هل بدأ صدام العائلات مع حزب الله في البقاع اللبناني؟

بعلبك
في كل يوم تطالعنا في البقاع اللبناني إشكالية جديدة بين العائلات وحزب الله، وتأخذ الإشكالية مداها بين النفي والإثبات.

 ولن نعود إلى الماضي لنفتح ملفات ثورة الجياع التي قادها أمين عام حزب الله السابق الشيخ صبحي طفيلي، ومجزرة حوزة عين بورضاي الدموية والصراع مع أمين عام حزب الله السابق وجماعته ومع آل طليس إثر مقتل النائب الأسبق الشيخ خضر طليس، كما لن نعود بالذاكرة أكثر إلى الوراء لنتحدث عن تداعيات الصراع الدموي بين حزب الله وحركة أمل، ولكننا سنتحدث عما هو راهن.

 فمنذ وُجِد حزب الله كقوة مقاومة في البقاع اللبناني نما نمواً سريعاً في قدراته على استيعاب الناس والعائلات لتكون القوة الأكبر في صفوفه من هذه المنطقة بسبب الحرمان المزمن التي كانت تعانيه هذه المنطقة من جهة، وبسبب الدعم المادي الإيراني السخي منذ البداية من جهة أخرى..

اقرأ أيضاً: غياب الدولة في بعلبك الهرمل(1): الأمن في عهدة العشائر !

واليوم وبعد أن تراجع الدعم المادي الإيراني بسبب الوضع المالي الذي أصبح مكشوفاً، وبعد أن خفَّض حزب الله من مساعداته وتقديماته الاجتماعية للبقاعيين منذ أشهر، بعد كل ذلك نسمع في كل يوم تمرداً على سياسات الحزب ومشاريعه التنموية وإصلاحاته البنيوية ومقترحاته الإدارية لمنطقة البقاع.

فمن إشكال رابطة مخاتير بعلبك مع آل عثمان التي كانت تنذر بمقاطعة – بل مواجهة كبرى – بين السادة آل عثمان وبين قيادة الحزب في بعلبك الذي تمَّ تخديره بحَلٍّ مؤقت قد لا يدوم كثيراً بل هو حلٌّ موضعي لا يلقى توافقاً نهائياً بين عائلات بعلبك، تأتي معضلة معمل تكرير الصرف الصحي مع أهالي الهرمل التي هي من المعضلات المزمنة وقد تفاقمت بشكل ملحوظ في اليومين الماضيين لتنذر بمواجهة محتملة بين مسؤولي المنطقة في الحزب وبين الأهالي في الأيام القليلة المقبلة بعد بيان الأهالي الأخير.

ولا ننسى الأحداث الأمنية اليومية في البقاع التي تهز أمنه وتؤثر على حركته الاقتصادية، خصوصا من ناحية مرافقه السياحية التاريخية ومهرجانات الصيف التي تجري عادة لتستقطب السياح الأجانب إليه، ولم يكن آخر تلك الأحداث الحدث الفظيع في يونين الذي أودى بحياة أربعة قتلى بسبب بيت العتابا، كما لا نُغفل المواجهات الدموية المتوالية بين الجيش والمطلوبين للعدالة وتجار الممنوعات وخصوصاً تلك التي بدأت بعد رفع الغطاء عن هؤلاء إثر الانتخابات النيابية الأخيرة إلى آخر القائمة التي تطول…

اقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (21): في خصوصية أبناء بعلبك – الهرمل

 فهل بدأ الإفلاس والجوع يعود بأهل المنطقة إلى مرحلة ما قبل وجود حزب الله؟ وهل سيتمكن حزب الله من استيعاب تداعيات توقف الدعم المادي للناس التي تعوَّد أكثرهم على الميل حيث تميل المصلحة والمنفعة؟

وهل بدأ الصدام المباشر وغير المباشر بين العائلات وبين قيادة الحزب في البقاع كنتيجة من نتائج الإرهاق المالي الذي خلَّفته العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة؟  أم سيجتاز حزب الله الأزمة باستيعاب الناس بالأخلاق حيث ورد في حديث الإمام الصادق عليه السلام قوله: “إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم”…

السابق
ابنة الـ 14 عاماً.. «استُغلَّت جنسياً»
التالي
أهالي الجنوب يطالبون بمنع خروقات الطائرات الإسرائيلية للأجواء قبل تحرير الجليل