مشاورات الحريري «الباريسية»: أموال «سيدر» رهن النأي «بالنفس»!

هل سقطت صفارة انطلاق "سيدر"؟

عكست زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى باريس قبل أيام صورة فرنسا التاريخية كداعمة وحاضنة للبنان، لكن يبدو ان هذه الرعاية لم تذهب أبعد، عبر فتح أبواب “خزنة” سيدر ‏وأموالها‎.‎  فلم يتم تحديد موعد رسمي لزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان، بل بقيت الاصلاحاتُ الحسية والملموسة، ‏الشرط الاول والاخير لاطلاق هذا المسار. وقد وضع ماكرون شرطا للاسراع بإطلاق عجلة “سيدر”،  بضرورة النأي بالنفس والالتزام بتطبيق القرارات الدولية وأبرزها الـ1701‏‎.‎

فهل هذا يعني ان صفارة انطلاق “سيدر” سقطت، ولم تنجح مفاوضات الحريري مع ماكرون؟ 

أكد مصدر وزاري لبناني واسع الاطلاع أن بلاده تلقت رسالة واضحة من المجتمع الدولي مفادها أنه لن يتخلى عن ‏مساعدة لبنان للتغلب على أزماته المالية والاقتصادية “شرط التزام النأي بالنفس فعلاً لا قولاً، وأن يكون القرار في ‏السلم والحرب من صلاحية الحكومة بلا أي شريك محلي”، في إشارة إلى المواقف التي تصدر عن “حزب الله” ‏وتتعارض مع هذه التوجهات‎.‎

إقرأ ايضًا: هل سينجح الحريري في إقناع ماكرون بـ«الإفراج» عن «سيدر»؟
‎ ‎
وقال المصدر الوزاري لـ”الشرق الأوسط” إن “لبنان نجح في الحفاظ على استقراره من خلال الدور الذي قام به ‏الرئيس  الحريري إبان حرب الطائرات المسيّرة” بين “حزب الله” وإسرائيل، ورأى ضرورة وجود ‏حاضنة سياسية لمقررات “سيدر” فور إطلاق الضوء الأخضر لوضعها موضع التنفيذ وأنها لن تتأمن إلا بقيام شبكة ‏أمان سياسية لا تعرّض البلد إلى أي اهتزاز من جراء الخروج على البيان الوزاري‎.‎
‎ ‎

وشدد على أن البدء بتنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر” لن يسري مفعوله “ما لم يصَر إلى تحصين الوضع الداخلي ‏وتعزيز الاستقرار فيه، وهذا لن يتحقق إلا بالتزام جميع الأطراف، وتحديداً (حزب الله)، بسياسة النأي بالنفس وعدم ‏إقحام لبنان في لعبة المحاور، أكانت إقليمية أو دولية لأنه بذلك يعرّض تحييده إلى الأخطار ويدفع في اتجاه إقحامه في ‏الصراعات المشتعلة في المنطقة بدءاً بدول الجوار‎”.‎
‎ ‎
ورأى أن على الحكومة الإفادة من الوقت إلى حين انعقاد الهيئة الاستراتيجية لمتابعة تنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر” في ‏باريس في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل والإسراع باستكمال التحضيرات المطلوبة منها للإفادة من هذه المقررات ‏المخصصة لمساعدة لبنان للنهوض من أزماته المالية والاقتصادية‎.‎
‎ ‎

السابق
كاريكاتور «يطفح» بالعنصرية على الشاشة البرتقالية
التالي
إندونيسيا تكشف أسباب كارثة تحطم طائرة «بوينغ 737»