نجوم سوريا يُهاجَمون ويُعزَلون بسبب سياسات النظام!

حاتم علي
ما زالت الإطلالات الإعلامية للفنانين السوريين مرهونة بالساحة السياسية وسط مشهد معقد يفرض نفسه على أدق تفاصيل العملية الفنية، ما ينسحب بدوره على الإعلام حين يجنّد الفنانين لصالح مواقف سياسية واصطفافات تخسر الفنان من رصيده الشعبي وتؤطره في خانة معينة يفقد فيها رسالته الفنية الموجهة للجهمور بالعموم.

طالعنا في الأيام القليلة الفائتة قرار وزارة الإعلام السورية في منع الفنانة أمل عرفة من الظهور على الشاشات الرسمية، وهذا ليس بالجديد ضمن الوسط الإعلامي الذي منع الحديث عن أي فنان معارض خارج سوريا تجرأ بتقديم مواقف معارضة للسلطة. لكن القبضة الأمنية المتوسعة باتت تلاحق فنانين مقيمين في الداخل فضلاً عن كونهم من نجوم الصف الأول حيث يحظون بقاعدة جماهيرية ويمتلكون رصيدا فنيا لسنوات طويلة، فهم ليسوا بحاجة لتصدير مواقف علنية خلال سنوات الحرب لكسب شهرة زائدة.

وأكدت أمل عرفة اعتزالها الفن والتمثيل أن هذا القرار “آخر كلام عندها”. كما نوّهت بأنها تشعر بـ”القرف” النهائي مما يحدث.

اقرأ أيضاً: عن ثنائية الحسناء اللبنانية و«البطل السوري» في الدراما العربية المشتركة

وكانت امل قد قدمت “رسالة اعتذار”، أكدت أن هدف مشهد كونتاك كان “الإشارة إلى بعض من تلاعب بدماء السوريين عن طريق تزييف الحقائق وليس التعميم”، بحسب تعبيرها. إلا أن الأمر لم ينته هنا، إذ شن الموالون للنظام حربا أخرى عليها، وقالوا إنها اعتذرت ممن أسموهم “إرهابيين”.

فقبل أمل، مُنع الحديث عن فنانين كثر كجمال سليمان وحاتم علي وباسل خياط، ومنع التلفزيون الرسمي إجراء مقابلات معهم أو عرض مسلسلات شاركوا فيها على الشاشات المحلية، مع تجنب توجيه شكر لهم أو ذكر اسمهم حتى في البرامج الحوارية.

تفصيل الفن وفق هذه العقلية الأمنية، قسم الفنانين إلى ثلاثة أطياف، الأولى تمثلت بفئة مطبلة للنظام استفادت من الظهور الإعلامي المتكرر لتبني لنفسها جمهور تحزب خلف مواقفها وعدها بـ”الوطنية” نسبة لموقفها السياسي الموالي لرأيه، والثانية تمثلت بالفئة الرمادية التي صمتت عن إعطاء رأيها لكن دون رفع السقف بل المحاولة على كسب رضا جميع الأطراف والحفاظ على علاقة طيبة مع السلطة تحت مبدأ الإجبار. أما الفئة الثالثة فكانت المعارضة التي ضحت بوجودها داخل سوريا حتى تقدم من خارج الحدود وجهة نظرها في قدرة الفن على النهوض بحرية الشعوب ومواجهة الاستبداد.

اقرأ أيضاً: «دقيقة صمت»… تأكيد على قوة الفاسدين

لكن محاولة النظام السعي لفرض هيمنته الإعلامية ولا سيما على الداخل دفع بفنانين جدد للوقوع في فخ الحصار الأمني لإعادة تقديم صكوك الوطنية أمام الجمهور وعبر وسائل الإعلام الحكومية، فلم تكن أمل عرفة الأولى وليست الأخيرة التي تشن حرب إعلامية ضدها من طرفي النزاع ليكون الفن هو الخاسر الأول والأخير لنجوم كسبوا قلوب الناس بإبداعهم وليس بآرائهم السياسية.

السابق
عار تربوي في أوّل يوم امتحانات!
التالي
نوفل ضو: أهكذا تستعد الحكومة اللبنانية لموسم سياحي واعد؟