الراعي تابع مع وفد اتحاد المعوقين موضوع دفع مستحقاتهم وزير المهجرين: أصبحنا جاهزين لعرض خطتنا على مجلس الوزراء

الراعي ووفد اتحاد المعوقين

استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر أمس، في الصرح البطريركي في بكركي، وفداً من الإتحاد الوطني لشؤون المعوقين ضم ممثلين عن 102 جمعية تهتم بذوي الإحتياجات الخاصة في لبنان، في زيارة عرض خلالها الوفد “للضائقة الخانقة التي تعاني منها هذه الجمعيات بسبب تقاعص الدولة عن دفع ما يتوجب عليها حيال هذه المؤسسات لتتابع رسالتها في خدمة المواطنين من كافة الطوائف ومن دون استثناء”.

وأعرب اعضاء الوفد عن قلقهم الكبير، مشيرين الى انه “حتى اليوم لم يتم توقيع عقودهم مع الدولة”، لافتين الى ان “استمرار الأمور على ما هي عليه من عدم دفع المستحقات سيؤدي حتما الى اقفال هذه الجمعيات التي لم يعد باستطاعتها التحمل لا سيما وان الدولة لا تغطي سوى 30% من القيمة المادية التي تنفقها هذه الجمعيات للعناية بذوي الإحتياجات الخاصة والبالغ عددهم زهاء 8,900 تلميذ من مختلف البلدات والطوائف”.

وشددوا على ان هذه المؤسسات “ليست بجمعيات وهمية كما صرحت الدولة”، مناشدين الدولة “من هذا الصرح الوطني الحاضن، ان تكشف عن الجمعيات الوهمية وتنزل بها العقوبات، ولكن في المقابل يتوجب عليها القيام بواجباتها حيالنا فنحن نقوم بدورها ونقدم الخدمات الإنسانية والتعليمية لمن يفترض ان يكونوا تحت رعايتها. فهل هذه هي مكافأتنا لأننا نهتم بأبناء واخوة واهل لنا قست عليهم الطبيعة واليوم تقسو عليهم دولتهم؟”.

وأكدوا انه “نتيجة لما اعلنته الدولة عن وجود جمعيات وهمية فقد عدد كبير من الناس ثقتهم ببعض من جمعياتنا ما اثر سلبا على عملنا من الناحيتين المادية والمعنوية وألحق الضرر بمؤسساتنا وبتنا نخاف من وجود سياسة مخفية تعمل لإلغائنا”، مشيرين الى انه “بتعطيل عملنا لن يقع الضرر على تلامذتنا الذين سيفقدون العناية وحسب وانما ايضا على اهلهم، الذين ستواجههم عقبات كثيرة في طريق تقديم العناية المتخصصة لأولادهم”.

وأوضحوا أنهم يطالبون الدولة بإعفائهم من “الرسوم التي لم نتأخر يوما عن دفعها من ضمان وفواتير كهرباء وماء وغيرها الى حين تسديدها لمستحقاتنا”، مؤكدين ان “المساعدات الدولية توقفت بصورة شبه نهائية لأنها توزعت على النازحين السوريين في بلدنا ولم يعد احد من المجتمع الدولي يهتم بنا”.

عطاالله 
بعد ذلك، التقى الراعي وزير المهجرين غسان عطاالله الذي قال على الاثر: “تشرفت اليوم بلقاء سيدنا لاخذ بركته بعد الانتهاء من الخطة التي وضعتها الوزارة، وكما وعدناه، اتينا اليوم لنعرضها بالتفاصيل ولنرى اذا ما كان لديه اية نصائح او اقتراحات يريد زيادتها على هذه الخطة”.

أضاف: “استكمالا للزيارات التي نقوم بها على المرجعيات والفاعليات، عرضنا اليوم لغبطته هذه الخطة بالطريقة الممنهجة والعلمية التي ستعمل بها الوزارة، من اجل اقفال الوزارة في الفترة الزمنية التي التزمنا بها في البيان الوزاري، وهي على مدى ثلاث سنوات. كما شرحنا له تفصيليا من اين سنبدأ وما هي الاولويات والمعايير والضوابط التي ستلتزم بها كي لا يكون هناك اي استنسابية في معالجة اي ملف، مع الحرص الشديد على حقوق الناس الذين ينتظرون منذ 25 سنة ان يستوفوا حقوقهم من وزارة المهجرين. وقد بارك سيدنا هذه الخطة واعتبر انها المرة الاولى التي توضع فيها خطة علمية بهذا الشكل، والان اصبح بإمكاننا البدء والقول للناس اننا اصبحنا جاهزين لعرضها على مجلس الوزراء”.

وتابع: “لا اعتقد ان الخطة ستواجه اية عراقيل، بل بالعكس، التزمنا الضوابط كي لا نخرج عنها وسيكون هناك شفافية ووضوح في التعاطي مع الملفات، ولكن اليوم، تأمين المبلغ المالي المطلوب لاقفال هذه الوزارة سيكون عليه بعض الاسئلة، لان هناك اناسا يعتقدون ان المبلغ يجب ان يكون اقل او اكثر، او لماذا بعد كل هذه السنوات لا تزال هناك ملفات. نحن شرحنا بالتفاصيل كل هذه الامور في الخطة، لكن الاكيد انه ستكون هناك اسئلة حول المبلغ المالي وكيفية تأمينه وخصوصا في هذه الظروف، ونحن مراعاة منا لوضع البلد والحالة الاقتصادية قسمنا المبلغ على ثلاث سنوات وسنكون متعاونين الى اقصى الدرجات في تأمينه”.

وأردف: “الموازنة رصدت جزءا صغيرا من المبلغ، اقل من 10% من المبلغ المطلوب، ونعتبر ان هذا أفضل من عدم وجود اي مبلغ في الصندوق، ومن خلال هذا المبلغ، بدأنا بتحضير الجداول للناس التي لها حقوق في الوزارة والتي هي من الاولويات اي بنود الاخلاءات ومصادرة المنازل او الناس الذين لم يقبضوا مرة واحدة منذ 20 سنة، ونحن بصدد تحضير الجداول كي يبدأوا بالقبض”.

وعن كيفية تأمين المبلغ اللازم، قال: “سنأخذه على ثلاث سنوات، والتصور الذي يتم الحديث عنه بأنه سيكون سلفة من المصارف من خلال مصرف لبنان اي سلفة للدولة اللبنانية بفائدة بسيطة جدا وعلى فترة طويلة، ونأمل ان نصل الى هذه النتيجة في اسرع وقت ممكن”.

لجنة تحريج بشري 
ثم التقى الراعي وفدا من “هيئة الحفاظ على البيئة – لجنة التحريج في بشري”، يرافقه راعي ابرشية المكسيك المارونية المطران جورج ابي يونس، وتسلم من الوفد دعوة لمباركة مشروع تشجير عشرات الالاف من شجر الارز لربط تنورين ببشري، تقدمة من مؤسسة الفريدو حرب حلو في المكسيك والتي ستتم في الصرح البطريركي في الديمان، في تموز المقبل”.

وأشار الوفد الى أن “مثل هذا المشروع سيعيد الى لبنان نضارته وهو الذي عرف في العالم بلبنان الأخضر، وببركة غبطته وتشجيعه سيتم غرس الالاف من اشجار الأرز لتربط تنورين بمنطقة بشري”، لافتا الى أن “مؤسسة الفريدو حرب تهتم بالمشروع بالتعاون مع البلديات التي ستعتني بهذه الأشجار التي لا تمنح جبالنا منظرا خلابا وحسب وانما لها دور كبير وفعال في حماية التربة من الإنزلاق وحبس مياه الثلوج في باطن الأرض”.

ياسين 
وظهراً، استقبل الراعي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والتنمية وائل خليل ياسين، الذي عرض للمشاريع ولخطة العمل التي يتبناها المركز لربط لبنان بالمشروع الصيني “الحزام والطريق”.

وأكد ياسين “اهمية الإستماع الى رأي غبطته الذي سلط الضوء على عدد من النقاط المهمة التي من شأنها تفعيل عجلة الدورة الإقتصادية في البلد من اسكان وتوفير فرص عمل وغيرها”. وقال: “نحن نسعى ونعمل لأن يعود لبنان رائدا في المنطقة في المجال الإقتصادي والثقافي ومنصة لإطلاق حوار الحضارات والتبادل الثقافي، وان يكون مركزيا للاتصال الوطني والإقليمي. كما اننا سنبقى على تواصل مستمر مع غبطته لإطلاعه على الخطوات الجديدة التي نأمل ان تكون ناجحة”. 

اقرأ أيضاً: وائل ياسين يعرض للراعي «ربط لبنان بالمشروع الصيني»

السابق
السلطات السورية تفرج عن عنصري أمن الدولة بعدما احتجزتهما 4 ايام في سوريا
التالي
الرياشي نقل الى الرئيس عون رسالة من جعجع