الأسلحة الكيماوية والخوذ البيضاء في الدراما..لتشويه الثورة السورية

مسلسل مسافة امان
قبل أيام شنّت مجموعة من انصار النظام السوري حملة شعواء على الكاتب سامر رضوان بعدما اعتبر مسلسله الرمضاني "دقيقة صمت" معارض للسلطة في دمشق، رغم أنّ أحداثه تجري في عام 2010. لكن بالمقابل زخرت دراما النظام السوري المنجزة في دمشق بعشرات القصص المشوهة عن الثورة.

بدأ الموسم الدرامي بالحديث عن الأسلحة الكيماوية من خلال مسلسل “مسافة أمان” للكاتبة إيمان السعيد والمخرج الليث حجو، لم يعرف حتى اليوم سبب إقحام قصة الغازات السامة في حكاية درامية يقول عنها صناعها أنها تعرض انكسارات مابعد الحرب وتحاول أن تجعل الدفء ينتصر على الألم.

اقرأ أيضاً: سامر رضوان…مغامر في زمن الخذلان!

غير ان المسلسل يبدأ بحقيبة مليئة بالغازات السامة تتسلّمها الدكتورة سلام، ويطلب منها أن تضعها في غرفة الاجتماعات في مستشفى حكومي حتى تفجّر البناء بمن فيه. تنتقل الحكاية لتعرض الصراع النفسي لدى “سلام” بين وضع الحقيبة وإنقاذ زوجها المختطف أو تسليم الحقيبة لما يعرف في سوريا بـ”الجهات المختصة”. لا حلول درامية وسطية في الحكاية إما المصلحة الشخصية أو “الوطن” ومن هذه النقطة تعرّض المسلسل لهجوم حاد لعدم منطقية طرح فرضية الغازات السامة خاصة وأن المجتمع الدولي يعرف أن هذا النوع من الأسلحة بيد النظام لا سيما في العاصمة دمشق وضمن المربع الأمني حيث يصوّر المسلسل.

الرواية الثانية المشوهة جاءت عبر مسلسل “كونتاك” القائم على اللوحات الكوميدية ومن خلاله قدّمت لوحة عن تعرض أبطال الحكاية لحادثة اختطاف من قبل مجموعة مسلحة تأسرهم في بناء فارغ، وتصوّرهم على أنهم ضحايا هجوم كيماوي مع عرض الخاطفين على أنهم ينتمون لمجموعة “الخوذ البيضاء” التابعة لمجموعات الدفاع المدني الناشطة في مناطق المعارضة، يتابع المسلسل تشويه الصورة ليظهر أن الفيديو الذي صوّر للأبطال نال جائزة الأوسكار، وذلك في محاولة لضرب سمعة الجائزة العالمية التي مُنحت لفيلم “الخوذ البيضاء” قبل عامين.

اقرأ أيضاً: الهيبة: قصاصات درامية مفكّكة لا يجمعها سوى الأداء

أما التهجير فيحضر في عدة أعمال، بدءاً من الصورة المشوهة للنازحين داخلياً في “كونتاك”، إلى عرض النازحين داخل دمشق كالعاجزين عن العيش دون سرقة أو تشويه للقيم في “مسافة أمان” وصولاً لتقديم حالة مبالغ فيها من المثالية في وضع اللاجئين داخل المخيمات ضمن مسلسل “عبور”.

كما الحصص السياسية في سوريا اليوم هي كعكة تتنازع عليها دول النفوذ الكبرى، فالدراما هي وسيلة لشد اللحاف نحو تصدير رؤية وتوثيقها على أنها الأصح طالما الفن هو مرآة الشعوب وجزء من الأرشيف البصري لأي مرحلة فنية، فهل سيثق الجمهور السوري بما يراه في دراماه “الوطنية”؟!

السابق
أحمد الحريري: واهم من يعتقد أن في إمكانه النيل من اللواء عثمان
التالي
في الأسبوع الثالث.. هذه أرقام مشاهدة دراما رمضان!