نبش «قبر» الطفل السوري بين «العنصرية» والمبررات

نبش قبر في طرابلس يثير موجة من الغضب.

أثارت حادثة “نبش” قبر لاجئ سوري في قرية لبنانية، الجدل في طرابلس يوم الجمعة الفائت، وكانت الذريعة أنّ المقبرة “تخص اللبنانيين فقط”.

وأشار رئيس القسم الديني في دائرة أوقاف طرابلس الشيخ فراس بلوط في بيانٍ، إلى أنه “بخصوص الخبر الذي تم نشره بخصوص الطفل السوري، ومنذ اللحظة الأولى لعلمنا بالخبر وبتوجيه مباشر من سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، جرت متابعة الموضوع. من ناحيته تبرع الدكتور خالد عبد القادر بقطعة أرض من ملكيته الخاصة للسوريين كي لا تتكرر الحادثة على حد وصفه.

وتعود الحادثة ليوم الجمعة حيث أقدم سائق سيارة إسعاف في بلدة عاصون في قضاء الضنية بشمال لبنان على إجبار عائلة من اللاجئين السوريين على نبش قبر طفلها الذي يبلغ من العمر أربع سنوات وإخراجه من مقبرة البلدة بحجة أن قائمقام القضاء رولا البايع طلبت ذلك بسبب ضيق مساحة المقبرة وحصرها بأهل القرية من اللبنانيين فقط.
وبعد أن أثارت القضية حالة من الانقسام تجاوزت البلدة إلى عموم المنطقة وجدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي رفضا لهذا الإجراء، تراجعت القائمقام عن قرارها، إلا أن العائلة كانت أعادت دفن ولدها في بلدة أخرى في سير الضنية.

التصريح الأول جاء على لسان الشيخ فراس بلوط حيث أعرب عن أسفه لهذا التصرف وأصدر بيانا أعلن فيه أن “نبش القبر مرفوض جملة وتفصيلا ولكن تلبيسه لباسا فتنويا أمر مرفوض أيضا”.
وقال: “لنذكر جميعا أن ساحتنا العامة والخاصة لا ينقصها تفجيرات وهمية جديدة”.

المغرودن على تويتر أثاروا القضية بشكل واسع وتساءل أحدهم: ركيف وصلت الإنسانية إلى هذا الحال؟”
واعتبر آخر أن ما حدث “ليس فقط عنصرية، بل فقر في العقل والدين أيضا”.

بينما يقول ثالث إن العنصرية لم تصبح “حالة عابرة” على حد تعبيره.

التبرير بحديث بلوط بالقول: “الطفل تم دفنه ثم للأسف وبتقدير خاطئ من الموظف في البلدية وانزعاجه من تصرفهم ودخول الأهالي بطريقة غير صحيحة للمقبرة – حسب قوله- طلب منهم فتح القبر وأخذه بعد انتهائهم من الدفن مباشرة وليس بعد ساعات وأيام”.
وقال في البيان: “وقد تكلمت مع الموظف شخصياً وأخبرته أن هذا لا يجوز لا قانوناً ولا شرعاً ولا عرفاً ولكن للأسف هذا الذي حصل، والكل استنكر هذا الأمر، حتى من أقرب الناس لهذا الموظف وربما هو نفسه قد ندم على تصرفه”.
وأكد أن “القائم مقام عن المنطقة لا علاقة لها أبداً كما وصلني إلى الآن ومن أكثر من مصدر، وإدخالها في الموضوع لا ينبغي. وما زلنا نتابع الموضوع بكل تفاصيله للوصول إلى كل الحقيقة من كل جوانبها حتى لا يكون خطابنا انفعالياً ولا ظالماً بحق أحد أياً كان…وحتى لا تتكرر مثل هذه المشكلة مع الإخوة السوريين أو مع غيرهم”.

السابق
ما حقيقة احتجاز رهائن في تونس؟
التالي
توقيف شبكة تهريب عملة مزورة في المطار