ما هي رسالة خامنئي التي أوصلها نصرالله الى الاميركيين؟

احمد عياش

في الاطلالة المتلفزة الطويلة للامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله عشية الذكرى ال 13 لحرب تموز عام 2006 ،تعددت الرسائل التي وجهها نصرالله. فهل من بين هذه الرسائل ما يمكن إعتبارها الاهم؟
بالطبع ، إتجهت الانظار الى ما قاله نصرالله ردا على سؤال لمحاوره في قناة “المنار” التابعة ل”حزب الله” فسأل:”من سيعيد الثاني الى العصر الحجري:نحن أم إسرائيل؟”.وبدا الامين العام لهذا الحزب في هذا الموقف وغيره ،بحسب خبراء تحدثت اليهم “النهار”،ناطقا بإسم إيران.ويكفي هنا قراءة العنوان الرئيسي لصحيفة “كيهان” الناطقة بإسم المحافظين الايرانيين لمعرفة دقة هذا التوصيف للخبراء ،وجاء عنوان الصحيفة على النحو الاتي :نصرالله:أي حرب لن تكون “إسرائيل” محيّدة وإيران أول من تدمّرها “.
لا يستهين هؤلاء الخبراء ،بتأكيد نصرالله أن كل المنشآت والمرافق والوزارات والمصانع والمطارات الموجودة في المنطقة الممتدة من نتانيا إلى أشدود “تحت مرمى صواريخنا ونستطيع أن نطالها”، مشيرا إلى أن الحزب قادر على الوصول “إلى أبعد من إيلات”. وبدا مفهوما في هذا السياق تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتوجيه ضربة “مدمرة” إلى الحزب إذا ما هاجم إسرائيل. وذهب احد هؤلاء الخبراء الى القول :”يبدو ان النزاع الاميركي-الايراني ذاهب ليكون نزاعا بين إسرائيل وحزب الله”.وأوضح هذا الخبير فكرته هذه بالقول:”في صلب النزاع بين واشنطن وطهران ليس فقط الاتفاق النووي الذي إنسحبت منه إدارة الرئيس دونالد ترامب ، بل هناك الدور الخارجي للجمهورية الاسلامية والصواريخ بعيدة المدى.وهذا الدور والصواريخ يجسدهما حزب الله”.
في موازاة هذا التقييم، تقول اوساط خليجية على مستوى عال من الاطلاع ل”النهار” تسنى لها المتابعة الكاملة لمقابلة نصرالله ،ان الاخير بدا مخوّلا الافصاح عن معلومات تعود الى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي ،وذلك عندما صرّح نصرالله بأن إيران “لن تفاوض أميركا مباشرة” ، لافتا الى “حصول مساع دولية التي لم يقفل الايراني الابواب أمامها للوصول الى معالجة الوضع”. ولم يكتف نصرالله بهذا القدر ،بل كشف عن ان ادارة ترامب الحالية” تسعى الى فتح قنوات اتصال مع “حزب الله” وكلف وسطاء بذلك.” وتردد في هذا المجال ، ان ألمانيا ، هي قناة الاتصال التي قصدها نصرالله.
في زمن قرع طبول الحرب، صعد وزير خارجية أيران محمد جواد ظريف في عطلة نهاية الاسبوع الى الطائرة التي أقلته من طهران الى نيويورك للمشاركة في الاجتماع السنوي لكبار مسؤولي المجلس الاقتصادي الاجتماعي للأمم المتحدة.وهذه هي الزيارة الاولى لرئيس الديبلوماسية الايرانية الى الولايات المتحدة الاميركية بعد تصاعد النزاع بين البلديّن ،وشيوع أنباء حول إدراج إسم ظريف على لائحة العقوبات الاميركية.لكن هذه الاشاعة بددها سفر الوزير الايراني الى الامم المتحدة، مع تأشيرة دخول أميركية.
الموقف الايراني الرسمي ،الذي يطابق ما أعلنه نصرالله ،عبّر عنه في الساعات الماضية ، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي الذي نفى “ما اثير من اخبار حول ايران واميركا” ،فقال إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية “لا تتفاوض مع المسؤولين الأميركيين على أي مستوى. “ورداً على سؤال ،بشأن “مزاعم” اثيرت حول رسالة الولايات المتحدة إلى الروس للتفاوض مع إيران على مستوى وزراء الخارجية ، رفض موسوي هذا التصريح قائلا” : ليس لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية مفاوضات مع المسؤولين الأميركيين على جميع المستويات .”ولفتت احدى وكالات الانباء الايرانية الرسمية ،انه “خلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت بعض وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، عن احتمال إجراء حوار بوساطة روسية بين الولايات المتحدة وإيران ،وان هذه المفاوضات ستعقد بين وزراء الخارجية.”
لم تفت المراقبون الاشارة، الى ان الحديث عن الحوار بين طهران وواشنطن ، مصدره حاليا إيران ومن يلوذ بها ،كحال نصرالله.علما ان طهران تريد صياغة الذهاب الى المفاوضات ، عن طريق “الانتصارات” التي “يبشّر” بها الامين العام ل”حزب الله”. وفي هذا السياق اوردت صحيفة “الوفاق الايرانية الدولية” تعليقا على مقابلة نصرالله الاخيرة فكتبت تقول :”السيّد نصر الله خاض حربين وانتصر فيهما: الأولى ،عندما حرّرت المقاومة بزعامة “حزب الله” الجنوب عام 2000، وأنهت الاحتلال لإسرائيلي، بعد إذلاله وإدماء أنفه. والثانية ، عندما تجرّأ هذا العدو على شن العدوان على لبنان عام 2006، ودفع ثمناً باهظاً أبرز عناصره انهيار الثّقة بجيشه الذي قيل أنّه لا يهزم. ولا نعتقد أن الانتصار الثالث بات بعيداً، خاصّةً إذا اندلعت شرارة الحرب في المِنطقة بتحريضٍ إسرائيليٍّ.. والله أعلم.”
يبقى القول ،ان نصرالله في مواقفه الاخيرة ،أكد مجددا انه صوت طهران الناطق باللغة العربية.أما لبنان ،الذي ينطلق منه هذا الصوت، فهو بلد بلا صوت يعبّر عن مصالحه!

اقرأ أيضاً: النازحون السوريون وحذاء الاسد!

السابق
قوى الامن: توقيف شخص في صيدا يتقاضى مبالغ مالية لتأمين تأشيرات سفر
التالي
صحيفة صينية سربت التصميم الجديد المرتقب لآيفون 11