كل الطرق تؤدي إلى فرز النفايات من المصدر

النفايات
إن نقل النفايات بسيارات ذات كبس هيدروليكي من عدمه هو أمر لا يؤثر على النفايات، إذا كانت ستُفرز لاحقاً بطريقة صحيحة.

تشكل عملية جمع النفايات ونقلها عملية مهمة جداً في سياق معالجتها وهناك أكثر من رأي حول طريقة نقلها، البعض يرى ضرورة نقلها بسيارات لا تستخدم الكبس إذا كانت النفايات غير مفروزة، والبعض الآخر لا يرى أهمية لذلك لأن الفرز يتم في مركز المعالجة.
وفي منطقتي صيدا وجزين تجمع شركة N.T.C.C النفايات وتنقلها، يعلق أحد الناشطين والمتابعين لعملها والذي فضّل عدم ذكر اسمه قائلاً:
تقوم الشركة المتعهدة بأعمال جمع ونقل النفايات بمهامها ضمن نطاقي اتحاد بلديات صيدا الزهراني (16 مدينة وبلدة) واتحاد بلديات جزين (45 بلدة وقرية).
وتمتد المساحة من نهر الأولي شمالاً حتى منشآت التابلاين جنوباً ومن البحر إلى مدينة جزين شرقاً.

اقرأ أيضاً: تكامل عمل الجمعيات يؤدي إلى النجاح

ويبلغ المعدل اليومي للنفايات المنقولة بحدود 250 طناً
وعن الأثر الإيجابي لعملية الفرز من المصدر على عملية الجمع والنقل يوضح الناشط: بدأت عملية الفرز من المصدر منذ أول السنة الحالية والتجربة ما زالت في بدايتها وإنما مشجعة جداً. علماً أنه لم يتم تطبيقها سوى في بعض الأحياء من مدينة صيدا (صيدا القديمة، الوسطاني…) وبلديات بقسطا – البرامية – المية ومية – مغدوشة… والعمل جار على أن تشمل كل بلديات اتحاد صيدا الزهراني وذلك بانتظار تأمين المستوعبات اللازمة من قبل البلديات المعنية لتنفيذ كامل المشروع.
ويضيف: يساعد في إنجاح هذا العمل عدد من الجمعيات الأهلية التي أخذت على عاتقها عملية توعية المواطنين حول أهمية الفرز وكيفية تطبيقه.
مع إن المشروع في بداياته وإنما يمكن القول أنه على الطريق الصحيح حيث أنه على الرغم من عدم شمول الخطة سوى بقعة جغرافية صغيرة حتى الآن فإن كمية المواد القابلة لإعادة التدوير أو إعادة الاستعمال مقبولة نسبياً على أمل الوصول إلى نسبة 20% التي نطمح إليها خلال سنتين، في حال التزم الجميع وتم تطبيق الخطة حسبما هو مرسوم لها بالتعاون مع البلديات والجمعيات الأهلية.

شؤون جنوبية172

إذا طُبِّق الفرز من المصدر
وحول التباين بالآراء حول طريقة نقل النفايات يوضح: إن موضوع نقل النفايات بسيارات ذات كبس هيدروليكي من عدمه هو أمر لا يؤثر على النفايات إذا كانت ستفرز لاحقاً وبطريقة صحيحة. وكله يتوقف على المكان التي ستذهب  إليه النفايات (مركز فرز – مركز معالجة – مطمر صحي – محرقة… إلخ)، إن موضوع السيارات هو ثانوي إذا تم تطبيق الفرز من المصدر لأنه بهذه الحالة فإن النفايات التي ستكون موجودة في المستوعبات غير المخصصة للفرز فإنها ستحتوي بالإجمال على نفايات عضوية وهذه يمكن نقلها بأي سيارة سواء بكبس أو من دونه لأنها ستذهب لعملية فرز بسيطة ومن ثم إلى المعالجة أو إلى الطمر في حالة المطمر الصحي أو المحرفة في حال وجود محرقة.
أما النفايات القابلة لإعادة التدوير فإنها أصلاً تنقل بسيارات لا تحتوي على ضاغطات.
أما في حال عدم وجود فرز من المصدر، فالأكيد أن عملية فرز المواد العضوية عن المواد القابلة لإعادة التدوير ستكون أصعب قليلاً، ولكن هذا ما يحصل في كل بلاد العالم وإن القول أن سيارات الكبس غير صالحة هو أمر غير صحيح والدليل إنها تستعمل في معظم دول العالم إن لم نقل جميعها.

اقرأ أيضاً: رئيس دائرة مكافحة تلوُّث البيئة السكنية سابين غصن: وزارة البيئة تُخطط لمواجهة أية أزمة نفايات جديدة

وعن العوائق التي تواجه عملية جمع النفايات ونقلها يجب الناشط:  لا عوائق عملية سوى الأمور الروتينية التي يمكن أن تؤخر العمل قليلاً ولكن لا توقفه ولا تؤثر على جودته مثل: عدم التزام المواطنين برمي النفايات في أوقات محددة (علماً أن معظم البلديات عممت على السكان مواعيد جمع النفايات). رفض الناس لوجود مستوعبات أمام أبنيتهم أو محلاتهم (علماً أن أمكنة توزيع المستوعبات تحددها البلديات المعنية). إيقاف بعض الناس لسياراته أمام المستوعبات.
لكن الناشط يشير إلى عوائق أخرى أساسية في استمرارية عملية الجمع والنقل وهي تتعلق بالعلاقة مع الهيئات الرسمية المعنية، ويوجزها قائلاً:
أما العوائق الإدارية والمالية فحدث ولا حرج، فالتأخير بتسديد المستحقات والروتين الإداري في إنهاء المعاملات بالتأكيد يؤثر سلباً وسيؤثر أكثر في القريب العاجل في حال استمرت الأمور بما هي عليه اليوم وأعطي مثلاً، حسب علمي أن للشركة مستحقات على اتحادات البلديات منذ أكثر من سنة ونصف.

(هذه المادة نشرت في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 172 صيف 2019)

السابق
بالأرقام.. تفتيش «العمل» شمل اليوم 10 مناطق
التالي
حسن خليل: ملتزمون بخطة الكهرباء حتى نصل الى عجز صفر في ٢٠٢٢