«حزب الله» و «حرب إلغاء» المعارضة الشيعية.. إنتخابات صور نموذجاً

أضحى حزب الله في الآونة الأخيرة الناخب الأهم على مستوى الجمهورية اللبنانية، ليس فقط على الصعيد النيابي، بل على كافة الأصعدة، ومنها انتخاب رئاسة الجمهورية، والحكومة.. ناهيك عن قدرته العسكرية التي أهلته للعب دور إقليمي إلى حد ما..

في هذا السياق يخوض حزب الله معركة فرعية لملء المقعد الشاغر باستقالة نائبه نواف الموسوي، هذه المعركة التي ينبغي مقاربتها من عدة زوايا، منها:

أولا: بمعزل عن الحادث الشخصي الإنساني الذي جرى مع النائب نواف الموسوي؛ لكن لأول مرة يحصل مع حزب الله إشكال يستدعي استقالة أحد نوابه.. وبكل المعايير فإن ما جرى ينم عن تغير ما في بنية الحزب، وهذا ما لا يحتاج لكثير شرح.

ثانيا: لأول مرة في تاريخ العلاقة بين حزب الله وحركة أمل من جهة، ومعارضيهم من جهة أخرى، يحصل انكفاء من قبل المعارضة عن خوض المعركة ضد الثنائي.. وهذا ينم أيضا عن تطور ما في مكان معين، وتغير ما في موازين القوى أيضا..

ثالثا: إن بدء المعركة الانتخابية بين مرشح حزب الله ومرشحتين (انسحبت احدهما لاحقاً) من بيئته السياسية يؤكد على مرحلة جديدة بين حزب الله وبيئته الحاضنة، والسؤال هل ستتفاقم هذه الظواهر في المرحلة المقبلة؟ وهل ستبقى “البيئة الحاضنة” بيئةً حاضنةً!؟

إقرأ ايضًا: الخليل تجر صور إلى المعركة وتؤكد لـ «جنوبية» انتظار «حزب الله» سحب عزالدين

رابعا: لا حاجة للاسترسال في الكلام حول سعي الحزب لإلغاء التنوع ضمن الطائفة الشيعية، كما لا حاجة لاستعراض النماذج التاريخية لمساوئ هكذا مرحلة تصل لها القوى السياسية، سواء كانت حركات أو بلدان.. حيث تظهر بأنها في قمة حضورها وقوتها، ولكنها تكون في أواخر مراحلها وشيخوختها.

خامسا: والأسوأ من كل ذلك أن حزب الله يتحدى ويناور، ويدخل في معارك كثيرة مدججا ب”مقاومة” بات رصيدها باهتا بعد تكرار استعمالها واستغلالها في مكاسب سياسية داخلية كثيرة.. وهذا ما يجعل الكلام يتزايد حول مشروعية مقاومته.. حيث صارت اليوم “قيد الدرس والمساءلة” أكثر من أي وقت مضى.

وعليه، فإن كل ما مر حيال واقع حزب الله، وتحدياته الداخلية، مع “ترفع” قوى المعارضة الشيعية عن خوض معركةً “فرعيةً” بوجه حزب الله سيجعل المعركة السياسية أكثر شراسة، كما يجعل الأمل بالتغيير أكثر، كوننا على موعد مع عصر جديد سيبنى على أنقاض حقبة قيد الأفول.

السابق
بالأسماء: لبنانيون وايرانيون في مرمى عقوبات اميركية جديدة!
التالي
بالصور.. تظاهرة للفلسطينيين أمام «السفارة الكندية» في جل الديب