هذا ما جرى لي يوم استحقاق شهادة السرتفيكا

الامتحانات الرسمية
خاطرة نشرها صباح اليوم المربي الأستاذ محمد زرقط على حسابه الفيسبوكي، نعيد نشرها لما توفره من نصيحة للتلامذة المتوجهين للامتحانات الرسمية ولأولياء أمورهم، رغم ان الخاطرة هذه، تتجاوز في أبعادها النصيحة، الى ملامسة الذاكرة المدرسية في زمن "ماضٍ لا يمضي".

اليوم في البلد استحقاق
اليوم، اول يوم في الامتحانات الرسمية. واظن الان في هذه الهنيهة ربما لو توفر جهاز لقياس المشاعر لسجل اعلى نسبة توتر…
تحضرني بالمناسبة حادثة تنم عن فطنة ليس من زمن ابي بل من زمن جدي وربما قبل لا اعرف بالتحديد ساحكيها من باب نشر المعرفة والاعتراف بالجميل
في زماننا كانت اولى الشهادات الرسمية هي شهادة السرتفيكا ( تعادل اليوم الخامس الاساسي) وكان الامتحان في مدرسة غير المدرسة التي الفناها .. هي ابعد والمعلمون المراقبون من اماكن اخرى .. خوفونا منهم قبل ان نراهم “جديون وعليهم مهابة وصلابة ووجوههم لا تضحك للرغيف السخن”
وكان لزاما ان نكون في مركز الامتحان عند السابعة

اقرأ أيضاً: كيف تضمن نجاحك في الامتحانات الرسميّة؟

ما زلت لليوم اذكر حالتي حين افقت … كالمجنون حقا اذ رسبت في اول امتحان تجريبي اجريته لنفسي
لا في الحساب نجحت في استخراج جذر تربيعي لرقم خطر لي عشوائيا ولا في التاريخ عرفت كيف احافظ على التسلسل في اسباب الحروب الصليبية ولا نجحت في اختبار عد انهار لبنان وطول كل منها ولا عرفت اين يصب نهر الجوز…
كالمجنون كنت وصرت ادور والدموع تنفر من عيوني رغم ارادتي اذ ايقنت اني راسب لا محالة
احتارت امي ما تفعل وبدا الاحتقان في وجه ابي وكانا يتبادلان نظرات هي شجار مكتوم حادّ وخشن
واخير اهتديا الى طريقة .. لا بد من “رقوة ” فسحبتني امي الى غرفة خالتها التقية الورعة التي لم تتزوج، فصرفت كل اهتمامها صوب الدين .. رحبت بنا وضمتني الى صدرها وقرأت بضع ايات من القران ورفعت يديها بابتهال الى السماء ثم وشوشتني:
اريد منك ان تنتبه جيدا .. لقد احضرت لك بضع اوراق طرابين زيتون وهي من ثمار الجنة ولها ذخر عظيم واخذتها لعند الشيخ الزاهد ليقرأ عليها ايات تجعل الملائكة في صف من يحملها ضعها في جيبك الداخلي ولا تفرط بها او تحكي لاحد بشأنها فان فعلت انجحك الله وكنت من الاولين..

اقرأ أيضاً: فنون الغش الجديدة في الإمتحانات الرسمية

وهكذا فعلت رحت وانا ممسك ببضع اوراق وفي جيبي الداخلي مثلها وكنت الوذ بها كلما شعرت باضطراب
وطبعا نجحت …
اليوم اشعر اني في موسم التذكر وقد استفدت من الدرس قبلا حين مرّ اولادي بالتجربة واليوم وغداً دور الاحفاد.
كمعلم لا يتقاعد احمل همّ صغار تلامذتنا جميل ان نقوي عزائمهم وندعم نفسياتهم.

لم احك الحكاية لاشجع احدا على اقتباس التجربة وانما لاقول ان هذه اللحظات هي حاسمة اذ ينبغي تنفيس شحنة التوتر النفسي لمرشحينا ومدّهم بطاقة ايجابية كانت في زماني من وحي توليفة اوراق الزيتون، واظن لكل اهل طريقتهم في تقديم الدعم النفسي لأولادهم مع التمني بالنجاح للجميع.

السابق
عاش الضعف… تسقط القوّة
التالي
بالفيديو: أكبر شمسية في العالم فوق الكعبة