انتقادات حادة للرئيس الفرنسي لتشبيهه الأساتذة المضربين بـ «محتجزي الرهائن»

ماكرون

تعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لانتقادات حادة بسبب مقارنته للأساتذة المضربين بـ “محتجزي الرهائن”، على خلفية عرقلتهم نتائج الامتحانات احتجاجا على نظام إصلاح التعليم الجديد في البلاد. وقال ماكرون ليلة الأحد إن الأساتذة “لا يمكنهم أخذ التلاميذ وأسرهم كرهائن” خلال إضرابهم.

وتحول الإضراب بين الأساتذة ووزارة التربية والتعليم إلى صراع حقيقي بعد أن رفض العديد من أساتذة التعليم الثانوي نشر نتائج امتحانات طلابهم في خطوة أرادوا من خلالها الأساتذة الضغط على الحكومة وفرض إعادة فتح المفاوضات حول نظام إصلاح التعليم الثانوي.

ومن المقرر أن يضع الإصلاح الجديد حدا للشعب التقليدية الخاصة بالتعليم الثانوي وهي العلوم والاقتصاد والآداب حيث سيركز على تطوير المزيد من الاختيارات الشخصية في صفوف التعليم، وحذر الأساتذة من كثافة البرامج الجديدة، وهو ما قد يزيد من خطر فشل الطلاب في منتصف الدراسة الثانوية.

كما حذر الأساتذة من أنّ النظام الجديد سيؤدي إلى اختيار بعض التخصصات على حساب تخصصات أخرى، مما سيؤدي إلى اكتظاظ بعض الفصول، وهذا سيعمل بدوره على خلق عدم مساواة بين الطلاب في مختلف المدارس نظرا لاختلاف الميزانيات والموارد من مدرسة إلى أخرى.

وسبب الإضراب الذي انطلق الأسبوع الماضي هو قرار وزير التعليم جان ميشيل بلانكيه بأخذ النتائج السنوية الإجمالية للطلبة بعين الاعتبار لحساب معدل الطالب في امتحان الثانوية الفرنسية. وقد جرت العادة أن يحقق الطالب في امتحان الثانوية العامة معدل 10 في المتوسط، دون حساب النتائج الدراسية السابقة خلال مرحلة التعليم الثانوي.

وقد عارض أساتذة التعليم الثانوي قرار بلانكيه الذي يرمي إلى تغيير مبدأ امتحان الباكالوريا بحجة أنه يقضي على مبدأ المساواة في الامتحان. وأوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأحد أنه يحترم آراء الجميع ويحترم حرية النقابات، ولكن لا يمكن للأساتذة أخذ الطلبة وعائلاتهم كرهائن، مضيفا أن وزير التربية والتعليم جان ميشيل بلانكيه كان لديه “رد فعل جيد” عندما اتخذ قرار إصلاح نظام الباكالوريا.

الكثير من المعلمين والمختصين في التعليم انتقدوا تصريحات ماكرون حيث اعتبر الأمين العام للاتحاد الفرنسي لأساتذة التعليم الثانوي فريديريك روليت أن تعليقات الرئيس “في غير محلها”. وعبّر عدد كبير من الأساتذة عن غضبهم من تصريحات الرئيس على مواقع التواصل الاجتماعي حيث أشار البعض إلى أن المقارنة التي استخدمها ماكرون وتشبيهه للأساتذة بـ “محتجزي الرهائن” فيها نوع من المبالغة وغرّد أحد الأساتذة، وهو أحد الناجين من الاعتداء الإرهابي الذي استهدف مسرح “باتاكلان” في العاصمة باريس في الـ 13 نوفمبر-تشرين الثاني للعام 2015 على تويتر قائلا: “السيد ماكرون، أنا أحد الناجين من هجوم باتاكلان، وأنا أحد الأساتذة المضربين الذين يحجبون نتائج ومقالات البكالوريا”، مضيفا: “استخدامك لعبارة محتجزي الرهائن لوصف هذا الإضراب يصدم ويؤذيني”، ودعا الرئيس للاعتذار.

للتذكير خلفت هجمات “باتاكلان” التي وقعت في نوفمبر-تشرين الثاني في العاصمة الفرنسية 131 قتيلا بعد أن دخل إرهابيون خلال حفل موسيقي وبدأوا في إطلاق النار على الحضور.

اقرأ أيضاً: سنديانة ماكرون وترامب التي زرعاها في البيت الأبيض ماتت

السابق
قطاع إشتراكات الكهرباء في لبنان أقوى من الدولة
التالي
وليد جنبلاط ينتظر على ضفة النهر