الحريري متوجس من الحرب.. و«العين الحمراء» على الحوار الأميركي – الإيراني

سعد الحريري
لم تصمد كثيراً "مرونة" مواقف رئيس الحكومة سعد الحريري، اتجاه قصف "حزب الله" لقافلة إسرائيلية، ردّاً على إستهداف الضاحية العسكري، فسرعان ما حذّر مباشرة من خطر حدوث حرب، في سياق حديثه امس عن إسرائيل وحزب الله، اذ تشدد في موقفه متوجساً من عمليات "الحزب" معتبراً أنّ "لبنان وحكومته لن يتحملا مسؤولية هجمات حزب الله على إسرائيل". في وقت بدت العيون شاخصة إلى ما يمكن أن تصل إليه المبادرة الفرنسية، الناشطة على خطّ فتح الحوار مجددا بين واشنطن وطهران حول الملف النووي الإيراني وجملة ملفات أخرى إقليمية متصلة بالتسلح.

وسط هذه المساعي وسعت امس وزارة الخزانة الأمريكية مجددا قائمتها للعقوبات ضد إيران، وأدرجت فيها 9 أفراد بينهم أشخاص من لبنان والإمارات والهند، و16 شركة و6 ناقلات نفطية.

وقالت الخزانة الأمريكية إن الأطراف المستهدفة تشارك في شبكة واسعة للشحن البحري يديرها الحرس الثوري الإيراني، ويتم عبرها نقل النفط الإيراني لصالح الحكومة السورية و”حزب الله” وجهات غير شرعية أخرى التفافا على العقوبات الأمريكية، وفق بيان نشر على موقع الوزارة الإلكتروني اليوم الأربعاء.

اقرأ أيضاً: إنقاذ ما يمكن إنقاذه من «سيدر».. وهذا هو وضع الدولار

الحوارات الفرنسية الإيرانية لم تنقطع خلال الأيام الماضية، لكن لا يبدو أن النتائج جيدة، فالرئيس الإيراني حسن روحاني أعطى إشارة الانطلاق لبدء عملية تشغيل وتطوير الطاقة النووية، بما يتجاوز شروط الاتفاق النووي، ما دفع فرنسا عبر وزير خارجيتها إلى عدم قيام إيران بخطوات سلبية على هذا الصعيد.
وعلى رغم أن ما تقدم لا يعني بالضرورة فشل المسعى الفرنسي، بل قد يعبر عن محاولة كل من الأطراف المعنية تحسين شروطه في عملية التفاوض. إسرائيل تشتم رائحة تفاوض أميركي- ايراني كما عكست صحافتها اليوم، وأشارت إلى غياب مستشار الامن القومي جون بولتون عن المشهد الاميركي-الايراني، بل تشير إلى مسافة متباعدة بينه وبين الرئيس دونالد ترامب فيما يتصل بملف إيران.
ليس ذلك أيضا مؤشر جدي على أن المفاوضات الأميركية الايرانية، قاب قوسين، ترامب يعلن استعداده للتفاوض من دون شروط، وطهران لا تمانع شرط التخفيف من العقوبات في الحدّ الأدنى.
الأيام وربما الأسابيع المقبلة، كفيلة بأن تظهر فشل المبادرة الفرنسية، أو نجاحها النسبي أو تحقيقها إنجاز صريح وواضح وغير ملتبس يطوي ملف التصعيد ويوفر شروط اتفاق جديد بين واشنطن وطهران بشأن الملفات العالقة.
لبنان ليس بعيدا عن نتائج كل ذلك، إذا نجحت فرنسا نسبيا أو بالكامل، في فتح قنوات الحل، فذلك سيعني أن التفاهم الأميركي-الايراني سيرسم خرائط الحل ولا سيما في لبنان. لكن الفشل سيجعل المخاطر كبيرة على لبنان، اذ ان فشل المبادرة الفرنسية واستمر التصعيد الأميركي ضد ايران، أي فرض المزيد من العقوبات عليها، كما ألمحت واشنطن امس عن دفعة جديدة من العقوبات على إيران يجري تحضيرها، سيعني بالضرورة، استعداد إيران للرد وعلى طريقتها، ولبنان أحد أبرز ساحات الرد، لا سيما أن بذور التصعيد بين إسرائيل وحزب الله موجودة بقوة، وفرص إيران للرد الفاعل، باتت محدودة، إلا من خلال حرب تستعيد نموذج حرب 2006.

اقرأ أيضاً: المعشّر «يُشرّح» «صفقة القرن» من بيروت.. كارثة تسري من تحت أقدام العرب

احتمالات الحرب تبقى واردة، وبانتظار انتهاء الانتخابات الاسرائيلية، تعمل إسرائيل على تجميع الذرائع، وتصوّب على ما بات يعرف بملف الصواريخ الدقيقة في لبنان، عبر نشرها صوراً جوّية تزعم أنها مصانع في لبنان لهذه الصواريخ.
قد لا تكون الحرب مطلباً لحزب الله ولا لاسرائيل، لكن الوضعية اللبنانية سياسياً وامنياً، وغياب القرار السيادي، يتيح لاسرائيل أن تتسلل من ثغرة أن لبنان تحت سيطرة حزب الله، لكي تقوم بمغامرة عسكرية، وفي حال كانت إيران في موقع حرج بسبب الضغوط الاميركية، فهي لن تتهاون في دفع حزب الله الذي انشأته وسمنته إلى أن يقوم بواجبه الجهادي، وهذه المرة ضد الغدة السرطانية إسرائيل التي هي أكثر ما يوجع ترامب والإدارة الأميركية.

السابق
فضل شاكر «متمترس» في مخيمه.. ولا يغيب رغم الأحداث الكبرى
التالي
الـIphoneX يتحول إلى Iphone 5S بقدرة «جمركية»!