جبهة سياسية جديدة في لبنان: مواجهة الوصاية الإيرانية وحزب الله؟

تنشط بعض الشخصيات والتجمعات السياسية في لبنان لانشاء جبهة سياسية جديدة تحت عنوان: “مواجهة الوصاية الايرانية وحزب الله”، وتم اطلاق اسم اولي على هذه الجبهة هو: “لقاء البيت اللبناني”، وذلك تيمنا باسم كتاب للمؤرخ اللبناني كمال الصليبي: “بيت بمنازل كثيرة”.

وقالت مصادر سياسية مطلعة في بيروت: ان ابرز الذين ينشطون لتأسيس هذه الجبهة هما المستشار السابق لرئيس القوات اللبنانية الدكتور توفيق الهندي والقيادي السابق في حركة امل النائب والوزير السابق الدكتور محمد عبد الحميد بيضون ، وان هناك اتصالات مع شخصيات اخرى للانضمام الى هذه الجبهة، ولاطلاق وثيقة سياسية جديدة من اجل مواجهة الدور الايراني والميلشيات ودعم اتفاق الطائف.

فمن هي الشخصيات والاطراف التي قد تنضم للجبهة الجديدة؟ وماهي اهدافها الحقيقية؟ وهل تستطيع هذه الجبهة تجميع القوى السياسية المعارضة لحزب الله ودوره في لبنان ام انها ستنضم الى بقية التجمعات الناشطة في الاطار نفسه ويقتصر دورها على الجانب الاعلامي؟

اقرأ أيضاً: حزب الله لا يريد «المثالثة».. الأحادية التامة وبكامل سلاحها

طبيعة الجبهة الجديدة واهدافها

تشير المصادر السياسية المطلعة في بيروت وبعص الاوساط الاعلامية ان الجبهة الجديدة تسعى لضم اكبر عدد من الشخصيات والمجموعات المعارضة لحزب الله، وانها ستكون اطارا جبهويا يضم اللقاءات التي سبق ان تشكلت في السنوات الاخيرة تحت عنوان : استعادة السيادة اللبنانية ومواجهة الوصاية الايرانية ودور حزب الله والعمل لتطبيق اتفاق الطائف وحماية مؤسسات الدولة اللبنانية والتأكيد على علاقات لبنان العربية وقيام الدولة المدنية وحماية التجربة الديمقراطية اللبنانية ودعم القضية الفلسطينية.

وقد جرت اتصالات مع عدد من التجمعات واللقاءات السياسية ومنهم النائب السابق الدكتور فارس سعيد (المنسق السابق لقوى 14 اذاروالمشرف على لقاء سيدة الجبل)، والاعلامي نوفل ضو (منسق التجمع من اجل السيادة والذي يضم شخصيات اعلامية وناشطة في الشأن العام)، السفير السابق الدكتور رياض طبارة، رئيس بلدية بعلبك الاسبق المحامي غالب ياغي، اضافة لشخصيات اخرى متنوعة، لكن حتى كتابة هذه السطور لم تحسم هذه الشخصيات انضمامها للجبهة الجديدة والاتصالات واللقاءات الحوارية لا تزال مستمرة بين هذه القوى والشخصيات.

اما الرئيس السابق العماد ميشال سليمان فقد اوضحت مصادر قريبة منه انه يتمسك باللقاء الذي يرأسه باسم: لقاء الجمهورية، واستبعدت انضامه للجبهة الجديدة.

وقد اوضح الدكتور توفيق الهندي على صفحته على الفايسبوك ومن خلال تصريحات اعلامية الى انه يطمح لتشكيل ما يمكن تسميته: “لقاء قرنة شهوان لبناني”، وذلك تيمنا ﺑ “لقاء قرنة شهوان المسيحي” الذي رعاه البطريرك الراحل ما نصر الله صفير وتولى مواجهة الوجود السوري في لبنان ما بين العام 2000 والعام 2005.

هل تنجح الجبهة الجديدة؟

لكن هل ستنجح هذه الجبهة بتحقيق اهدافها؟ ام انها ستنضم الى بقية اللقاءات والمجموعات المعارضة والتي يقتصر نشاطها على الحضور الاعلامي والنخبوي دون أي تأثير في الواقع السياسي والشعبي؟

لا يمكن الاجابة على هذا السؤال قبل الاعلان الرسمي والكامل للجبهة وتحديد مشروعها السياسي بوضوح واليات العمل التي ستلجأ اليها لتحقيق الاهداف التي وضعتها ، لكن من الواضح ان العمل لتشكيل هذه الجبهة يتزامن مع تزايد الضغوط الدولية والاقليمية والعربية على ايران وحزب الله ، وفي ظل سعي بعض الدول العربية (السعودية والامارات العربية المتحدة والبحرين) لتشكيل جبهة عربية ضد ايران ومواجهة حزب الله وحلفائه في لبنان والمنطقة.

كما يتزامن الاعلان عن الجبهة مع تزايد الضغوط الاميركية على لبنان والمسؤولين فيه لمواجهة تزايد دور الحزب ومنع تحول لبنان ساحة للنشاطات الايرانية ولرفض انضمام لبنان للمحور المقاوم.

وقد نشطت معظم الشخصيات والمجموعات السياسية التي قد تنضم للجبهة في اطلاق مواقف اعلامية وسياسية ضد ايران وحزب الله وللضغط على القوى السياسية اللبنانية للابتعاد عن حزب الله، لكن لا يبدو ان هذه المواقف والتحركات قد اعطت اي نتيجة عملية حتى الان في ظل التماسك اللبناني الداخلي والتعاون الكبير بين حزب الله وبقية القوى اللبنانية الفاعلة لمواجهةمختلف التحديات الداخلية والخارجية، واما الرهان على حصول تطورات خارجية كبرى تساعد هذه الجبهة على تحقيق اهدافها من خلال الضغوط الاميركية والعربية ضد ايران فقد لا يكون في محله في ظل سعي الادارة الاميركية للحوار مع ايران والتوصل الى حلول سياسية لمختلف الملفات.

إذن؛ المطلوب اليوم هو انتظار الاعلان الرسمي لهذه الجبهة الجديدة لتقييم دورها وفعاليتها، خصوصاً وان الاوضاع في لبنان والمنطقة امام تحديات كبرى مع بدء الاعلان عن صفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية وتداعيات ذلك على لبنان ودول المنطقة.

السابق
حزب الله لا يريد «المثالثة».. الأحادية التامة وبكامل سلاحها
التالي
لقاء تضامني مع الزميلة عبّود في مقر «الشراع»