قبل سنوات وفي ظل تراجع شركات الإنتاج عن بذخها في دعم الفنانين، كان الحل في اللجوء إلى ما عرف بموجة أغاني “السنغل” والتي غابت فيها الألبومات المتكاملة لصالح أغنية جديدة كل عام أو عدة أشهر. ويتم انتاج هذه الأغنية فيديو كليب مصور بإمكانيات تقنية عالية وتكلفة إنتاجية ضخمة تجعل من الأغنية “هيت” لعدة أسابيع. لكن نجوم الصف الأول شعروا بغياب هيبتهم بعد أن تحولت “السنغل” إلى ميزة يمكن لأي فنان تقديمها ولا تفرّق بين فنان ذو جماهيرية عالية وفنان صاعد.
اقرأ أيضاً: اعتزال أليسا: هل تعبت أم تبعت التريند؟!
فما كان الحل إلا اللجوء لفكرة “الميني- ألبوم” وهو ألبوم مصغر يضم ثلاث أو أربعة أغنيات ويحاول إعادة تثبيت أقدام النجم جماهيرياً عبر حضوره في عدة أغنيات وليست واحدة فقط. ولكن الفكرة أيضاً لم تعمر طويلاً، بعدما انقسم الوسط الفني إلى طبقتين، نجوم مدعومين من شركات إنتاج كبيرة ولديهم من الرصيد المالي ما يمنحهم حرية الإنتاج ولو نسبياً بألبوم جديد كل عامين تقريباً، ونجوم يحاولون الدفاع عن بقائهم في ظل الفوضى الفنية الواسعة وما أفرزته مواقع التواصل الاجتماعي من ظواهر، لذا يفضلون إما العودة بأغنية مفاجئة كل فترة أو الإنتاج بأكبر كمية ممكنة أياً كانت السوية للبقاء على الشاشة. وهنا يغيب المشروع الفني لصالح “الترند” ويفضل الفنان أن يبقى حديث الجمهور ولو كان جلّ هذا الحديث هجوماً عليه.
وفي الآونة الأخيرة انتشرت ظاهرة الأغنيات المصحوبة بكلمات في الفيديو وما بات يعرف عالمياً بـLyrics فيديو وهو فيديو يرجح قوة ظهور الكلمات على حساب غياب القصة، وقد يظهر الفنان بصورة ثابتة أو من داخل استديو ويؤدي الأغنية أمام الكاميرا، وبذلك تتناقص التكلفة الإنتاجية للأغنية، فبإمكانه تصوير كافة أغنيات الألبوم على هذه الطريقة في دولة أوروبية مع امكانيات تقنية عالية، بتكلفة أغنية مصورة واحدة فقط.
اقرأ أيضاً: أيمن رضا وباسم ياخور.. شراكة عمر على مذبح المصالح
ووسط التقليد الأعمى، تحولت غالبية الفيديوهات إلى هذا النمط وبدأت حرب خفية بين النجوم على من امتلك الفكرة ومن سرقها من غيره، فضلاً عن المجازفة في طرح الألبوم على دفعات ما يعني عدم عرضه دفعة واحدة، وهذا ما يجعل التفاوت في تقبل الجمهور، الذي غالبا ما يوجه انظاره باتجاه النجم، مرة في مدحه وتفوقه، ومرة في تسرعه وضعف اختياراته، فيغدو الألبوم حديث السوشل ميديا لأسابيع بدلاً من أيام.