عبد اللهيان إلى بيروت وما هي الرسالة «الإيجابية» التي أبلغها لبري ونصرالله؟

قبل أسبوع زار المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش ايران وعقد اجتماعاً مطولاً حول لبنان مع مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني حسين امير عبد اللهيان، واللافت أن هذه الزيارة ترافقت مع الأجواء السلبية التي أحاطت في ملف المفاوضات اللبنانية – الإسرائيلية حول ترسيم الحدود.
ولا يخفى أن المناخات الايجابية التي ترددت نقلاً عن أوساط رسمية ومنها مصادر الرئيس نهاية الشهر المنصرم، من أن تقدما وتطورات إيجابية بشأن انطلاق هذه المفاوضات، برعاية الأمم المتحدة وواشنطن، ما لبثت أن تراجعت، على إيقاع العلاقة الاميركية – الايرانية التي توترت.
بعد عودة يان كوبيش من طهران، التقى الثلاثاء الرئيس سعد الحريري، الذي ألمح خلال زيارة فرقاطة ايطالية في المرفأ، أن ثمة عودة للتحضير للمفاوضات حول ترسيم الحدود.

اقرأ أيضاً: بعد تطورات اليورانيوم.. أيّة رسائل تريد إيران تبليغها؟

وأمس استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في ساحة النجمة، مساعد رئيس مجلس الشورى الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في حضور سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بيروت محمد جلال فيروزنيا.
وعبد اللهيان بحسب مصادر متابعة، هو من يتولى الملف اللبناني في طهران، وفي الجانب المتصل بالعلاقات الدولية، لا سيما الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن، وكنا أشرنا في “جنوبية” خلال زيارة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان الى ايران ولقائه عبد اللهيان، إلى اعتراف دولي بدور محوري لطهران في بيروت.
فماذا تحمل زيارة عبد اللهيان الى بيروت؟ لا شك أن الملف الشائك والذي يتصل بمهمة عبد اللهيان، هو ملف المفاوضات على ترسيم الحدود، ولقائه الرئيس بري أمس، كان في جدول أعماله نقطة واحدة، هي مسألة المفاوضات مع إسرائيل، وتشير مصادر متابعة، إلى أن وصول عبد اللهيان إلى بيروت، هو مؤشر إيجابي للدفع نحو تحريك المفاوضات، لا سيما أن واشنطن كانت وجهت رسائل استياء الى الجانب اللبناني المتهم بنظرها بعرقلة عملية انطلاق المفاوضات مع إسرائيل. وإيران تستخدم ورقة المفاوضات هذه في لعبة المساومة مع واشنطن والاوروبيين، وما حضور عبد اللهيان الى بيروت، إلا محاولة إظهار أن ايران يمكن أن تلعب دوراً إيجابياً على هذا الصعيد، أما لو كانت الرسالة سلبية فلن تكون طهران من يرسلها مباشرة، بل الرسائل السلبية هذه غالباً ما يكون طرف لبناني من يباشرها.
ويرجح أن يكون عبد اللهيان التقى مساء أمس الأربعاء السيد حسن نصرالله، علماً أن مصادر متابعة رجحت أن عبد اللهيان ينقل رسالة إلى نصرالله وبري، مفادها التعامل إيجابياً مع ملف المفاوضات.
عبد اللهيان في بيروت ويرجح أن تتكرر في المرحلة المقبلة زياراته إلى بيروت، بعدما شعرت طهران كما المجتمع الدولي أن ثمة حاجة لأن تدخل ايران بشكل صريح في الملف اللبناني. وان تستخدم نفوذها لترتيب ملف الحدود وتثبيت الاستقرار بين لبنان وإسرائيل.
ملف الحدود ملف محتكر بين نصرالله وبري، وثمة توافق سياسي لبناني على أن يدير الرئيس بري هذا الملف مع الأطراف الدولية، فيما نصرالله يتابع هذه القضية من خلف ستار.

السابق
مصرف لبنان: يمكن استبدال العملة المختومة بعلم فلسطين من مصرف لبنان
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الخميس في 18 تموز 2019