قبل خراب البصرة..

مهما استقويت بالسلطة ومهما اعتقدت انك ممسك بعناصر القوة فرغيف الخبز أقوى منك و من البندقية ومن الأمن ومن المدفع.

مهما أطلت لحيتك ومهما اكثرت من الصلاة ومن الدعاء ومهما خوّنت اخوانك وشككت بنواياهم ومهما أقمت خطوطاً بالطول وبالعرض للنجاسة وللطهارة فالحياة وسط الجوع والفقر والعطش والعتمة والامراض والمذلّة وتراكم النفايات والبطالة تبطل كلّ معنى للعبادة فالله لا يسكن معبداً ولا يسكن قلب جاهل ولا يتنزه في سماء.
الله ابتسامة طفل وعصا رجل مسكين، يسكن قلب كل مؤمن شريف ويتنزه في أكواخ ومعابد وقصور الأخلاق.
ليس بالسلاح وحده يحيا الانسان، لا تستطيع ان تعد الناس بالجنة وان تطلب منها الصبر على العيش في الدنيا بين النفايات والفوضى والمخدرات والبطالة والعوز.
لا تستطيع ان تقنع مؤمن  جائع في مسجد او في كنيسة  بكرم الربّ وعدالته.

اقرأ أيضاً: العراق… نظام 2003 يترنح

أنت وأنتم لا تدرون ان الناس لجأت الى الايمان والدين هرباً من فشل العلمانيين ومن حماقات القوميين ومن فشل الحاكمين المعجبين بالغرب ومن سوء تدبير اليسار ومن احقاد اليمين، لجؤوا الى الصدق في الايمان والى الاخلاص والخلاص في الدين والى النجاة من كفر الانظمة ومن لعنة الرأسمالية والرأسماليين، لجؤوا الى طهارة الروح هرباً من نجاسة المادة والجسد والغرائز والمال والجشع فماذا وجدوا في بغداد وفي النبطية وفي بعلبك؟

نموذجاً مضاداً للنموذج السابق والبائد بدل نموذج راق للحياة وللحكم يُحتذى من المجتمعات الاخرى.

تغيرت الاسماء والاشكال والجوع والفشل في السلطة  واحد.

اين الجامعات المجانية للجماهير ولماذا لا تكون اقسام الطوارىء في المستشفيات التي تحمل أسماء أنبياء وأئمة مجانية، اي تكلفة مالية هي؟
سعر صاروخ زلزال واحد يسد تكلفة شهر لقسم طوارىء!

لم ينفع الاتحاد السوفياتي الضحية كل عتاد الجيش الأحمر افلا تتفكرون!.

لا تنجح مؤامرة خارحية مهما عظمت من دون تراكم حماقات وفشل في إدارة سلطة وفساد بين الحاكمين، من دون سرقات ومن دون ثراء  مشبوه أو من دون سكوت عن ثراء وفساد مقرف لحلفاء.

سيدي القارىء، ليس السؤال لماذا تنجح مؤامرة خارجية بل السؤال لماذا يتكاثر عملاء الداخل بقوة ولماذا يزداد شعور الغبن والتفرقة والتمييز بين الناس، من يفرّق بين جماهير حزب وجماهير الناس؟

بغداد مسلمة وبغداد عربية وبغداد باقية أبية وأبية.

أسوأ ما اقترفه المتدينون في السلطة  اعتقادهم بحقهم المطلق بإحتكار الله، ما جعلهم لا يصدقون بوجود اناس خلوقين وشرفاء  من خارج طقوس الدين ولم ينتبهوا ان هؤلاء الشرفاء  قلبهم مشبع بالايمان بالله لكنهم لا يعلنونه.
“يتبع”

السابق
الحريري: القطاع الزراعي من أساسيات البلد ويجب تطويره
التالي
بالفيديو.. ميليشيا إيرانية تطلق النار على الجيش العراقي