ومع تراجع صدارة الخبر السوري وهيمنة النظام في استرداد السيطرة على الأرض بدعم من الحليفين الروسي والإيراني، تراجع دور الائتلاف في الإعلام من ناحية وفعاليته في الميدان من ناحية ثانية، فبدت تغريداته على أنها تصوّر حضور الائتلاف ووقع اجتماعاته كرئاسة فعلية لجمهورية سوريا ولكن في رؤى الخيال. فالاستغراب سيد الموقف حين تعنون الصفحة الرسمية للائتلاف خبراً مثل:
«جولة لرئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى وعدد من الوزراء شملت مدن الباب وبزاعة وقباسين ومعبر باب السلامة زاروا خلالها مراكز قيادة الشرطة والمجالس المحلية، وبحثوا سبل تمكين مؤسسات الحكومة لتلبية احتياجات المناطق المحررة وآليات التفعيل وتجاوز العقبات».
فإذا جرى استبعاد الجمهور الموالي للنظام، هل يدرك معارضيه اسم رئيس حكومة الائتلاف أو أسماء وزرائها؟ وما شرعية هذه الحكومة التي لا تشرف سوى على مجموعة مدن في أرياف إدلب آخر مناطق سيطرة المعارضة على الأراضي السورية؟
إقرأ أيضاً: انسحابات من الائتلاف السوري احتجاجا على جنيف 2
من ناحيته شارك الائتلاف بقائمة مرشحيه للجنة الدستورية التي باركتها الأمم المتحدة والقوى الدولية، والتي تتجاوز في تشكيلها مسار جنيف السياسي بانتقال سياسي كامل للسلطة في سوريا. ما يعني أن اللجنة التي يوالي ثلثها رؤية الائتلاف المعارض لن تتقاطع في عملها مع صيغة «الحكومة المؤقتة» التي يديرها الائتلاف منذ تأسيسه، وإنما قد تعمل في ظل حكومة الأسد التي باتت تعرّف من قبل المجتمع الدولي والأمم المتحدة باسم «حكومة سوريا».