الصحافة السورية: برنامج بليق لا يليق بنا!

تمام بليق
أثارت الحلقة الأولى من برنامج "لازم نحكي" على قناة "لنا" السورية الكثير من الجدل ولا سيما على موقع الفايسبوك من قبل صحفيين وإعلاميين سوري رفضوا الصيغة الذي ظهر فيها البرنامج والذي تصوّر حلقاته ببيروت بميزانية وصلت لسبعين ألف دولار أميركي حسب ما أشار موقع "الفن".

الهجوم الأول صوّب باتجاه جنسية تمام وسط توجه القناة لزيادة عدد كادرها الإعلامي اللبناني في التقديم ما رآه البعض محاولة لتعويم الوسط الإعلامي السوري، وحين دافع مدير برامج القناة علي حلوم عن ذلك واصفاً الهجوم باللغة العنصرية، جاء الرد من قبل الوسط الإعلامي السوري وعلى لسان أسماء بارزة كالدكتورة نهلة عيسى المعروفة بمواقفها الموالية بحدة للنظام السوري والتي سخرت من طريقة طرح البرنامج وعدم ملامسته للواقع السوري بتاتاً.

اقرأ أيضاً: إعلاميون لبنانيون «ينزحون» إلى قناة النظام!

إذاً جاء الهجوم من الوسط الموالي الذي تجد فيه قناة سامر الفوز حاضنتها الشعبية بعد عدم توافق على أحقية تمام في قيادة دفة البرنامج وعدم مواءمة اختيار الممثلة رنا شميّس للتقديم كونها لا تمتلك المهارات المطلوبة لهكذا برنامج حواري، ما دفع الصحفي سونيل علي والذي اعتقل في وقت سابق من قبل قوات النظام لطرح سؤال عن الأسماء التي يرشحها الجمهور لتقديم البرنامج، فما كان من معد البرنامج نفسه إلا والسخرية من التقديم وترشيح اسم الفنانة انطوانيب نجيب في التلعيق كونها طاعنة في السن وينظر إلى ظهورها الإعلامي بالساخر.
هجوم آخر تعرض له البرنامج من ناحية اختيار المواضيع حيث بدأت الحلقة الأولى بشعار التطرق لمواضيع لم يسبق للإعلام الحديث عنها، وإذ بالفقرة الثالثة تتطرق لعمليات التجميل الموضوع الأكثر تكراراً في الإعلام العربي، مع هفوة اللجوء لمواضيع السوشل ميديا للتعليق عليها رغم أنها مواضيع آنية والحلقة الأولى صوّرت قبل أسبوعين من عرضها، مع الحضور غير اللطيف لعبد الله عقيل الذي يطرح نفسه ككوميدي وهجوم لاحقه أيضاً في تعليقات المتابعين.
المهندس أسامة شربيا المهتم بالمجال الإعلامي دافع عن رؤية قناة “لنا” باختيار مذيعين لبنانيين مقدمي برامج وضيوف كونه الأجدى بنظره الاستعانة بخبرات أكفأ في مجال التقديم والحوار التلفزيوني، وهذا ما ظهر في استضافة الإعلاميين طوني خليفة وهلا المر في الحلقة الأولى من البرنامج لمناقشة مشاكل البرامج الترفيهية في الإعلام السوري.

اقرأ أيضاً: البرامج التلفزيونية المنسوخة: حين تتوارد الأفكار!

إذاً من يتحدث أي “يحكي” بالعامية عن مشاكل الإعلام السوري في البرنامج، وهنا يظهر التقاطع غير المتوازن مع برنامج “منا وجر” الذي تقدمه شاشة الـMTV والذي تمكنّ من صناعة حالة “تريند” في مناقشة عدة مشكلات يواجهها الإعلام اللبناني مع آنية بثه بشكل مباشر ولو جاء ذلك على حساب نضج الحوار وعفوية الأسئلة.
بالمقابل وقع “لازم نحكي” في ظهوره الأول بفخ التقليد الشكلي دون المقاربة لما يفكر به الشارع السوري اليوم أو ملامسة منطقية لتعقيدات المشهد الإعلامي بين إعلام حكومي مهترئ يماثل في بنيته النظام السياسي المتصدع، وإعلام خاص لا يقوى على صناعة هوية مرئية قابلة للإقناع ولم شمل الشارع السوري المنقسم من جديد.

السابق
رغبات ومشاعر…
التالي
لبنانيون يتبارون في.. «العنصرية»!