الهوية الجينية اللبنانية كما يريدها باسيل!

جبران باسيل
بالاقوال والافعال المتلاحقة؛ يريد جبران باسيل صياغة هوية لبنانية، ذات "بُعد جيني"، معادية للآخر، مشبعة بالتعبئة العنصرية ذات الخلفية الطائفية، نافثة للأحقاد، ونافية لكثير من القيم الانسانية..

حماية اليد العاملة اللبنانية -وفقا للقانون- شيء، والتحريض العنصري على أي عامل أجنبي، ولا سيما السوري، شيء مختلف تماماً، خصوصا أنه مشبع بغرضية سياسية وأحكام غير صحيحة.

أن يزعم باسيل دفاعه عن “اليد العاملة اللبنانية بوجه أي يد عاملة أخرى؛ سورية، فلسطينية، فرنسية، سعودية، إيرانية، أمريكية لأن اللبناني فوق الكل” (هكذا حرفيا- 8/6/2019) ليس فوقية مقيتة وحسب؛ وإنما تهديد لمصالح مئات آلاف اللبنانيين المنتشرين في العالم بقصد العمل؛ فلو طبقت الدول المضيفة، ولا سيما السعودية المبدأ نفسه (بالمناسبة؛ لا عمالة سعودية ولا إيرانية ولا أمريكية ولا فرنسية في لبنان) لطردت العاملين اللبنانيين لديها (أجورهم عشرات أضعاف العمال البسطاء من السوريين والفلسطينيين)، وعندها فليتفضل باسيل صاحب “قبل الكل” ليعوض على الناس.

اقرأ أيضاً: «النأي بالنفس» لا يسري على حزب الله!

الأغرب أن باسيل لا يكف عن تمنية اللبنانيين بالاستفادة من إعادة إعمار سوريا.. لكنه يريد طرد السوريين – وقد احتل بعض اللبنانيين أرضهم- ، وقتل حلمهم بالحرية بتسليمهم لبشار.. ثم يريد أن يشغل اللبنانيين في بلادهم..

وقاحة لا تنتبه إلى أن هؤلاء المستضعفين سيعودون محملين بالأحقاد، وسيستعيدون يوما زمام المبادرة .. وحينها لا يحق لباسيل وجماعته أن يشتكوا من عنصرية هم أشعلوها كالنار تحرق القلوب والافهام.

الوحش الذي يغذيه باسيل داخلنا مخيف إلى درجة أنه سيأكلنا قريباً؛ إن لم تُفعّل التوازنات اللبنانية الداخلية؛ المختلة على حساب أحد أهم مكوناتها؛ السنة؛ الذين لطالما صانوا الصيغة اللبنانية..على حسابهم إلى درجة طمع باسيل نفسه بتجويف الطائف “بالممارسة”، والرقص على جثة “السنية السياسية” المزعومة.

السابق
الجماعة الإسلامية تدين العنصرية ضد اللاجئين السوريين
التالي
هل تهدد إيران أميركا بمنظومة الدفاع الجوي «15 خرداد»؟