…آلوووو نتنياهووووو…

لليوم الثالث على التوالي وهو يتناول فطوره صباحا قرب باب الشرفة ليراقب السماء،يتناول الغداء في الحديقة كي لا تفوته لحظة واحدة في مراقبة السماء، يروي شجيرات الزيتون والليمون عصراً غير عابىء للماء اين يسقط من كثرة تركيز نظره الى السماء،يقضي الليل كلّه في حوصة من امره ، يتنصت للحظة جامداً عند عامود الكهرباء وللحظة أخرى يحرك راسه المرفوع الى الاعلى و دائرياً كالرادار العسكري مركزا بصره على السماء، تارة تسمعه يهمهم وتارة يزمجر وتارة يبربس وتارة يوشوش نفسه ، في حيرة من أمره.

أنهكه البحث والسؤال، تناول هاتفه المحمول حاسماً امره، دخل مركز بحث غوغل، كتب اسم بنيامين نتنياهو وقرب الاسم سؤال عن رقم هاتفه، وجد رقمه بعد عناء، حفّظ الرقم على ذاكرة هاتفه ثمّ محاه، خاف ان يكون هاتفه مراقب من فرع المعلومات او من مخابرات الجيش اوالامن العام او من أمن حزب الله، عاد فحفّظ الرقم من جديد، مجيباً نفسه بضرورة عدم الاكتراث لأحد فالأمر جلل، بجب أن يتصلّ بنتنياهو، يجب أن يسأله، قلق هو على العدو، قلبه على عدوه، ما اعتاد أن يحمل همّ العدو هكذا، رنّ هاتف السيد بنيامين نتنياهو، بلا ايّ تردّد، بلا أي خوف من اتهامه بالعمالة، بالتطبيع، سمع صوت بنيامين، بادره بالتحيّة باللغة البلغارية فلم ياتي الردّ، بادره بالتحية باللغة الفرنسية والانكليزية فلم يأتي أي ردّ، بادره التحية باللغة العربية فسارع بنيامين الى ردّ التحية والسؤال عن هدف الاتصال، سارع الى سؤاله:
– يا بنيامين، مرّ ثلاث أيام وثلاث ليال ولم نسمع طائرتكم التجسسية MK فوق بلدتنا طمّنونا عنكم هل أنتم بخير؟ قلقنا عليكم والله.
هل أزعج أحد منّا طائراتكم؟
هل بدر منّا أي عيب لا سمح الله بحق الـMK؟

اقرأ أيضاً: عن نصرنا الذي هزمه فساد المسؤولين وإهمالهم


نعتذر، ربما مشاهد تراكم النفايات في شوارعنا أساء لبصركم، ربما مشهد كثرة شبابنا الذين يتعاطون حبوباً مخدرة ومهلوسة ويؤلفون شللاً عند مفارق الطرق كعاطلين عن العمل وكعاطلين عن الأخلاق أساء لنقاوة شاشات مراقبتكم؟
آه، ربما مشاهدتكم لطلابنا هائمون على وجه أرض الوطن بين الجامعات الخاصة الغالية الأقساط قد أخافكم، اطمئنوا فرداءة التعليم هنا لا تهدّد مصيركم؟
ربما يا بنيامين، مشهد انقطاع الكهرباء والماء قد شوّش على جودة الصور المنقولة اليكم؟ ربما فقر حال شعبنا قد جرح مشاعر مراقبتكم!
آه، وجدتها، انتم تشتكون من قوة طائفيتنا وعنصريتنا ومن كذبنا ومن تعالينا ومن تعجرفنا التي فاقت صهيونيتكم ويهوديتكم وهذا امر لا تسمحون به؟
ماذا؟ ماذا تقول؟ صحيح فنحن العرب والمسلمون قتلنا من الفلسطينيين اكثر ما قتلتم انتم، وسقط للفلسطينيين شهداء في التقاتل فيما بينهم إضعاف ما اقترفتموه انتم في مجازركم بحق العرب مجتمعين؟
يا بنيامين، ارجوك، لا تتدخل في امورنا الداخلية واحترم نفسك، يا عدوّ الله، ما يهمنّا ان تعود طائرات الـMK إلى سمائنا لأننا أدمنا سماعها، لا نستطيع النوم من دون خوف ولا نستطيع ان نحيا من دون مفاجآت ولا نقدر أن نستمرّ أحياء من دون جرعة بطولات ولو وهمية، اعيدوا طائراتكم أن سمحتم فضجيجها يذكرنا بأيام ضجيج بابور الكاز والتحمّم باللَكن والكيلة والنقيفة والكلّة والفليبر فلا تحرمونا النوم والزمن الجميل، هذا جزء من اتفاق عداوتنا، لا وفقكم الله ايها الأعداء.
واقفل الخط في وجهه، مكفهر الوجه، شاتماً العدو الاسرائيلي القذر المتمتع بالماء والكهرباء وافضل الجامعات والمستشفيات المجانية …الحاصل على تضامن كل العالم معه رغم اجرامه بحق الشعوب بينما نحن حاصلون على كراهية كل شعوب العالم رغم ان قضيتنا عادلة… جواز سفر العدو يسمح بدخول اكثرية دول العالم بينما جواز سفرنا مرفوض….
كيف هذا؟
الحق معنا إلاّ أنّ لا أحد يصدقنا.
عدوّ قذر…

السابق
الحريري لا يستطيع «تأكيد أي شيء» حول عقوبات أميركية جديدة
التالي
صورة الشرقية وهاشتاغ «أبانا الذي في السماوات» يثيران الجدل… هذا ما أوضحه حزب الله