خامنئي يعلن الانتصار الالهي كما انتصر نصرالله في تموز 2006

اميركا
خطأ ترامب وصقور إدارته يكمن في إعتقادهم الواهم بأنه بالإمكان إسقاط النظام الإيراني أو دفعه إلى الإستسلام من خلال محاصرته إقتصاديا" وديبلوماسيا" وإستخدام التناقضات داخل إيران بين شيعي وغير شيعي وبين فارسي وغير فارسي ومن خلال الأعتماد على قوى معارضة أمثال "مجاهدي خلق" كما من خلال التحشيد العسكري دون إستخدام القوة.

خطأ ترامب وصقور إدارته يكمن في إعتقادهم الواهم بأنه بالإمكان إسقاط النظام الإيراني أو دفعه إلى الإستسلام من خلال محاصرته إقتصاديا” وديبلوماسيا” وإستخدام التناقضات داخل إيران بين شيعي وغير شيعي وبين فارسي وغير فارسي ومن خلال الأعتماد على قوى معارضة أمثال “مجاهدي خلق” كما من خلال التحشيد العسكري دون إستخدام القوة.
والحقيقة أن قراءتهم للواقع الإيراني سطحية وواهمة إذ أن الجمهورية الإسلامية في إيران تتمتع بعناصر قوة أهمها :
في واقع الحال، تبدو هذه الإستراتيجية عاجزة عن تحقيق أهدافها، لأن الجمهورية الإسلامية في إيران تتمتع بعدد وافر من عناصر القوة :
1- لها خبرة طويلة (نحو 40 سنة) في العيش تحت نظام العقوبات وهي بالتالي تحسن التخفيف من وطأتها.
2- لها إرث الأمبراطورية الفارسية في الدهاء السياسي والديبلوماسي والتفاوضي، مما يمكنها من إستغلال التناقضات بين الدول والكيانات والأشخاص لصالحها.
3- تحسن لعب الشطرنج (الفارسية بالأصل) حيث تخطط لخطوات عدة في مسار تطورات غالبا” ما تكون مبادرة فيها. كما تحسن تحديد الأثمان كتجار البازار الإيراني.
4- تتسم بصفة المثابرة في العمل والبال الطويل في مسار تحقيق أهدافها، صفة متأتية من المخزون الثقافي التاريخي الإيراني في حياكة السجاد.
5- تتقن العمل العسكري والإستخباراتي.

اقرأ أيضاً: أسباب موضوعية أدت إلى تأجيل الرد العسكري الأميركي على إيران..!

6- تستفيد من تناقضات عدد وافر من الدول والأطراف مع أميركا-ترامب والتي بالطبع لها مصلحة في أن لا ينجح ترامب في خطته كي لا يستقوي عليها.
7- تستفيد من الحالة الكربلائية السائدة في أوساط واسعة من الشيعة في إيران وبلدان
المنطقة، وهي تغذيها.
كما تستفيد من بعض الإسلاميين السنة مثل الجهاد الإسلامي الفلسطيني وحركة حماس.
وذلك بمقابل إرادة أميركية في عدم خسارة جندي واحد في أية مواجهة.
8- فيلق القدس المسؤول عن تصدير الثورة في الحرس الثوري يشكل ذراعها العسكري والأمني في المنطقة تواجه، من خلال الميليشيات المنضوية في إطاره، الأخطار التي تحدق بها دون أن تضطر في أغلب الأحيان إلى المواجهة المباشرة. فيلق القدس متواجد في لبنان، فلسطين، العراق، سوريا والخليج (في اليمن بشكل رئيسي).
9- تستفيد من كون أن السلطة متمركزة في يد الولي الفقيه (الخامينئي) في إطار ديمقراطية وهمية تعطيه مرونة تكتية وقدرة على المناورة من خلال توهيم الخصم بتفسخات وصراعات داخل السلطة، كما أن تمركز السلطة هذا يسمح بإدارة المواجهة بدرجة عالية من الفعالية.
في المقابل، إتخاذ القرار في أميركا يخضع لعدد كبير من الضوابط في النظام السياسي الأميركي، مما يحد من عملية إتخاذ القرار كما أن عين الرئيس الأميركي تظل شاخصة على الناخب الأميركي غير الملم بضرورات السياسة الخارجية والمحدود إهتمامه بالأوضاع الإقتصادية والإجتماعية.
لذا، بات نجاح أميركا في مواجهتها للجمهورية الإسلامية في إيران مستبعدا”، حتى بعد إعادة إنتخاب ترامب إذا حصل هذا الأمر.
هذا هو المتوقع إلا إذا تدحرجت الأوضاع بعكس إرادة اللاعبين بالنار نحو حرب شاملة في المنطقة.
وبالإنتظار، يستعد الولي الفقيه الخامينئي إلى إعلان الإنتصار الإلاهي على الشيطان الأكبر كما أعلن السيد نصر الله في عام 2006 الإنتصار الإلاهي على الشيطان الأصغر.

السابق
شاهد كيف استقبلت كوريا الشمالية الرئيس الصيني في أول زيارة منذ 14 عاماً
التالي
وزير الدفاع الأميركي الجديد.. حليف ترامب الذي حارب في الخليج