الشيخ شادي مرعي عن التمديد للمجلس العلوي (2): هكذا تمت السيطرة السياسية على المجلس

الطائفة العلوية
تساؤلات عديدة يطرحها ملف الطائفة العلوية في لبنان من خلال أسئلة تطلقها صفحة "اللجنة التطوعية لإجراء انتخابات المجلس الإسلامي العلوي"، فماذا يكشف الشيخ شادي مرعي في هذا الإطارعن الوضع العلوي السياسي لـ"جنوبية"؟

‏‎يحمل همّ الطائفة الأصغر في لبنان، الأقوى إقليميا، فكل ذلك لم يجعلها الأقوى في لبنان. إنه شيخ معمم في المجلس الإسلامي العلويّ منذ حوالي العام 2015، وأستاذ متعاقد مع وزارة التربية اللبنانية، له العديد من المقالات في الصحف والمواقع اللبنانية، يفتح صفحة المجلس الإسلامي العلوي اعلاميا، رغم رغبة البعض بالإطباق على هذا المجلس سياسيا.

في لقاء مع سماحته، يقول ردا على سؤال “من يتهم، بمحاولة اضعاف العلويين في لبنان، رغم أن النظام السوري يُعتبر المناصر الأكبر لأبناء الطائفة منذ ما بعد إتفاق الطائف؟

اقرأ أيضاً: الشيخ شادي مرعي عن التمديد للمجلس العلوي(1): أوجد حالة تخبّط داخل الطائفة

أكد مرعي لـ”جنوبية”، فقال إن “الكل متهم باضعاف العلويين: وسوى الروم خلف ظهرك روم. كما قالها المتنبي لسيف الدولة”.

و”الكل دون استثناء متآمرين ضد شعبي العلويّ البسيط الفقير.

أولا: نائبان كان من نكد الزمان أن قيّض لهما دورا سياسيا للأسف، فبعد أن كان العلويون لاعبين محترفين بالسياسة صارت تحركهم الأهواء والمصالح الشخصية. من الشيخ  صالح العلي وصولا إلى حافظ الأسد، مرورا بالرئيس بشّار الأسد. لم أشعر قط في كل حياتي بالمهانة والمذلة كما أشعر حاليّا.

ثانيا: استغل السفير السوري ولاءه لقيادته فمارس عنجهيته بشكل فظيع. فهو لا يسمع سوى كتبة تقارير بدلا من المساعدة في تذليل المشكلات أمام العلويين قام بتعقيدها ولا مجال أبدا لمراجعته. ولا أعتقد أن الإخوان في القيادة السورية يدرون بما يحصل، أو انه يرضيهم ما وصلنا إليه”. و”الاقطاع السياسي بكل وزره التاريخي تسبّب لنا بمعضلة وأزمة نحتاج لعقود ربما للخروج منها. وأخيرا: أعضاء الهيئتين الممددين لأنفسهم تجردوا من كل حبّ للعلويين، وصلت بهم النرجسية للدفاع عن وضعهم المأزوم، ولو على حساب مقتل كل العلويين فـ17 سنة ولم يشبعوا بعد. نحن العلويون من يتحمّل مسؤولية كل هذا الضعف والهوان بعد غياب كل محاسبة والرضى عن كل فاسد”.

وعن تحميل حزب الله مسؤولية غياب الدور العلويّ السياسي بسبب اهماله أبناء هذه الطائفة سياسيا وإنمائيا، وهو الذي رعى الأحزاب الأخرى بقوة؟

يؤكد الشيخ شادي مرعي بالقول “من خلال تجربتي، ومراقبتي ومواكبتي أقله بعد 3 سنوات، يتعاطى معنا طبعا (معنا يعني المكتب السياسي) على مبدأ “فخار ويكّسر بعضه”.

ويضيف مرعي “في العام الماضي ذهبنا كوفد إلى مكتبه فأبلغونا بكل شفافية وصراحة: أنهم مع قرار السفير السوري. هي حجتهم التي يتذرعون بها: راجعوا سعادته، وسعادته في واد ونحن في واد آخر. لا أحد يقدّر ولاء العلويين وصمودهم. ولا أحد يثّمن لهم ذلك، تركهم حزب الله يتخبطون، وعجزت كل تلك الماكينة السياسية الفظيعة عن مساعدة العلويين. كل اللبنانيين يتفيأون تحت مظلتهم، إلا العلوي مطرودا منبوذا. ناهيك عن العنجهية والتعجرف الذي يمارسها بعض من سياسيه: لا يردون على اتصال هاتفي، بل نصائح من أنوف متعاليّة، ويبقى لدينا أمل وحيد في سماحة السيد لو يطل علينا فيمد لنا يده البيضاء. فقد وصل بنا الأمر حدا لا يطاق. أعرف أن كلامي قد لا يعجب الكثيرون، ولكنني لم أعد احتمل الصمت”.

وعن دعمه كرجل دين علويّ أية حركة إصلاحية داخل الطائفة؟ لفت الشيخ مرعي إلى أنه “آن الأوان لأن تنطلق بقوة لتهدم الفساد القائم، ولتردع كل ترهيب وترويع للناس. آن الأوان لأن يخرج من رحم ذلك الجبل الصامد ثورة اصلاحية حقيقية تبني الإنسان القويّ، وتنشر الحرية والعدالة. آن أوان محاسبة كل نائب مهما علا شأنه ومحاسبة كل صديق مهما قوي بنيانه. نحن لسنا عبيدا، نحن طائفة خلاّقة أنجبت العلماء والشعراء والأبطال. نحن طائفة أنجبت عضو المجمع اللغوي العلامة الشهير سليمان الأحمد، وإبنه شاعر العروبة بدوي الجبل، والكثير من الأدباء، أنجبت محمد حمدان الخير، وحامد حسن، وأحمد علي حسن، ورضا رجب، وأسعد علي، وأدونيس، وسعد الله ونوّس، وأبوعلى ياسين، وفتاة غسان، وأنيسة عبود، وهند هارون، وخديجة حامد، ألخ.. وأنجبت أبطالا ميامين كصالح العلي وحافظ الأسد. وما زالت تدفع في سبيل وحدة الأمة العربية الكبرى كل غال ونفيس أمام عدو إرهابي غاشم. هذه أمة يجب أن تحيا بسلام، وتعيش بحرية وتتغنّى بالأدب”.

لكن من يقف بوجه أي تطوير أو إصلاح، خاصة انه تم تأجيل العملية الانتخابية وعدم تعيين رئيس بالأصالة حتى الآن؟

أكد بالقول “قلنا ووصفناهم سابقا بالعشرة (الثمانية أعضاء الهيئتين والنائبين) وفوقهم السفير السوري في ظل سكوت حزب الله للأسف، وعدم اكتراث الدولة اللبنانية. وربما شماتة الآخرين بنا. ويبقى الأمل معقودا بعد أسبوع لصدور قرار المجلس الدستوري بإبطال قانون النائبين المسخ. وإلا فعلينا أن نكبت أنفاسنا لمدة سنتين أو نموت غيظا”.

وردا على سؤال “كيف ترى، سماحتك، مستقبل الطائفة في ظل الأزمة السياسية اللبنانية وبالطبع الاقتصادية، خاصة أن التعيينات لم تطلق أية فعاليّة علوية؟

اعتبر مرعي أنه “لا أمل موجودا أبدا في ظل وجود هذين النائبين، لا شيء عندهم يقدمونه اصلا للعلويين. لا يمتلكان سوى صفحات فايسبوكية تنتهك كل صوت معارض. ويريدون أن يقتلوا الوجع العلوي فلا يتألم أو ينطق، وإذا ما وسعنا الرؤية نحو الأزمة السياسية اللبنانية وصلنا حد الإحباط. وفي الأخير ثمة دعوة أخوية لكل أسيادي العلويين، ثوروا، فأنتم في بلد الحريات، فإن حرمكم الجميع من كل شيء، لن يستطيعوا ان يحرموكم من الاحتجاج والانتفاضة ضدهم. القانون اللبناني يكفل ذلك”.

السابق
علي ولاء مظلوم: أتعرّض لتهديدات من حزب الله من أجل إسكاتي
التالي
قطر تتوسط لإنقاذ رجل إيران في العراق من العقوبات الأميركية