، بوصفه يمثل تهديداً للأمن والسلم الإقليمي، مشدداً على ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري الشقيق، واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها، وفق وكالة الأنباء السعودية “واس”.

كما نبه إلى أنه بصرف النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا، فإن خطورة هذا العدوان على شمال شرقي سوريا له انعكاساته السلبية على أمن المنطقة واستقرارها، خاصة تقويض الجهود الدولية في مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي في تلك المواقع.

كما وقال مستشار رئيس ​البرلمان الإيراني​ ​حسين أمير عبد اللهيان: “العملية العسكرية التركية شمالي ​سوريا​ تزيد أوضاع المنطقة تعقيدا وهي تتعارض مع الأمن الإقليمي”، مشيرًا الى أن “الطريقة لتأمين أمن الحدود تتمثل في احترام السلامة الإقليمية للجهات والتفاوض والاتفاق، وفي أعقاب الحملة العسكرية في المنطقة مباشرة تصاعد الأزمة، وتخلق موجة جديدة من اللاجئين وتزايد الإرهاب”.

أوروبياً، قالت أميلي دو مونشالان وزيرة شؤون الاتحاد الأوروبي في فرنسا، اليوم، إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا دعت لعقد جلسة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة؛ لبحث الهجوم التركي على شمال سوريا.

أضافت دو مونشالان أمام لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان أن الدول الثلاث بصدد إصدار بيان مشترك “يندد بشدة” بالعملية التركية، في حين سيتم الاتفاق على بيان منفصل يصدر عن الاتحاد الأوروبي بعد أن توقع كل الدول عليه.

أمّا ايطاليا فقد أكّدت عبر رئيس وزرائها جيوزيبي كونتي أن “العمليات العسكرية التركية في شمال ​سوريا​ تؤذي المدنيين وتقوض الاستقرار في المنطقة”.

وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي على حسابها بموقع تويتر إن الهجوم التركي في شمال شرق سوريا خطير وينبغي أن يتوقف.

وهاجمت تركيا مواقع لفصائل كردية مسلحة بشمال شرق سوريا يوم الأربعاء وقصفتها بالطائرات والمدفعية في عملية عسكرية عبر الحدود بعد أيام من انسحاب قوات أمريكية من المنطقة.

وقالت الوزيرة إن الهجوم ”خطير على أمن الأكراد. خطير لأنه يفيد الدولة الإسلامية التي نحاربها منذ خمسة أعوام. يجب أن يتوقف“.

كما وحث الاتحاد الأوروبي تركيا يوم على وقف عمليتها العسكرية في شمال سوريا، قائلا إنه يرفض خطط أنقرة لإقامة منطقة آمنة للاجئين ولن يقدم أي مساعدات هناك.

وقالت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وعددها 28 دولة، في بيان مشترك ”الاتحاد الأوروبي يدعو تركيا لوقف العملية العسكرية التي تنفذها من جانب واحد… ما يسمى بالمنطقة الآمنة في شمال شرق سوريا لن يفي على الأرجح بالمعايير الدولية لعودة اللاجئين“.

وأضاف البيان ”الاتحاد الأوروبي لن يمنح مساعدات لإقامة أو تنمية المناطق التي يتم فيها تجاهل حقوق السكان المحليين“.

أمّا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ،قال”إن تركيا أوضحت أن عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا ستكون محدودة”، مضيفاً أن من المهم عدم زعزعة استقرار المنطقة بدرجة أكبر.

واعتبر ستولتنبرغ للصحافيين أن تركيا لديها “مخاوف أمنية مشروعة” وأنها أبلغت الحلف بشأن الهجوم ضد المقاتلين الأكراد في سوريا في وقت سابق اليوم.

أضاف قائلاً عقب اجتماعه برئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي “حصلت على تطمينات بأن أي تحرك قد يُتخذ في شمال سوريا سيكون متناسبا وموزونا”.

وأوضح أنه “من المهم تجنب التحركات التي تزيد من زعزعة الاستقرار والتوتر وتسبب المزيد من المعاناة للمدنيين”.

ودعا الأمين العام للحلف تركيا الأربعاء إلى ممارسة “ضبط النفس” في عمليتها ضد القوات الكردية في سوريا، محذراً من أن تكون المعركة ضد تنظيم داعش عرضة للخطر.

وقال “أطلب من تركيا ممارسة ضبط النفس وضمان عدم تعريض المكاسب التي حققناها في القتال ضد تنظيم داعش للخطر. وسأناقش هذه المسألة مع الرئيس (التركي رجب طيب(أردوغان) الجمعة”.

إلى ذلك، قالت وزارة الدفاع التركية إنه “حريصون على عدم إلحاق الأذى بالحلفاء في منطقة العمليات السورية”.

وفي الأثناء، أعلن المندوب الدائم لجنوب أفريقيا لدى الأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن جيري ماثيوز ماتغيلا، أن مجلس الأمن يدعو في ضوء بدء العملية العسكرية لتركيا في شمال سوريا الأطراف إلى أقصى درجات ضبط النفس.

وقال ماتغيلا للصحفيين: “لقد سمعنا عما يحدث والمجلس يرصد الوضع في شمال سوريا. وفي هذه المرحلة ندعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى قدر من ضبط النفس وضمان حماية السكان المدنيين”.

في السياق، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية الأربعاء مقتل مدنيين اثنين وإصابة اثنين آخرين بجروح جراء القصف الجوي التركي قرب الحدود في شمال البلاد.

السابق
قصف تركي «عشوائي» شمالي سوريا.. والضحايا مدنيون!
التالي
رد كردي على العملية التركية.. صواريخ من القامشلي الى نصيبين