المطلوب الأول في الأرجنتين يقيم في الضاحية الجنوبية؟!

عائلات مع صور لضحايا الهجوم على مركز أميا في الأرجنتين

أصبحت الأرجنتين يوم الجمعة الماضي، أول دولة في أميركا اللاتينية تدرج حزب الله ضمن قائمة التنظيمات الإرهابية. وبدعم أميركي مباشر، قام الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري وفريق الأمن القومي التابع له، بما كان يُعتبر ذات يوم مستحيلاً سياسياً في أميركا اللاتينية، وجعله ممكناً من الناحية السياسية، بعد 25 عاماً على تفجير “آميا” ( مبنى الجمعية التعاضدية اليهودية الأرجنتينية) في بوينس آيرس، الذي أسفر عن مقتل 85 شخصاً وإصابة المئات.

الوحدة 910
تعمل إدارة ماكري منذ ستة أشهر على سلسلة من الإجراءات لإضافة أدوات جديدة لمكافحة الإرهاب الدولي، والهدف الأول سيكون الوحدة 910 التابعة لحزب الله، والمسؤولة عن تنفيذ عمليات في كل أنحاء العالم. وحسب السلطات الأميركية، فإن هذه الوحدة خططت لهجمات في بيرو وبوليفيا في عامي 2014 و 2015. كما أن هناك بعض العناصر مرتبطون، في الواقع، بهجوم “آميا” عام 1994 في الأرجنتين.

وقد رصدت وزارة الخارجية الأميركية، قبل أيام، مكافأة مالية قيمتها تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل معلومات عن القيادي بحزب الله، سلمان رؤوف سلمان، تؤدي إلى تحديد هويته. وفي هذا الإطار، يكشف معهد “غيتستون للدراسات” الأميركي، أن سلمان الذي أعد الجوانب التشغيلية لهجوم “آميا” يعيش حالياً في الضاحية الجنوبية لبيروت. كما تشتبه السلطات البيروفية بأن سلمان هو المسؤول عن تشغيل عميل حزب الله محمد غالب همدر، الذي تم اعتقاله في العاصمة البيروفية ليما عام 2014، بتهمة التخطيط للقيام بعمل إرهابي. ووفقاً لمسؤولي مكافحة الإرهاب في البيرو، اتصل همدر بسلمان بواسطة شخصيّن مقربين من الحزب، خوسيه ماريو سالاديني الملقب بـ “حسين علي” وعلي عباس شاهين، اللذين سافرا من وإلى بيرو بين عامي 2008 إلى 2013، عبر تشيلي وبوليفيا.

معلومات جديدة
ضجّت وسائل الإعلام الأرجنتينية الأسبوع الماضي بخبر إدراج الحزب على قائمة الإرهاب، وقد خصصت صحيفة “كلارين” الأرجنتينية اليومية، تحقيقاً عن ملابسات القضية، أشارت فيه أن سلمان رؤوف سلمان تزوج من الأرجنتينية سيلفينا سين، شقيقة كارينا سين، التي عملت كسكرتيرة لمحسن رباني، الملحق الثقافي بالسفارة الإيرانية في بوينس آيرس حتى عام 1997، والمتهمة من قبل وزارة العدل الأرجنتينية بأنها واحدة من منظمي هجوم “آميا”.

تعيش سيلفينا، حسب الصحيفة، حالياً في لبنان، ووفقًا لتقارير المخابرات الصادرة عن أجهزة أجنبية ومعلومات من وزارة العدل الأرجنتينية، فإن سلمان كان هو المخطط لهجوم “آميا”. وكان مسؤولاً عن الإشراف على شراء سيارة “رينو ترافيك” بيضاء، التي تم استخدامها في الهجوم، كما رافق السائق الانتحاري، إبراهيم بيرو، في جولة استطلاعية قبل الهجوم، من حيث تم ركن السيارة إلى مقر آميا في شارع باستور 933. وفي 18 تموز 1994، قبل أقل من ساعتين من وقوع الإنفجار، هرب سلمان من الأرجنتين. مستقلاً رحلة تجارية من مطار “خورخي نيوبري” في بوينس آيرس إلى مدينة “فوز دو إيغواسو” الحدودية البرازيلة، ومن هناك أكمل رحلته إلى لبنان.

البرازيل والباراغواي
بعد الخطوة الأرجنتينية، من المتوقع الإعلان، بضغط أميركي، عن إعادة إطلاق القيادة الثلاثية لمنطقة الحدود الثلاثية، التي كانت تُعرف سابقاً باسم مجموعة 3 + 1، بين الأرجنتين والبرازيل وباراغواي والولايات المتحدة، ويأتي هذا في سياق الحد من نفوذ الحزب، الذي يعمل بحرية في مدينة ساو باولو البرازيلية، عبر الشيخ بلال محسن وهبي، المُدرج على القائمة السوداء لوزارة الخزانة الأميركية منذ عام 2010، والذي يعتمد على مجتمعات المهاجرين لاستقطاب مؤيدين.

كما ستقوم الإدارة الأميركية بالضغط على الباراغواي، خصوصاً وأن هناك اعتقاداً أميركياً سائداً، أن الرئيس الباراغواني ماريو عبدو بينيتز، أُتيحت له العديد من الفرص لمعالجة وجود الحزب على حدوده. وعلى الرغم من اعتباره الجريمة المنظمة تهديداً لبلده، وإعادة تنشيطه الحرب ضد الاتجار بالمخدرات، فإنه لم ينطق بكلمة “حزب الله” مرة واحدة.

ارتياح أميركي- إسرائيلي
أثار قرار ماكري ارتياح إسرائيل، التي وصفته بأنه يقود أميركا اللاتينية في الحرب العالمية ضد الإرهاب. وتفترض التوقعات الأميركية أن هذا القرار سيمكن المسؤولين الأرجنتينيين في توقع تصرفات الحزب من خلال التواصل مع أكثر من 57 دولة حول العالم بلغة مكافحة الإرهاب.

وكانت إيران رفضت سابقاً تسليم خمسة مسؤولين متهمين بالمشاركة في تفجيرات “آميا”. وقد تمكن هؤلاء خلال السنوات الماضية من السفر إلى 20 دولة من دون عقاب. لذلك، فإن الخارجية الأميركية تطمح من خلال القرارات الجديدة إلى تعاون الدول مع جهاز الإنتربول والأرجنتين في إلقاء القبض على هؤلاء الأفراد، وربما الضغط على الحكومة اللبنانية للحصول على معلومات عن المطلوب الأول في الأرجنتين حالياً، سلمان رؤوف سلمان.

اقرأ أيضاً: إيران: المخدرات، الكحول، العري، الإحـتجاج الجديد لشبيبة إيران

السابق
ضائقة إيران وحرب المضائق
التالي
الحريري يضغط في اتجاه تسوية تُبعد كأس «البساتين» عن الحكومة..ولقاء قريب يجمعه بباسيل