عقدة التراند في «أنا هيك» توقع نيشان بالمحظور

نيشان
لطالما شكلّت برامج الإعلامي اللبناني نيشان ديرهاروتيونان منذ انطلاقته عبر قناة "الجديد" علامة تميز قادته إلى كبرى الشاشات الفضائية العربية MBC حيث لاقى نيشان الترحيب وخطّ حضوراً قوياً للبرامج الحوارية الفنية.

ولا شك أنه استطاع الوصول إلى لقاءات مهمة يمكن وصفها التاريخية مع بعض الفنانين التي شكلت لهم أرشيفاً بصرياً قبل الرحيل مثل وردة وصباح وملحم بركات ونور الشريف وغيرهم.

في الموسم السابق أطلّ نيشان من خلال قناة الجديد البيت الأول، عبر برنامج وصف بـ”الاجتماعي” لكنّه تجاوز حدود طرح قضايا اجتماعية بعينها إلى نموذج برامج “one man show” من خلال تصدير نماذج من المجتمع على أنهم أبطال لحالات وقصص وظواهر خارقة في منطقة الشرق الأوسط. وهنا تحوّل برنامج نيشان “أنا هيك” إلى ساحة تفاعل على السوشال ميديا بحثاً كما كل البرامج الحالية عن تريند يتصدر قائمة التفاعل خلال العرض.

اقرأ أيضاً: البرامج الفضائحية موضة العصر

وجاء الخلل الأكبر في البرنامج من خلال تصدير الحالة كظاهرة لها الحق في الدفاع عن نفسها حتى الأخير دون مقاربة نفسية أو اجتماعية لهذه الظاهرة، وإن كان نيشان تجنّب الوقوع في فخ “التنمر” الذائع الصيت هذه الأيام، إلا أنه بالمقابل افتقد حالة مقاربة الموضوع من عدة زوايا في معظم حلقات الموسم.

وهذا لا يعني عدم صوابية الظواهر أو أحقيتها في التحدث أو التعبير عن نفسها، لكنه أسس بالمقابل لصدامية خفية تعني للجمهور المعارض، أن عليكم التقبل كما هي الحالة الآن أو استمرارية الرفض مع عدم المواربة لحلول وسطى يمكن من خلالها تفنيد الحالات أكثر أو فتح زاوية يمكن من خلالها أن يتقبل الجمهور هذه الظاهرة ويمتص غضبه تجاهها.

وبحثاً عن “الترند” تحول البرنامج في بعض حلقاته إلى مترهّل بسبب عدم وجود نسق معين يمكن من خلاله توقع مضمون الحلقات القادمة خاصة مع استضافة كادر مسلسل “خمسة ونص” للحديث عن عمل درامي في سياق برنامج اجتماعي جدلي.

 وفي الحلقة الأخيرة التي بثت مساء أمس أعاد نيشان استقبال ضيوف مروا على البرنامج سابقاً وشكلو “ترند” على مواقع التواصل ليستطلع حالتهم بعد الظهور لأول مرة، وما الذي تغيّر في مجتمعهم على صعيد التقبل أو فتح مجال لنقاش كان عقيماً سابقاً، وإذا ما أردنا تحكيم ذلك نفسياً بالاختبارات القبلية والبعدية فإن نيشان وضع نفسه في مأزق خطير من الناحية الموضوعية فلم ينجح في أن يكون وسطياً لتحقيق التوازن، ولم يخرج من عباءة الإعلام ليختص في مجال الإرشاد النفسي ويكون في إطار تقديم برنامج استشارات نفسية على شاشة تلفزيونية.

اقرأ أيضاً: برامج «التوك شو» في لبنان: ماذا بعد؟!

فكيف إذا عرف الجمهور أن البرنامج يخضع لـ”فلترة” في قسم المونتاج بالقناة، فتحذف التعليقات والتغريدات السلبية المرسلة أثناء الحلقة ما يعني اقتصار عرض الآراء الإيجابية والداعمة، فإن كانت الظواهر التي استضافها نيشان تمثل قضايا جوهرية علينا كمجتمع عربي نقاشها جدياً دون خجل أو تهرب، لأن البرنامج في موسمه الأول لم يساهم في ذلك بقدر بحثه عن “الترند” الذي بات مبطلاً لمفعول أي أثر إعلامي حقيقي!

السابق
عن المخالفات التي كانت تحصل وما زالت في مستشفى صيدا الحكومي
التالي
سبع منظمات غير حكومية تطالب الحكومة ومجلس النواب بالشفافية والتشاركية في إعداد الموازنة